الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3810 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا القرآن من أربعة من ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة قال هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " خذوا القرآن " ، وفي رواية الشيخين استقرئوا القرآن أي : اطلبوا القراءة " من ابن مسعود إلخ " بيان للأربعة ، وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه ، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده فلذلك ندب إلى الأخذ [ ص: 212 ] عنهم لا أنه لم يجمعه غيرهم ، قاله الحافظ وسالم مولى أبي حذيفة . هذا هو سالم بن معقل كان من أهل فارس من إصطخر وكان من السابقين الأولين ، وقد أشير في هذا الحديث إلى أنه كان عارفا بالقرآن وكان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة وشهد بدرا وما بعدها ، وكان مولى لامرأة من الأنصار فتبناه أبو حذيفة لما تزوجها فنسب إليه ، واستشهد باليمامة ، وأما مولاه أبو حذيفة فهو ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وكان من أكابر الصحابة وشهد بدرا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وقتل أبوه يومئذ كافرا فساءه ذلك فقال : كنت أرجو أن يسلم لما كنت أرى من عقله واستشهد باليمامة . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية