[ ص: 210 ] قال : أحمد بن حنبل شعبة أثبت من الأعمش في الحكم ، وشعبة أحسن حديثا من الثوري ، قد روى عن ثلاثين كوفيا ، لم يلقهم سفيان . قال : وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن .
قال عبد السلام بن مطهر : ما رأيت أحدا أمعن في العبادة من شعبة - رحمه الله .
قال أبو نعيم : سمعت شعبة يقول : لأن أزني أحب إلي من أن أدلس .
وقال سليمان بن حرب : حدثنا شعبة يوما بحديث الصادق المصدوق وأحاديث نحوه ، فقال رجل من القدرية : يا أبا بسطام ! ألا تحدثنا نحن أيضا بشيء ؟ فذكر حديث أبي صالح ، عن ، عن [ ص: 211 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي هريرة الحديث كل مولود يولد على الفطرة . . .
قال : كان يحيى القطان شعبة من أرق الناس ، يعطي السائل ما أمكنه .
وقال أبو قطن : كانت ثياب شعبة كالتراب ، وكان كثير الصلاة ، سخيا . وعن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال : كان شعبة إذا حك جسمه ، انتثر منه التراب ، وكان سخيا ، كثير الصلاة .
قال : كنا عند أبو داود الطيالسي شعبة ، فجاء يبكي ، وقال : مات حماري ، وذهبت مني الجمعة ، وذهبت حوائجي . قال : بكم أخذته ؟ قال : بثلاثة دنانير . قال سليمان بن المغيرة شعبة : فعندي ثلاثة دنانير ، والله ما أملك غيرها . ثم دفعها إليه .
قال النضر بن شميل : ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة .
وبإسنادي الماضي إلى البغوي : حدثنا علي بن الجعد قال : قدم شعبة بغداد مرتين : أيام المنصور ، وأيام المهدي ، كتبت عنه فيهما جميعا .
وقال أبو العباس السراج : حدثنا محمد بن عمرو ، سمعت أصحابنا يقولون : وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم ، فقسمها ، وأقطعه ألف [ ص: 212 ] جريب بالبصرة ، فقدم البصرة ، فلم يجد شيئا يطيب له ، فتركها .
قال أبو بكر الخطيب : قدم شعبة في شأن أخيه ، كان حبسه أبو جعفر ، كان اشترى طعاما ، فخسر ستة آلاف دينار ، هو وشركاؤه - يعني فكلم فيه شعبة أبا جعفر .
قال الأصمعي : لم نر قط أعلم من شعبة بالشعر ، قال لي : كنت ألزم الطرماح فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يحدث ، فأعجبني الحديث ، وقلت : هذا أحسن من الشعر ، فمن يومئذ طلبت الحديث .
قال أبو داود : سمعت شعبة يقول : لولا الشعر لجئتكم بالشعبي ; يعني أنه كان في حياة الشعبي مقبلا على طلب الشعر . قال علي بن نصر الجهضمي : قال شعبة : كان قتادة يسألني عن الشعر ، فقلت له : أنشدك بيتا ، وتحدثني حديثا .
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال : ما رأيت أحدا أكثر تقشفا من شعبة .
وقال : يحيى بن معين شعبة إمام المتقين . وقال أبو زيد الأنصاري : هل العلماء إلا شعبة من شعبة ؟ .
قال سلم بن قتيبة : أتيت ، فقال : ما فعل أستاذنا سفيان الثوري شعبة ؟ [ ص: 213 ]
وقال يحيى بن سعيد : لا يعدل شعبة عندي أحد .
ابن مهدي : سمعت شعبة يقول : إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله ، وعن الصلاة ، وعن صلة الرحم ، فهل أنتم منتهون ؟ .
قال أبو قطن : سمعت شعبة بن الحجاج يقول : ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث .
وعنه قال : وددت أني وقاد حمام ، وأني لم أعرف الحديث .
قلت : كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم يخاف من مثل هذا ، ويود أن ينجو كفافا .
