فأجابه ، فقال : [ ص: 259 ] حسان بن ثابت الأنصاري
هل رسم دارسة المقام يباب متكلم لمحاور بجواب قفر عفا رهم السحاب رسومه
وهبوب كل مطلة مرباب ولقد رأيت بها الحلول يزينهم
بيض الوجوه ثواقب الأحساب فدع الديار وذكر كل خريدة
بيضاء آنسة الحديث كعاب واشك الهموم إلى الإله وما ترى
من معشر ظلموا الرسول غضاب ساروا بأجمعهم إليه وألبوا
أهل القرى وبوادي الأعراب جيش عيينة وابن حرب فيهم
متخمطون بحلبة الأحزاب حتى إذا وردوا المدينة وارتجوا
قتلى الرسول ومغنم الأسلاب وغدوا علينا قادرين بأيدهم
ردوا بغيظهم على الأعقاب بهبوب معصفة تفرق جمعهم
وجنود ربك سيد الأرباب فكفى الإله المؤمنين قتالهم
وأثابهم في الأجر خير ثواب من بعد ما قنطوا ففرق جمعهم
تنزيل نصر مليكنا الوهاب وأقر عين محمد وصحابه
وأذل كل مكذب مرتاب عاتي الفؤاد موقع ذي ريبة
في الكفر ليس بطاهر الأثواب علق الشقاء بقلبه ففؤاده
في الكفر آخر هذه الأحقاب