قال ابن إسحاق : ثم أسلم صلى الله عليه وسلم ، وكان أول ذكر أسلم ، وصلى بعد زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس الكلبي مولى رسول الله . علي بن أبي طالب
[ نسبه وسبب تبني رسول الله صلى الله عليه وسلم له ]
قال ابن هشام : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة . وكان قدم من حكيم بن حزام بن خويلد الشام برقيق ، فيهم وصيف [ ص: 248 ] فدخلت عليه عمته زيد بن حارثة ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ؛ فاختارت خديجة بنت خويلد زيدا فأخذته ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له ، فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه ، وذلك قبل أن يوحى إليه .
[ شعر حارثة حين فقد ابنه زيدا وقدومه على الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله رده عليه ]
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا ، وبكى عليه حين فقده ، فقال :
:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله ما أدري وإني لسائل
أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة
فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها
وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره
فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا
ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي
فكل امرئ فان وإن غره الأمل