قال عفان : كان شعبة من العباد .
قال سعد بن شعبة : أوصى أبي : إذا مات أن أغسل كتبه . فغسلتها .
قلت : وهذا قد فعله غير واحد : بالغسل ، وبالحرق ، وبالدفن ، خوفا من أن تقع في يد إنسان واه ، يزيد فيها أو يغيرها .
روى أبو عبيدة الحداد ، عن شعبة ، قال : لم يسمع حميد الطويل من أنس سوى أربعة وعشرين حديثا ، والباقي سمعها ، وثبته فيها ثابت البناني - يعني : فكان يحذف ثابتا ويدلسها ، فيقول : عن أنس .
ما أعتقد إلا أنه سمع من أنس أضعاف ذلك ، فإنه مكثر عنه ، بحيث إنه له في الكتب الستة أزيد من مائة حديث .
قال : علي بن المديني شعبة أحفظ للمشايخ ، وسفيان أحفظ للأبواب .
قال أبو داود : قال لي شعبة : في صدري أربع مائة حديث لأبي الزبير ، والله لا حدثت عنه . [ ص: 214 ]
قال القطان : كان شعبة أمر في الأحاديث الطوال من سفيان .
قال : قيل علي بن المديني ليحيى بن سعيد : إن عبد الله بن إدريس ، وأبا خالد بن عمار ، يزعمان : أن شعبة أملى عليهما . فأنكر ذلك ، وقال : قال لي شعبة : ما أمليت على أحد من الناس ببغداد ، إلا على ابن زريع أكرهني عليه ، وقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها . ثم قال له يحيى : لو أردته على الإملاء ، لأملى علي ، وما أملى وأنا حاضر قط ، ولقد جاءه خارجة بن مصعب ، وهو شيخ ، وليس عنده غيري ، فأخرج رقيعة ، فنفر شعبة ، فقال له : إنما هي أطراف ، فسكن .
عبد الوهاب بن نجدة : قال لي بقية : كان شعبة يملي علي ، وذاك أنه قال لي : اكتب لي حديث بحير بن سعيد ، فكتبتها له ، فقلت له : كيف يحل لك أن تكتب ، ولا يحل لنا أن نكتب عنك ؟ فقال لي : اكتب . فكنت أكتب عنه .
القواريري : حدثنا قال : أملى علينا يزيد بن زريع شعبة هذه المسائل من كتابه - يعني : مسائل الحكم ، وحماد - . وكان يوما قاعدا يسبح بكرة ، فرأى قوما قد بكروا ، فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم ، ورأى قوما يجيئون ، فقام من مكانه ، فجلس في آخرهم . ابن المديني : حدثنا قال : هؤلاء شيوخ يحيى القطان شعبة من الكوفة لم يلقهم سفيان : عدي بن ثابت ، طلحة بن مصرف ، ، المنهال بن عمرو إسماعيل بن رجاء ، عبيد بن الحسن ، الحكم ، عبد الملك بن ميسرة ، يحيى أبو عمرو البهراني ، علي بن مدرك ، ، سماك بن الوليد سعيد بن أبي بردة ، [ ص: 215 ]
عبد الله بن جبر ، محل بن خليفة ، أبو السفر سعيد الهمداني ، ناجية بن كعب . قال : قال وكيع شعبة : رأيت ناجية الذي يروي عنه أبو إسحاق ، يلعب بالشطرنج ، فتركته ، فلم أكتب عنه . ومنهم : العلاء بن بدر ، وحيان البارقي ، وعبد الله بن أبي المجالد . . . وسمى جماعة .
رواها : أحمد بن أبي خيثمة ، ثم زاد أناسا : الوليد بن العيزار ، يحيى بن الحصين ، نعيم بن أبي هند ، حبيب بن الزبير ، . سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص
قال عبد الصمد بن عبد الوارث : حدثنا شعبة ، قال : رأيت الحسن قام إلى الصلاة ، فتكابوا عليه ، فقال : لا بد لهؤلاء الناس من وزعة . وكان يقعد عند المنارة العتيقة في آخر المسجد .
