الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3902 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا علي بن زيد بن جدعان حدثنا النضر بن أنس عن زيد بن أرقم أنه كتب إلى أنس بن مالك يعزيه فيمن أصيب من أهله وبني عمه يوم الحرة فكتب إليه إني أبشرك ببشرى من الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للأنصار ولذراري الأنصار ولذراري ذراريهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا هشيم ) بن بشير بن القاسم السلمي . قوله : ( يعزيه ) من التعزية أي : يحمله على العزاء بالمد ، وهو الصبر ( يوم الحرة ) قال الجزري في النهاية : الحرة يوم مشهور في الإسلام أيام يزيد بن معاوية لما انتهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين ، وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري في ذي الحجة في سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد ، والحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة وكانت الوقعة بها . انتهى ، وقال الحافظ في الفتح : وكان سبب وقعة الحرة أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية لما بلغهم ما يتعمده من الفساد فأمر الأنصار عليهم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر ، وأمر المهاجرون عليهم عبد الله بن مطيع العدوي وأرسل إليهم يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش كثير فهزمهم واستباحوا المدينة وقتلوا ابن حنظلة ، وقتل من الأنصار شيء كثير جدا ، وكان أنس يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك فحزن على من أصيب من الأنصار فكتب إليه يزيد بن أرقم وكان يومئذ بالكوفة يسليه ، ومحصل ذلك أن الذي يصير إلى مغفرة الله لا يشتد الحزن عليه فكان ذلك تعزية لأنس فيهم ( فكتب إليه ) أي : كتب يزيد بن أرقم إلى أنس ( أنا أبشرك ببشرى من الله ) البشرى بضم الموحدة وسكون المعجمة اسم من البشارة وهي الإخبار بما يسر ( إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) هذا بيان للبشرى وقد تقدم محصل التعزية في كلام الحافظ " ولذراري الأنصار " [ ص: 277 ] بتشديد الياء وتخفيفها جمع ذرية ، قال في القاموس : الذرية بالضم ويكسر ولد الرجل ، والجمع : الذريات والذراري ، وروى البخاري عن أنس بن مالك يقول : حزنت على من أصيب بالحرة فكتب إلي يزيد بن أرقم وبلغه شدة حزني يذكر أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار . قوله : ( وقد رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم ) وصله مسلم في صحيحه ولفظه : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار .




                                                                                                          الخدمات العلمية