هشام بن حسان ( ع )
الإمام العالم ، الحافظ محدث البصرة ، أبو عبد الله الأزدي ، القردوسي ، البصري . ويقال : هو من العتيك ، ونزل في القراديس ، وقيل : هو من مواليهم ، وهو أشبه . فلم يسم له جد مع شهرة هشام ونبله . وما علمت له شيئا عن الصحابة . والظاهر أنه رأى أنس بن مالك ، فإنه أدركه وهو قد اشتد .
حدث عن الحسن ، وأخته وابن سيرين ، حفصة بنت سيرين ، وأبي مجلز ، [ ص: 356 ] وعكرمة ، وعطاء بن أبي رباح ، وأنس بن سيرين ، وأبي معشر زياد بن كليب ، وحميد بن هلال ، وقيس بن سعد ، وواصل مولى أبي عيينة ، ويحيى بن أبي كثير ، وأيوب بن موسى القرشي ، . وينزل إلى أن يروي عن وعبد العزيز بن صهيب سهيل بن أبي صالح ، . وهو أصغر منه . ومهدي بن ميمون
حدث عنه : ابن جريج ، وابن أبي عروبة ، وشعبة ، وسفيان ، وإبراهيم بن طهمان ، والحمادان وزائدة ، وفضيل بن عياض ، وهشيم ، ومعتمر ، وابن عيينة ، وابن علية ، وجرير ، وحفص بن غياث ، وأبو أسامة ، ويحيى القطان ، ويزيد بن هارون ، وغندر ، والنضر بن شميل ، ومحمد بن بكر البرساني ، وروح ، والأسود بن عامر ، وعثمان بن عمر بن فارس ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، وأبو عاصم ، وعبد الله بن بكر السهمي ، ومكي بن إبراهيم ووهب بن جرير ، وسعيد بن عامر ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وخلق كثير .
قال : محمد بن سلام الجمحي هشام بن حسان مولى القراديس من الأزد . وقال سليمان بن أبي شيخ : إنما سمي " قردوس " من جماله . وقال أبو حفص الفلاس : هشام مولى العتك ، نزل درب القراديس فنسب إليهم .
روى حماد عن هشام قال : كناني محمد بن سيرين أبا عبد الله ولم يولد لي . وروى حماد ، عن سعيد بن أبي صدقة ، أن قال : محمد بن سيرين هشام منا أهل البيت . قال حماد : وكان أيوب يقول : سل لي هشاما عن حديث كذا .
قال : ما رأيت -أو : ما كان أحد- أحفظ عن سعيد بن أبي عروبة محمد من هشام .
إبراهيم بن مهدي : سمعت حماد بن زيد يقول : أنبأنا أيوب وهشام . وحسبك بهشام .
نعيم بن حماد : سمعت سفيان يقول : لقد أتى هشام أمرا عظيما بروايته عن [ ص: 357 ] الحسن . قيل لنعيم : لم ؟ قال : لأنه كان صغيرا .
قلت : هذا فيه نظر . بل كان كبيرا . وقد جاء أيضا عن نعيم بن حماد ، عن سفيان بن عيينة قال : كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن . فهذا أصح .
قال سمع سعيد بن عامر الضبعي ، هشاما يقول : جاورت الحسن عشر سنين . وروى أبو بكر بن أبي شيبة ، عن قال : كنا لا نعد ابن علية في هشام بن حسان الحسن شيئا .
مخلد بن الحسين ، عن هشام ، أنه كان إذا حدث عن ابن سيرين سرده سردا كما سمعه . فإن كان ابن سيرين يرسل فيه أرسل فيه ، في حديث ابن سيرين خاصة .
عبد العزيز بن أبي رزمة ، عن إبراهيم بن المغيرة المروزي ، قلت لهشام بن حسان : أخرج إلي بعض كتبك . قال : ليس لي كتب . يعني كان يحفظ وقلما كتب .
وروى مخلد بن الحسين ، عن قال : ما كتبت هشام بن حسان للحسن ومحمد حديثا قط إلا حديث الأعماق لأنه طال علي فكتبته ، فلما حفظته محوته .
علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول : روى عن هشام بن حسان ، أبي مجلز [ ص: 358 ] واحدا أو اثنين . قلت : ما هو ؟ .
قال لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب بيتا أو شيئا قلت ليحيى : هذا مما سمعته من أبي مجلز ؟ قال : نعم لقيته بخراسان .
قلت ليحيى بن سعيد : هشام في ابن سيرين أحب إليك ، أو عاصم الأحول وخالد الحذاء ؟ قال : هشام . ثم قال : هو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو .
