سليمان بن طرخان ( ع ) 
الإمام شيخ الإسلام أبو المعتمر التيمي البصري . نزل في بني تيم  فقيل التيمي . 
 [ ص: 196 ] روى عن أنس بن مالك  وعن  أبي عثمان النهدي ،  وأبي عثمان  آخر ، ويزيد بن عبد الله بن الشخير ،   وطاوس ،  وأبي مجلز ،   ويحيى بن يعمر ،   وبكر بن عبد الله المزني ،  والحسن ،   وطلق بن حبيب ،  وبركة أبي الوليد ،  وثابت ،  وقتادة ،   ورقبة بن مصقلة ،   وأبي نضرة ،  وخلق . وينزل إلى الأعمش ،  وحسين بن قيس الرحبي ،   والربيع بن أنس ،  وكان مقدما في العلم والعمل . 
حدث عنه :  أبو إسحاق السبيعي  أحد شيوخه ، وابنه معتمر ،  وشعبة ،  وسفيان ،   وحماد بن سلمة ،  ويزيد بن زريع ،   وابن المبارك ،  وهشيم ،  وابن عيينة ،   وابن علية ،   وعيسى بن يونس ،  وإبراهيم بن سعد ،   وجرير بن عبد الحميد ،  وزهير الجعفي ،   ومحمد بن أبي عدي ،   ومروان بن معاوية ،  وابن فضيل ،   وأسباط بن محمد ،   ويحيى القطان ،  وأبو همام محمد بن الزبرقان ،  ويوسف بن يعقوب الضبعي ،   ويزيد بن هارون ،  والأنصاري  وأبو عاصم ،   وهوذة بن خليفة ،  وخلق سواهم . 
قال علي ابن المديني   : له نحو مائتي حديث . 
وروى الربيع بن يحيى ،  عن شعبة  قال : ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي   -رحمه الله- كان إذا حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تغير لونه . وروى أبو بحر البكراوي ،  عن شعبة  قال : شك ابن عون ،   وسليمان التيمي  يقين . 
 [ ص: 197 ] وقال  أحمد بن حنبل   : هو ثقة ، وهو أحب إلي في  أبي عثمان النهدي  من عاصم الأحول   . وقال  يحيى بن معين ،   والنسائي  وغيرهما : ثقة . قال العجلي   : ثقة من خيار أهل البصرة   . 
وقال ابن سعد   : من العباد المجتهدين ، كثير الحديث ، ثقة ، يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة ، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد ، فيصليان في هذا المسجد مرة ، وفي هذا المسجد مرة ، حتى يصبحا ، وكان سليمان  مائلا إلى علي   -رضي الله عنه . 
وروى نوفل بن مطهر ،  عن ابن المبارك ،  عن سفيان  قال : حفاظ البصريين ثلاثة : سليمان التيمي ،  وعاصم الأحول ،   وداود بن أبي هند ،  وعاصم  أحفظهم . وعن  ابن علية  قال : سليمان التيمي  من حفاظ البصرة   . 
ابن المديني  عن يحيى بن سعيد  قال : ما جلست إلى أحد أخوف لله من سليمان التيمي ،  وسمعه يقول : ذهبوا بصحيفة جابر  إلى الحسن  فرواها - أو قال : فأخذها - وذهبوا بها إلى قتادة  فأخذها ، وأتوني بها فلم أردها . 
قال ابن أبي حاتم   : سئل أبي : سليمان التيمي  أحب إليك في أبي عثمان ،  أو عاصم ؟  قال : سليمان   . وقال أبي : لا يبلغ التيمي منزلة أيوب ،  ويونس ،   وابن عون   . هم أكبر منه . 
محمد بن عبد الأعلى  قال لي معتمر بن سليمان   : لولا أنك من أهلي ما حدثتك بذا عن أبي . مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ، ويفطر يوما ، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة . 
جرير بن عبد الحميد ،  عن رقبة بن مصقلة  قال : رأيت رب العزة في المنام فقال : لأكرمن مثوى سليمان التيمي ،  صلى لي الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة . 
