عبيد الله بن عمر ( ع )
ابن حفص بن عاصم ابن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب . الإمام المجود الحافظ أبو عثمان القرشي العدوي ثم العمري المدني .
ولد بعد السبعين أو نحوها ولحق أم خالد بنت خالد الصحابية ، وسمع منها ، فهو من صغار التابعين . وسمع من سالم بن عبد الله ، والقاسم بن [ ص: 305 ] محمد ونافع ، وخاله وسعيد المقبري ، حبيب بن عبد الرحمن ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن شعيب ، والزهري ، ووهب بن كيسان ، وعبد الله بن دينار ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وثابت البناني ، وأبي الزناد ، وسمي ، وسهيل ، وسالم أبي النضر ، وعمرو بن دينار ، وطلحة بن عبد الملك ، وخلق .
وعنه : ابن جريج ، ومعمر وشعبة ، وسفيان ، وحماد بن سلمة ، وزائدة ، وسليمان بن بلال ، وابن المبارك ، وعبد الله بن نمير ، وعلي بن مسهر ، ويحيى بن سعيد ، ومحمد بن بشر ، وعيسى بن يونس ، وعباد بن عباد ، ومحمد بن عيسى بن سميع ، وابن إدريس ، ومحمد بن عبيد ، وعبد الرزاق ، وأمم سواهم .
قال أبو حاتم : سألت عن أحمد بن حنبل مالك ، وأيوب ، : أيهم أثبت في وعبيد الله بن عمر نافع ؟ قال : عبيد الله أثبتهم وأحفظهم ، وأكثرهم رواية . وقال : يحيى بن معين عبيد الله من الثقات . وقال عثمان بن سعيد : قلت : لابن معين مالك عن نافع أحب إليك ، أو عبيد الله ؟ قال : كلاهما ، ولم يفضل .
وروى جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي ، سمعت يقول : يحيى بن معين عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة : الذهب المشبك بالدر .
قلت : هو أحب إليك ، أو الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ؟ فقال : هو أحب إلي . وروى علي بن الحسن الهسنجاني عن قال : [ ص: 306 ] أحمد بن صالح ، عبيد الله في نافع أحب إلي من مالك . وقال أبو زرعة وأبو حاتم : ثقة . وقال : ثقة ثبت . قلت : كان النسائي ابن شهاب يقدم قريشا على الناس وعلى مواليهم ، فقال قطن بن إبراهيم النيسابوري ، عن الحسين بن الوليد قال : كنا عند مالك ، فقال : كنا عند الزهري ومعنا عبيد الله بن عمر ، فأخذ الكتاب ومحمد بن إسحاق ، ابن إسحاق فقرأ . فقال : انتسب . قال : أنا محمد بن إسحاق بن يسار . قال : ضع الكتاب من يدك . قال : فأخذه مالك ، فقال : انتسب . قال : أنا . فقال : ضع الكتاب . فأخذه مالك بن أنس الأصبحي عبيد الله فقال : انتسب . قال : أنا عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب . قال : اقرأ . فجميع ما سمع أهل المدينة يومئذ بقراءة عبيد الله .
وروى محمد بن عبد العزيز ، عن عبد الرزاق ، سمعت عبيد الله بن عمر قال : لما نشأت ، فأردت أن أطلب العلم ، فجعلت آتي أشياخ آل عمر رجلا رجلا ، فأقول : ما سمعت من سالم ؟ فكلما أتيت رجلا منهم قال : عليك بابن شهاب ، فإن ابن شهاب كان يلزمه . قال : وابن شهاب بالشام حينئذ . فلزمت فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا ، وروي عن نافعا ، سفيان بن عيينة قال : قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة ، فاجتمعوا عليه ، فقال : شنتم العلم ، وأذهبتم نوره لو أدركنا عمر وإياكم أوجعنا ضربا .
قال : كان أبو بكر بن منجويه عبيد الله من سادات أهل المدينة ، وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة ، وشرفا وحفظا ، وإنفاقا .
قلت : كان أخوه عبد الله بن عمر يهابه ، ويجله ، ويمتنع من الرواية مع وجود عبيد الله . فما حدث حتى توفي عبيد الله .
قال الهيثم بن عدي : مات سنة سبع وأربعين ومائة وقال غيره : مات سنة خمس وأربعين أو في التي قبلها .
[ ص: 307 ] أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات ، أنبأنا عبد الصمد بن محمد قراءة ، وأنا في الرابعة ، أنبأنا علي بن المسلم ، أنبأنا الحسين بن طلاب ، أنبأنا محمد بن أحمد الغساني ، حدثنا محمد بن عبيد بن العلاء ببغداد ، حدثنا أحمد بن بديل ، حدثنا جابر بن نوح الحماني ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : أتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفرس فقال : احمل على هذا في سبيل الله . ثم رآه عمر بعد ذلك يقام في السوق . فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : أشتريه يا رسول الله ؟ فقال : لا تشتره ولا ترجع في هبتك .
أخبرنا أحمد بن محمد الآنمي ، أنبأنا يوسف بن خليل ، أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ( ح ) وأنبأني أحمد بن سلامة عن مسعود ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا حدثنا أبو نعيم الحافظ ، أحمد بن جعفر السمسار ، حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا حدثنا وهب بن جرير ، عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن آطام المدينة أن تهدم .
قيل : إن حديث عبيد الله يبلغ أربعمائة حديث ، وأظنه أكثر من ذلك .