[ جرش بما حدث لقومها ] إخبار الرسول وافدي
وقد كان أهل جرش بعثوا رجلين منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة يرتادان وينظران ؛ فبينا هما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد صلاة العصر ، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بأي بلاد الله شكر ؟ فقام إليه الجرشيان فقالا : يا رسول الله ، ببلادنا جبل يقال له كشر ، وكذلك يسميه أهل جرش ، فقال : إنه ليس بكشر ، ولكنه شكر ؛ قالا : فما شأنه يا رسول الله ؟ قال : إن بدن الله لتنحر عنده الآن ، قال : فجلس الرجلان إلى أبي بكر أو إلى عثمان ، فقال لهما : ويحكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينعى لكما قومكما ، فقوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما ؛ فقاما إليه ، فسألاه ذلك ، فقال : اللهم ارفع عنهم ، فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما ، فوجدا قومهما قد أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد الله ، في اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، وفي الساعة التي ذكر فيها ما ذكر . [ ص: 588 ]