 [ ص: 198 ] أحمد الدورقي ،  عن معاذ بن معاذ  قال : كنت إذا رأيت التيمي  كأنه غلام حدث ، قد أخذ في العبادة . كانوا يرون أنه أخذ عبادته عن  أبي عثمان النهدي   . 
وروى مثنى بن معاذ  عن أبيه قال : ما كنت أشبه عبادة سليمان التيمي  إلا بعبادة الشاب أول ما يدخل في تلك الشدة والحدة . 
وروى الوليد بن صالح ،  عن حماد بن سلمة  قال : ما أتينا سليمان التيمي  في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعا ، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله . وقال  أحمد بن حنبل   : كان يحيى بن سعيد  يثني على سليمان التيمي ،  ويقدمه على عاصم الأحول   . وكان عنده عن التيمي ،  عن أنس  أربعة عشر حديثا ، ولم يكن يذكر أخباره يعني عن التيمي  في حديث أنس  قال : ورأيي أن أصل التيمي  كان قد ضاع . 
ابن المديني   : سمعت يحيى  يقول : كان التيمي  يحدث الشريف والوضيع خمسة خمسة . قلت : كان يدعكم تكتبون ؟ قال : لا . إن رد عليه إنسان حسبه عليه ، وكنت أرد عليه ويحسب علي يعني بقوله : أرد عليه ، أني أعيد الحديث لأحفظه ، فيحسبه عليه بحديث من تلك الخمسة . 
قال خالد بن الحارث   : قال سليمان التيمي   : لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله  . 
وروى غسان بن المفضل ،  عن إبراهيم بن إسماعيل  قال : استعار سليمان التيمي  من رجل فروة ، فلبسها ثم ردها قال الرجل : فما زلت أجد فيها ريح المسك . 
 [ ص: 199 ] وكان بينه وبين رجل تنازع ، فتناول الرجل سليمان ،  فغمز بطنه ، فجفت يد الرجل . 
قال معتمر بن سليمان   : قال لي أبي عند موته : يا معتمر  حدثني بالرخص لعلي ألقى الله -تعالى- وأنا حسن الظن به . 
وقال الأصمعي   : كنت أمشي مع المعتمر ،  فقال لي مكانك . ثم قال : قال أبي : إذا كتبت فلا تكتب التيمي ، ولا تكتب المري ، فإن أبي كان مكاتبا لبجير بن حمران   . وإن أمي كانت مولاة لبني سليم   . فإن كان أدى الكتابة والولاء لبني مرة   - وهو مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس  فاكتب القيسي . وإن لم يكن أدى الكتابة والولاء لبني سليم ،  وهم من قيس عيلان  فاكتب القيسي . 
وعن سليمان التيمي  أنه ربما أحدث الوضوء في الليل من غير نوم . وذكر جرير بن عبد الحميد  أن سليمان التيمي ،  لم تمر ساعة قط عليه إلا تصدق بشيء ، فإن لم يكن شيء ، صلى ركعتين . 
قرأت على إسحاق بن طارق ،  أنبأنا يوسف بن خليل ،  أنبأنا أحمد بن محمد التيمي ،  أنبأنا أبو علي الحداد ،  أنبأنا أبو نعيم ،  حدثنا عبد الله بن محمد ،  حدثنا أحمد بن الحسين ،  حدثنا  أحمد بن إبراهيم الدورقي ،  حدثنا الأنصاري  قال : كان عامة دهر التيمي  يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد ، وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب ، ويصوم الدهر . كذا قال : وإنما المعروف أنه كان يصوم يوما ويوما . وبه قال الدورقي   : حدثني  عباس بن الوليد ،  عن  يحيى القطان ،  قال : خرج سليمان التيمي  إلى مكة ،  فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة . 
 [ ص: 200 ] روى المسيب بن واضح ،  عن  عبد الله بن المبارك  أو غيره ، قال : أقام سليمان التيمي  أربعين سنة إمام الجامع بالبصرة  يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد . 
