الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3837 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن أبي شعيب الحراني أخبرنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحق عن محمد بن إبراهيم عن مالك بن أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال يا أبا محمد أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم نسمع منه ما لا نسمع منكم أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل قال أما أن يكون سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع فلا أشك إلا أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع وذاك أنه كان مسكينا لا شيء له ضيفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نحن أهل بيوتات وغنى وكنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار فلا أشك إلا أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع ولا نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحق وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أحمد بن سعيد الحراني ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : أحمد بن سعيد الحراني صوابه أحمد بن أبي شعيب الحراني ، وقع في بعض نسخ الترمذي : أحمد بن شعيب فحرفها بعضهم أحمد بن سعيد فنشأ منه هذا الوهم ، وإنما أخرج الترمذي عن الدارمي عنه . انتهى ، وقال في ترجمة أحمد بن أبي شعيب ما لفظه : أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب بن مسلم الحراني أبو الحسن القرشي مولاهم روى عنه أبو داود ، والبخاري والترمذي والنسائي بواسطة والدارمي وغيرهم ، قال أبو حاتم : ثقة صدوق ( أخبرنا محمد بن سلمة ) الحراني روى عنه أحمد بن أبي شعيب الحراني وغيره ثقة ( عن محمد بن إبراهيم ) بن الحارث التيمي ( عن مالك بن أبي عامر ) الأصبحي . قوله : ( يا أبا محمد ) كنية طلحة ( أرأيت ) أي : أخبرني ( أما أن يكون سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمع عنه ) الظاهر أن أما بفتح الهمزة وتشديد الميم وأن مصدرية وهي مع ما بعدها مبتدأ ، والخبر محذوف أي : أما [ ص: 227 ] كونه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم نسمع منه فهو المتعين ( يده مع يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) أي : كان ملازما له -صلى الله عليه وسلم- لا يغيب عنه ( وكنا نحن أهل بيوتات ) جمع الجمع لبيوت ، وهو جمع البيت ( وغنى ) بالجر عطف على بيوتات ( طرفي النهار ) أي : أوله وآخره ( لا أشك إلا أنه سمع إلخ ) الظاهر أن إلا هاهنا زائدة كما في قول الشاعر :


                                                                                                          حراجيج ما تنفك إلا مناخة على الخسف أو ترمي بها بلدا قفرا



                                                                                                          أي : لا شك في أنه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويؤيده رواية البخاري في التاريخ وأبي يعلى بلفظ : والله ما نشك أنه سمع ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم ، أو المراد بالشك ، الظن أي : لا أظن إلا أنه سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه البخاري في التاريخ وأبو يعلى : بلفظ : قال كنت عند طلحة بن عبيد الله فقيل له ، ما تدري هذا اليماني أعلم برسول الله منكم ، أو هو يقول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل ، قال فقال : والله ما نشك أنه سمع ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم ؛ إنا كنا أقواما لنا بيوتات وأهلون وكنا نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار ثم نرجع ، وكان أبو هريرة مسكينا لا مال له ولا أهل ، إنما كانت يده مع يد النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان يدور معه حيثما دار ، فما نشك أنه قد سمع ما لم نسمع ، قال الحافظ في الفتح : إسناده حسن .




                                                                                                          الخدمات العلمية