حجاج بن منهال : كان حماد بن سلمة لا يختار على هشام في حديث ابن سيرين أحدا .
قال : أما حديث علي بن المديني هشام عن محمد ، فصحاح ، وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب ، وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين . هشام ثبت . وروى الحسن بن علي الخلال ، عن قال : كان علي بن المديني يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون . وكان هشام بن حسان يحيى يضعف حديثه عن عطاء ، وكان الناس يرون أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب .
عن علي بن المديني ، عرعرة بن البرند : سألت : أتعرف عباد بن منصور أشعث مولى آل حمران ؟ قال : نعم . قلت : كان يقاعد الحسن ؟ قال : نعم ، كثيرا . قلت : هشام بن حسان ؟ قال : ما رأيته عند الحسن قط . قال عرعرة : [ ص: 359 ] فأخبرت بذلك جرير بن حازم ، فقال : قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط . قلت : فأشعث ؟ قال : ما أتيت الحسن إلا رأيته عنده .
شعيب بن حرب ، عن شعبة قال : لو حابيت أحدا لحابيت كان ختني ولم يكن يحفظ . هشام بن حسان ،
معاوية بن صالح ، عن ابن معين ، قال : زعم معاذ بن معاذ قال : كان شعبة يتقي حديث هشام عن عطاء ، ومحمد ، والحسن . قال : وقال وهيب : سألني سفيان أن أفيده عن فقلت : لا أستحل . فأفدته عن هشام بن حسان ، أيوب ، عن محمد ، فسأل هشاما عنهما .
سليمان بن حرب ، عن حماد قال : ذكر لأيوب ويحيى عن هشام عن محمد ، قال : سألت عبيدة عما ينقض الوضوء ، قال : الحدث ، وأذى المسلم . فأنكروا قوله : وأذى المسلم .
حماد بن زيد قال : كان هشام يرفع حديث محمد عن يقول فيها : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك أبي هريرة ، لأيوب . فقال : قل له : إن محمدا لم يكن يرفعها ، فلا ترفعها ، إنما كان ينحو بها بالرفع . فذكرت ذلك لهشام فترك الرفع .
سليم بن أخضر ، عن ابن عون : كان محمد لا يرفع من حديث إلا ثلاثة أحاديث . أبي هريرة صلى إحدى صلاتي العشي ، أهل اليمن ، ولم يذكر الثالث . وجاء
قلت : قد أخرجا في " الصحيح " من المرفوعات لمحمد عن [ ص: 360 ] عدة أحاديث ، وانفرد كل منهما بأحاديث . أبي هريرة ،
عبد الرحمن بن المبارك العيشي ، عن سفيان بن حبيب قال : ربما سمعت يقول : سمعت هشام بن حسان عطاء . وأجيء بعد فيقول : حدثني الثوري . وقيس عن عطاء هو ذاك بعينه . قلت له : اثبت على أحدهما . فصاح بي . قلت : عطاء هو ابن السائب ، ويجوز أن يكون عطاء بن أبي رباح . وقوله : وقيس وهم . وإنما هو فيما أرى عن قيس وهو ابن سعد المكي .
قال أحمد : هشام صالح ، وهو أحب إلي من أشعث وقال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن قال : عندي لا بأس به . وما تكاد تنكر عليه شيئا إلا وجدت غيره قد رواه إما هشام بن حسان أيوب ، وإما عوف .
وروى عباس عن ابن معين قال : لا بأس به . وروى عثمان بن سعيد ، عن ابن معين : هو أحب إلي من جرير بن حازم . وقال عثمان : سمعت يقول : أبا الوليد الطيالسي يزيد بن إبراهيم أثبت عندنا من وقال هشام بن حسان العجلي : هشام بصري ثقة ، حسن الحديث . يقال : إن عنده ألف حديث حسن ليست عند غيره . ورأيت بعضهم قال : له نحو مائتي حديث . فكأنه أراد المسند . وقال أبو حاتم : كان صدوقا ، وكان يتثبت في رفع الأحاديث عن ابن سيرين .
وقال أيضا : يكتب حديثه . قلت : قد علمت بالاستقراء التام أن إذا قال في رجل : يكتب حديثه -أنه عنده ليس بحجة . أبا حاتم الرازي
قال عمرو بن علي الصيرفي : كان هشام من البكائين . سمعت أبا عاصم يقول : رأيت -وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- والجنة ، والنار- بكى حتى تسيل دموعه على خديه . هشام بن حسان
الرمادي ، عن عبد الرزاق قال : كان يقول لإنسان : إذا [ ص: 361 ] دخل هشام بن حسان عبيد الله ، فآذني . قال : فجاء عبيد الله فجلس إليه هشام ، فلما قام هشام قال عبيد الله : هذا يرى اليوم أنه أعلم أهل المشرق .
