[ ما كان من مربع حين سلك المسلمون حائطه    ] 
 [ ص: 65 ] ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : من رجل يخرج بنا على القوم من كثب : أي من قرب ، من طريق لا يمر بنا عليهم ؟ فقال أبو خيثمة  أخو بني حارثة بن الحارث    : أنا يا رسول الله ، فنفذ به في حرة بني حارثة  ، وبين أموالهم ، حتى سلك في مال لمربع بن قيظي  ، وكان رجلا منافقا ضرير البصر ، فلما سمع حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين ، قام يحثي في وجوههم التراب ، ويقول : إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي . 
وقد ذكر لي أنه أخذ حفنة من تراب في يده ، ثم قال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد  لضربت بها وجهك . فابتدره القوم ليقتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتلوه ، فهذا الأعمى أعمى القلب ، أعمى البصر وقد بدر  إليه سعد بن زيد  ، أخو بني عبد الأشهل  ، قبل نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، فضربه بالقوس في رأسه ، فشجه . 
				
						
						
