أمر إجلاء بني النضير في سنة أربع
[ خروج الرسول إلى بني النضير يستعينهم في دية قتلى بني عامر وهمهم بالغدر به ]
قال ابن إسحاق [ ص: 190 ] : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر ، اللذين قتل ، للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لهما ، كما حدثني عمرو بن أمية الضمري يزيد بن رومان ، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف . فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذينك القتيلين ، قالوا نعم ، يا أبا القاسم ، نعينك على ما أحببت ، مما استعنت بنا عليه ثم خلا بعضهم ببعض ، فقالوا : إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمن رجل يعلو على هذا البيت ، فيلقي عليه صخرة ، فيريحنا منه ؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، أحدهم ، فقال : أنا لذلك ، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعمر وعلي ، رضوان الله عليهم .