الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا وهب بن زمعة عن عبد الله بن المبارك أنه ترك حديث الحسن بن عمارة والحسن بن دينار وإبراهيم بن محمد الأسلمي ومقاتل بن سليمان وعثمان البري وروح بن مسافر وأبي شيبة الواسطي وعمرو بن ثابت وأيوب بن خوط وأيوب بن سويد ونصر بن طريف هو أبو جزء والحكم وحبيب الحكم روى له حديثا في كتاب الرقاق ثم تركه وقال حبيب لا أدري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عبد الله بن المبارك أنه ترك حديث الحسن بن عمارة ) إلى قوله : ( والحكم وحبيب ) هؤلاء كلهم من الضعفاء المتروكين ، والحسن بن دينار هذا هو أبو سعيد التميمي ، وقيل الحسن بن واصل ، قال في الميزان في ترجمته : قال البخاري تركه يحيى وعبد الرحمن وابن المبارك ووكيع انتهى .

                                                                                                          وإبراهيم بن محمد الأسلمي هو إبراهيم بن محمد بن يحيى واسمه سمعان الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني . قال الحافظ في تهذيب التهذيب : قال البخاري جهمي تركه ابن المبارك والناس انتهى ، ومقاتل بن سليمان هو مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي صاحب التفسير ، قال في التقريب : كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم من السابعة .

                                                                                                          وقال في تهذيب التهذيب : قال سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك : ارم به وما أحسن تفسيره لو كان ثقة انتهى . وعثمان البري هو عثمان بن مقسم البري أبو سلمة الكندي البصري أحد الأئمة [ ص: 335 ] الأعلام على ضعف في حديثه صنف وجمع وكان ينكر الميزان يوم القيامة ، ويقول : إنما هو العدل ، تركه يحيى القطان وابن المبارك ، وقال أحمد حديثه منكر . وقال الجوزجاني : كذاب . وقال النسائي والدارقطني : متروك كذا في الميزان .

                                                                                                          وروح بن مسافر هو أبو بشر البصري .

                                                                                                          قال الذهبي : قال ابن معين : لا يكتب حديثه ، وقال مرة ليس بثقة ، وقال مرة ضعيف . وقال البخاري : تركه ابن المبارك . وقال الجوزجاني متروك ، وكذا قال أبو داود انتهى .

                                                                                                          وأبو شيبة الواسطي اثنان ، أحدهما عبد الرحمن بن إسحاق ، والثاني يوسف بن إبراهيم التميمي وكلاهما ضعيف ، وعمرو بن ثابت هو عمرو بن ثابت بن هرمز البكري أبو محمد ويقال أبو ثابت الكوفي وهو عمرو بن أبي المقدام الحداد مولى بكر بن وائل .

                                                                                                          قال علي بن الحسن بن شقيق : سمعت ابن المبارك يقول : لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف . وقال الحسن بن عيسى : ترك ابن المبارك حديثه وقال هناد بن السري لم يصل عليه ابن المبارك ، وقال عمرو بن علي ومحمد بن المثنى لم يحدث ابن مهدي قاله الحافظ وأيوب بن خوط بفتح الخاء المعجمة هو أبو أمية البصري الحبطي . قال البخاري : تركه ابن المبارك . وقال ابن معين : لا يكتب حديثه وقال النسائي والدارقطني وجماعة متروك .

                                                                                                          وأيوب بن سويد ، وهو أبو مسعود الرملي الشيباني ضعفه أحمد وغيره .

                                                                                                          وقال النسائي ليس بثقة . وقال ابن معين ليس بشيء . وقال ابن المبارك ارم به . وقال البخاري يتكلمون فيه ، ونصر بن طريف أبو جزء بفتح الجيم وسكون الزاي وبالهمزة القصاب .

                                                                                                          قال ابن المبارك : كان قدريا ولم يكن يثبت . وقال أحمد لا يكتب حديثه . وقال النسائي وغيره متروك . وقال يحيى من المعروفين بوضع الحديث .

                                                                                                          والحكم بفتحتين ، الظاهر أنه هو الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أبو عبد الله . قال الذهبي : كان ابن المبارك شديد الحمل عليه . وقال أحمد أحاديثه كلها موضوعة . وقال ابن معين ليس بثقة . وقال السعدي وأبو حاتم كذاب . وقال النسائي والدارقطني متروك الحديث انتهى . وحبيب هذا ، قال الترمذي فيه فيما بعد : وحبيب لا أدري أي لا أدري من هو ( الحكم روى له حديثا في كتاب الرقاق ) أي روى ابن المبارك للحكم حديثا في كتابه المسمى بالرقاق ( ثم تركه ) أي ثم ترك ابن المبارك الحكم ولم يرو له حديثا ، فالضمير المرفوع في قوله : روى وترك راجع إلى ابن المبارك والضمير المجرور في قوله له والمنصوب [ ص: 336 ] في قوله تركهم ، راجع إلى الحكم



                                                                                                          الخدمات العلمية