قال : فدخل عمار بن ياسر ، وقد أثقلوه باللبن ، فقال : يا رسول الله ، [ ص: 497 ] قتلوني ، يحملون علي ما لا يحملون .
قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض وفرته بيده ، وكان رجلا جعدا ، وهو يقول : ويح ابن سمية ، ليسوا بالذين يقتلونك ، إنما تقتلك الفئة الباغية
[ ارتجاز علي بن أبي طالب في بناء المسجد ]
وارتجز علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ :
:
لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيه قائما وقاعدا ومن يرى عن الغبار حائدا
[ ما كان بين عمار وأحد الصحابة من مشادة ]
قال ابن إسحاق : فأخذها عمار بن ياسر ، فجعل يرتجز بها .
قال ابن هشام : فلما أكثر ، ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يعرض به ، فيما حدثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن ابن إسحاق ، وقد سمى ابن إسحاق الرجل .
[ وصاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعمار ]
قال ابن إسحاق : فقال : قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية ، والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك . قال : وفي يده عصا . قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي ، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه [ ص: 498 ] .