وعن حماد بن سلمة  قال : لم يضع سليمان التيمي  جنبه بالأرض عشرين سنة . 
وذكر مردويه ،  عن  فضيل بن عياض  قال : قيل  لسليمان التيمي   : أنت أنت ، ومن مثلك ؟ ! قال : لا تقولوا هكذا . لا أدري ما يبدو لي من ربي -عز وجل . سمعت الله يقول : وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون   . 
وروي عن سليمان التيمي  قال : إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه مذلته . 
روى سعيد الكريزي ،  عن  سعيد بن عامر الضبعي  قال : مرض سليمان التيمي  فبكى . فقيل : ما يبكيك ؟ قال : مررت على قدري ، فسلمت عليه . فأخاف الحساب عليه . 
أخبرنا إسحاق ،  أنبأنا ابن خليل ،  أنبأنا التيمي ،  أنبأنا الحداد ،  أنبأنا أبو نعيم ،  حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،  حدثنا إسحاق بن أحمد ،  حدثنا سعيد بن عيسى ،  سمعت مهدي بن هلال  يقول : أتيت سليمان  فوجدت عنده حماد بن زيد ،  ويزيد بن زريع ،   وبشر بن المفضل  وأصحابنا البصريين ، فكان لا يحدث أحدا حتى يمتحنه فيقول له : الزنى بقدر ؟ فإن قال : نعم استحلفه إن هذا دينك الذي تدين الله به ؟ فإن حلف حدثه خمسة أحاديث . 
قال معاذ بن معاذ   : كان سليمان التيمي  لا يزيد كل واحد منا على خمسة أحاديث ، وكان معنا رجل ، فجعل يكرر عليه ، فقال : نشدتك بالله أجهمي أنت ؟ فقال : ما أفطنك ! من أين تعرفني ؟ . 
 [ ص: 201 ] قال معتمر بن سليمان   : قال أبي : أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية  أن الله ليس بظلام للعبيد  . 
أخبرنا المسلم بن محمد ،  وعبد الرحمن بن أبي عمر ،  وجماعة إجازة ، أنهم سمعوا عمر بن محمد ،  أنبأنا هبة الله بن محمد ،  أنبأنا محمد بن محمد ،  أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله ،  حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الجعفي ،  وإسحاق الحربي  قالا : حدثنا هوذة ،  حدثنا سليمان التيمي ،  عن أبي عثمان ،  عن أسامة بن زيد  قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأخذني والحسن  ويقول : اللهم إني أحبهما فأحبهما أخرجه  البخاري ،   والنسائي  من حديث معتمر بن سليمان ،  عن أبيه . ورواه سليمان  مرة عن أبي تميمة ،  عن أبي عثمان   . قال : ثم نظرت فإذا قد سمعته من أبي عثمان  وكتبته . 
أخبرنا إسحاق الأسدي ،  أنبأنا ابن خليل ،  أنبأنا أبو المكارم التيمي ،  وأنبأنا أحمد بن سلامة ،  وغيره عن التيمي ،  أنبأنا أبو علي المقرئ ،  أنبأنا أبو نعيم ،  حدثنا أبو بكر بن خلاد ،  حدثنا الحارث بن محمد ،  حدثنا عبد الوهاب بن عطاء   ( ح ) وبه قال أبو نعيم   : وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  في جماعة ، قالوا : حدثنا أبو مسلم ،  حدثنا معاذ بن عوذ الله ،  واللفظ له قالا : حدثنا سليمان التيمي ،  عن أنس ،  قال : خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ  بالباب ، فقال : يا معاذ ،  من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، قال معاذ   : ألا أخبر الناس ؟ . 
 [ ص: 202 ] قال : لا ، دعهم فليتنافسوا في الأعمال ، فإني أخاف أن يتكلوا ورواه قتادة  عن أنس  نحوه . 
قال محمد بن سعد   : توفي سليمان التيمي  بالبصرة  في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائة وروى أبو داود ،  عن معتمر بن سليمان  أنه مات ابن سبع وتسعين سنة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					