حجاج بن أرطاة ( 4 ، م )
ابن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب ، الإمام العلامة ، مفتي الكوفة مع الإمام أبي حنيفة ، والقاضي ابن أبي ليلى ، أبو أرطاة النخعي الكوفي الفقيه ، أحد الأعلام .
ولد في حياة أنس بن مالك ، وغيره من صغار الصحابة . [ ص: 69 ]
وروى عن : عكرمة ، ، وعطاء والحكم ، ونافع ، ومكحول ، ، وجبلة بن سحيم ، والزهري وقتادة ، والقاسم بن أبي بزة ، ، وعمرو بن شعيب ، وابن المنكدر وزيد بن جبير الطائي ، ، وعطية العوفي ، والمنهال بن عمرو وأبي مطر ، ورياح بن عبيدة ، وأبي إسحاق ، وسماك ، وعون بن أبي جحيفة ، وخلق سواهم .
وكان من بحور العلم ، تكلم فيه لبأو فيه ، ولتدليسه ، ولنقص قليل في حفظه ، ولم يترك .
حدث عنه : - وهو من شيوخه - منصور بن المعتمر ، وقيس بن سعد ، وابن إسحاق وشعبة - وهم من أقرانه - والحمادان ، ، والثوري وشريك ، وزياد البكائي ، ، وعباد بن العوام والمحاربي ، وهشيم ، ومعتمر ، وغندر ، ويزيد بن هارون ، ، وخلق كثير . وعبد الله بن نمير
قال سفيان بن عيينة : سمعت ابن أبي نجيح يقول : ما جاءنا منكم مثله - يعني - وقال حجاج بن أرطاة : قال لنا حفص بن غياث يوما : من تأتون ؟ قلنا : سفيان الثوري الحجاج بن أرطاة . قال : عليكم به ، فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه .
وقال حماد بن زيد : أقهر عندنا بحديثه من حجاج بن أرطاة سفيان .
وقال ابن حميد الرازي ، عن جرير : رأيت الحجاج يخضب بالسواد .
وقال أحمد العجلي : كان فقيها ، أحد مفتي الكوفة ، وكان فيه تيه ، فكان يقول : أهلكني حب الشرف .
ولي قضاء البصرة ، وكان جائز الحديث ، إلا أنه صاحب إرسال ، كان يرسل عن ، ولم يسمع منه شيئا ، ويرسل عن يحيى بن أبي كثير مكحول ، ولم [ ص: 70 ] يسمع منه ، وإنما يعيبون منه التدليس . روى نحوا من ست مائة حديث . قال : ويقال : إن سفيان أتاه يوما ليسمع منه ، فلما قام من عنده ، قال حجاج : يرى بني ثور أنا نحفل به ؟ ! لا نبالي جاءنا أو لم يجئنا .
وكان حجاج تياها ، وكان قد ولي الشرطة . ويقال عن حماد بن زيد ،
قال : قدم علينا ، حماد بن أبي سليمان ، فكان الزحام على وحجاج بن أرطاة حجاج أكثر ، وكان حجاج راوية عن عطاء ، سمع منه . وروى أبو طالب ، عن : كان من الحفاظ ، قيل : فلم ليس هو عند الناس بذاك ؟ قال : لأن في حديثه زيادة على حديث الناس ، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة . أحمد بن حنبل
وقال ، عن ابن أبي خيثمة ، قال : هو صدوق ، ليس بالقوي ، يدلس عن يحيى بن معين محمد بن عبيد الله العرزمي ، عن عمرو بن شعيب - يعني فيسقط العرزمي .
وروى ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد ، قال : الحجاج بن أرطاة ، عندي سواء ، تركت وابن إسحاق الحجاج عمدا ، ولم أكتب عنه حديثا قط .
وقال أبو زرعة : صدوق مدلس . وقال أبو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء ، يكتب حديثه ، فإذا قال : حدثنا ، فهو صالح ، لا يرتاب في صدقه وحفظه ، ولا يحتج بحديثه ، لم يسمع من الزهري ، ولا من ولا من هشام بن عروة عكرمة .
قال هشيم : قال لي : صف لي حجاج بن أرطاة الزهري ، فإني لم أره .
وقال ابن المبارك : كان الحجاج يدلس ، فكان يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي ، والعرزمي متروك . [ ص: 71 ]
وقال حماد بن زيد : حدثنا جرير بن حازم ، حدثنا قيس بن سعد ، عن الحجاج بن أرطاة ، فلبثنا ما شاء الله ، ثم قدم علينا الحجاج ابن ثلاثين ، أو إحدى وثلاثين سنة ، فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على ، ورأيت عنده حماد بن أبي سليمان مطرا الوراق ، ، وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم ، يقولون : يا أبا أرطاة ما تقول في كذا ؟ يا أبا أرطاة ما تقول في كذا ؟ .
قال هشيم بن بشير : سمعت الحجاج يقول : استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة .
وقال : سمعت حفص بن غياث حجاجا يقول : ما خاصمت أحدا قط ، ولا جلست إلى قوم يختصمون . وروى عباس عن قال : سمع من يحيى بن معين مكحول ، وفي بعض حديثه يقول : سمعت مكحولا .
وقال : ليس بالقوي . وقال النسائي عبد الرحمن بن خراش : كان حافظا للحديث ، وكان مدلسا .