إبراهيم بن جابر ، عن عبد الرحيم بن هارون الغساني ، سمعت يقول : ليت ما حفظ عني من العلم في أخبث تنور هشام بن حسان بالبصرة . وليت حظي منه لا لي ولا علي .
قلت : ليس مراده ذات العلم ، فهذا لا يقوله مسلم وإنما مراده التعليم والقصد بالعلم . ألا تراه كيف يقول : ليت حظي منه لا لي ولا علي ؟ .
محمد بن عبد الرحمن العلاف ، عن محمد بن سواء : سمعت يقول لأصحاب الحديث : لوددت أني قارورة حتى كنت أقطر في حلق كل واحد منكم . هشام بن حسان
عفان ، عن معاذ بن معاذ ، قال : لم أر عمرو بن عبيد هشاما عند الحسن قط ، ولا جاء معنا عند الحسن قط . قال : وقال أشعث : ما رأيت هشاما عند الحسن ، ولا ولا . . فقلت له : يا أبا هانئ ، إن يقول هذا في عمرو بن عبيد هشام . وهشام صاحب سنة ، فلا تعن عمرا عليه . قال : فكف عنه .
قال : حدثنا يحيى بن آدم أبو شهاب ، قال لي شعبة : عليك بحجاج ، فإنهما حافظان ، واكتم علي عند البصريين في ومحمد بن إسحاق ، خالد الحذاء وهشام . قلت : لم يتابع شعبة على رأيه هذا أحد .
قال حماد بن زيد : سمع عمرو بن الحجاج يحدث عن هشام بن حسان الحسن عن عمران قال : اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا ، فقال : إنما قال : فما [ ص: 362 ] أفلحن ، ولا أنجحن .
عن أبيه قال : جلست إلى وهب بن جرير ، الحسن سبع سنين لم أخرم منه يوما واحدا أصوم وأذهب إليه ، ما رأيت هشاما عنده قط .
قلت : هشام قد قفز القنطرة واستقر توثيقه ، واحتج به أصحاب الصحاح ، وله أوهام مغمورة في سعة ما روى . ولا شك أن يونس أحفظ منه وأتقن ، كما أنه أحفظ من وابن عون ابن إسحاق ، ومحمد بن عمرو وأتقن .
قال أبو نعيم ، وابن معين ، : مات سنة ست وأربعين ومائة . وأبو بكر بن أبي شيبة
وقال يحيى القطان ، وابن بكير : مات سنة سبع . وقال مكي بن إبراهيم ، : مات في أول يوم من صفر سنة ثمان وأربعين ومائة وهذا أصح . وأبو عيسى الترمذي
أخبرنا عمر بن عبد المنعم ، عن أبي اليمن الكندي ، وكتب إلي أحمد بن عبد السلام التميمي ، والخضر بن حمويه وطائفة ، قالوا : أنبأنا عمر بن طبرزذ ، وأنبأنا المؤمل بن محمد وجماعة ، قالوا : أنبأنا الكندي ، وأنبأنا المقداد بن هبة الله ، أنبأنا عبد العزيز بن الأخضر ، وأنبأنا يحيى بن أبي منصور ، أنبأنا عبد العزيز بن منينا ، وزيد بن الحسن اللغوي ، قالوا أربعتهم : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنبأنا إبراهيم بن عمر الفقيه حضورا ، [ ص: 363 ] أنبأنا أبو محمد بن ماسي ، أنبأنا حدثنا أبو مسلم الكجي ، الأنصاري ، حدثنا عن هشام بن حسان ، الحسن ، عن عبد الله بن مغفل ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرجه نهى عن الترجل إلا غبا أبو داود والترمذي من طريق والنسائي ، يحيى القطان عن وعيسى بن يونس ، هشام نحوه .
وله علة ، فقد رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن مرسلا ورواه بشر بن المفضل ، عن يونس ، عن الحسن ، قولهما ، وهذا أقوى . وابن سيرين
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد في كتابه ، أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة ، حدثنا يزيد ، أخبرنا عن هشام بن حسان ، محمد ، عن قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أبي هريرة . من نسي وهو صائم ، ثم أكل وشرب ، فإنما أطعمه الله وسقاه