الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3915 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا أبو نباتة يونس بن يحيى بن نباتة حدثنا سلمة بن وردان عن أبي سعيد بن المعلى عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث علي وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 285 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 285 ] قوله : ( أخبرنا أبو نباتة ) بنون مضمومة فموحدة ومثناة ( يونس بن يحيى بن نباتة ) الأموي المدني صدوق من التاسعة أخبرنا سلمة بن وردان الليثي ( عن أبي سعيد بن أبي المعلى ) بضم الميم وفتح اللام المشددة ، ويقال : ابن المعلى المدني مقبول من الثالثة . قوله : ( ما بين بيتي ومنبري ) وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات ، وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ " القبر " ، فعلى هذا المراد بالبيت في : قوله : بيتي أحد بيوته لا كلها وهو بيت عائشة الذي صار فيه قبره ، وقد ورد الحديث بلفظ : ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة . أخرجه الطبراني روضة من رياض الجنة أي : كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عهده -صلى الله عليه وسلم- فيكون تشبيها بغير أداة ، أو المعنى : أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا ، أو هو على ظاهره ، وأن المراد أنه روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة ، هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث ، وهي على ترتيبها هذا في القوة .




                                                                                                          الخدمات العلمية