وقال : إنما عاب الناس عليه تدليسه عن ابن عدي الزهري وغيره ، وربما أخطأ في بعض الروايات ، فأما أن يتعمد الكذب فلا ، وهو ممن يكتب حديثه .
وقال يعقوب بن شيبة : واهي الحديث ، في حديثه اضطراب كثير ، وهو صدوق ، وكان أحد الفقهاء .
قال أبو بكر الخطيب : الحجاج أحد العلماء بالحديث ، والحفاظ له .
وقال خليفة بن خياط : مات بالري .
قلت : وقد روى عن الشعبي حديثا واحدا . [ ص: 72 ]
قال يحيى بن يعلى المحاربي : أمرنا زائدة أن نترك حديث الحجاج بن أرطاة .
وقال : سمعت أحمد بن حنبل يحيى بن سعيد يذكر أن لم ير حجاج بن أرطاة الزهري ، وكان سيئ الرأي فيه جدا ، ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه ، في حجاج ، وابن إسحاق وليث ، ، لا نستطيع أن نراجعه فيهم . وهمام
وقال وغيره : لا يحتج أبو الحسن الدارقطني بحجاج .
قلت : قد يترخص الترمذي ، ويصحح لابن أرطاة ، وليس بجيد .
قال معمر بن سليمان : تسألونا عن حديث ، حجاج بن أرطاة وعبد الله بن بشر الرقي عندنا أفضل منه !
قال عثمان بن سعيد ، عن ابن معين : حجاج في قتادة صالح . وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : سمعت يقول : قال الشافعي حجاح بن أرطاة : لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة .
قلت : لعن الله هذه المروءة ، ما هي إلا الحمق والكبر ، كيلا يزاحمه السوقة ! وكذلك تجد رؤساء وعلماء يصلون في جماعة في غير صف ، أو تبسط له سجادة كبيرة حتى لا يلتصق به مسلم . فإنا لله ! .
قال الأصمعي : أول من ارتشى بالبصرة من القضاة : . [ ص: 73 ] حجاج بن أرطاة
وقال يوسف بن واقد : رأيت عليه سواد ، وهو مخضوب بالسواد . حجاج بن أرطاة
وقال عبد الله بن إدريس : كنت أرى الحجاج بن أرطاة يفلي ثيابه ، ثم خرج إلى المهدي ، ثم قدم معه أربعون راحلة ، عليها أحمالها .
قال : سمعت حفص بن غياث يقول : ما خاصمت أحدا ولا جادلته . حجاج بن أرطاة
قال : كان أحمد بن حنبل حجاج يدلس ، فإذا قيل له : من حدثك ؟ يقول : لا تقولوا هذا ، قولوا : من ذكرت ؟ . وروى عن الزهري ولم يره .
قال شعبة : اكتبوا عن حجاج ، فإنهما حافظان . وابن إسحاق عمرو بن علي المقدمي ، عن حجاج ، عن مكحول ، عن ابن محيريز : سألت فضالة بن عبيد : أرأيت تعليق اليد في العنق من السنة ؟ قال : نعم ، . أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسارق ، فأمر به ، فقطع ، ثم أمر بيده فعلقت في عنقه
قال كان ابن حبان حجاج صلفا ، خرج مع المهدي إلى خراسان ، فولاه القضاء . قال : ومات منصرفه من الري سنة خمس وأربعين ومائة تركه ابن المبارك ، ، ويحيى القطان وعبد الرحمن ، ، وابن معين وأحمد . [ ص: 74 ] كذا قال ، وهذا ليس بجيد . وقد قدمنا عبارات هؤلاء في ابن حبان حجاج ، نعوذ به - تعالى - من التهور في وزن العلماء .
قال : سمعت ابن حبان محمد بن الليث الوراق ، سمعت محمد بن نصر ، سمعت إسحاق الحنظلي ، عن عيسى بن يونس ، قال : كان لا يحضر الجماعة ، فقيل له في ذلك ، فقال : أحضر مسجدكم حتى يزاحمني فيه الحمالون والبقالون ؟ . ونقل غير واحد : أن حجاج بن أرطاة الحجاج بن أرطاة قيل له : ارتفع إلى صدر المجلس ، فقال : أنا صدر حيث كنت . وكان يقول : أهلكني حب الشرف . وقد طول ابن حبان ترجمته . وابن عدي
قال : ذكر المدلسين : النسائي الحسن ، قتادة ، ، حجاج بن أرطاة حميد ، سليمان التيمي ، يونس بن عبيد ، ، يحيى بن أبي كثير أبو إسحاق الحكم بن عتيبة ، مغيرة ، إسماعيل بن أبي خالد ، أبو الزبير ، ابن أبي نجيح ، ، ابن جريج ابن أبي عروبة ، هشيم ، سفيان بن عيينة . وزدت أنا : الأعمش ، مكحول ، بقية بن الوليد ، ، وآخرون . الوليد بن مسلم
وكان آخر من حدث عن حجاج . عبد الرزاق بن همام
قال الهيثم بن عدي : مات الحجاج بن أرطاة بخراسان مع المهدي . [ ص: 75 ] وفي ذهني أنه بقي إلى سنة تسع وأربعين ومائة وقد مر قول في ذلك . ابن حبان
فصل
في طبقة حجاج جماعة باسمه فتراهم يجيئون في الإسناد فيقع الاشتباه في الاسم