وقال صالح بن سليمان : كانت في شعبة تمتمة .
قال : سمعت أبو عبد الرحمن المقرئ شعبة يقول : من كذب الإنسان مرتين يقول : ليس بشيء ، إلا شويء ، ليس بشيء .
قال عبد الرحمن بن مهدي : قال شعبة : كنت أتفقد فم قتادة ، فإذا قال : سمعت ، أو حدثنا تحفظته ، وإلا تركته .
قال : كان غلط أحمد بن حنبل شعبة في الأسماء .
قال : كان الشافعي شعبة يجيء إلى الرجل - يعني الذي ليس أهلا [ ص: 216 ] للحديث - فيقول : لا تحدث ، وإلا استعديت عليك السلطان . أبو زيد الهروي ، عن شعبة : لأن أقع من السماء إلى الأرض ، أحب إلي من أن أدلس .
قال صالح بن محمد جزرة : حدثني سليمان بن داود القزاز : سمعت أبا داود يقول : سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث ، وسمع منه غندر مثلها ، أغربت عليه ألف حديث ، وأغرب هو علي ألفا . قال شعبة : وقفوهم تصدقوا أو تكذبوا . سمعه منه أبو عبيدة الحداد .
قال مسلم بن إبراهيم : كان شعبة إذا قام سائل في مجلسه ، لا يحدث حتى يعطى أو يضمن له .
قال أبو عاصم : كنا عند شعبة ، وقد أقبل على رجل خراساني ، فقيل له : تقبل على هذا وتدعنا ! ؟ قال : وما يؤمنني أن معه خنجرا يشق بطني به .
قال ابن أبي الدنيا : حدثنا خالد بن خداش ، حدثني حريش ابن أخت جرير بن حازم ، قال : رأيت شعبة في النوم ، فقلت : أي الأعمال وجدت أشد عليك ؟ قال : التجوز في الرجال .
قال عبيد بن يعيش : سمعت ، سمعت يونس بن بكير شعبة يقول : اكتم علي : محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث .
وقال شعبة : قلت ليونس بن عبيد : سمع الحسن من ؟ قال : لا ، ولا حرف . [ ص: 217 ] أبي هريرة
قال أبو داود ، عن شعبة ، قال : كان أيوب يمشي إلى مسجد بني ضبيعة يسألني عن الحديث ، حدثته يوما بحديث ، عن قيس بن مسلم : أن امرأة أرادت الحج فقال طارق بن شهاب أيوب : هاتوا إسنادا مثل هذا .
قال يحيى بن سعيد : قال شعبة : أتى إلي ابن عون ، ، يعزياني بأمي ، فقال وسليمان التيمي سليمان : حدثنا أبو نضرة . . . فقال ابن عون : قد رأيت أبا نضرة ؟ قال سليمان : فما رأيت ؟ ! .
عفان : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : جاء شعبة إلى حميد ، فسأله عن حديث لأنس فحدثه به . فقال له شعبة : سمعته من أنس ؟ قال : فيما أحسب . فقال شعبة ، بيده هكذا ، وأشار بأصابعه : لا أريده . ثم ولى . فلما ذهب ، قال حميد : سمعته من أنس كذا وكذا مرة ، ولكن أحببت أن أفسده عليه . ورواه أحمد ، عن عفان ، وفيه : ولكن شدد علي فأحببت أن أشدد عليه .
روى سلم بن قتيبة ، عن شعبة ، قال : قلت لمشاش : سمع الضحاك من ابن عباس ؟ قال : ما رآه قط .
وروى هشيم ، عن شعبة ، قال : خذوا عن أهل الشرف فإنهم لا يكذبون .
وقال : قال وكيع شعبة : فلان عن فلان مثله لا يجزئ . وقال : يجزئ . سفيان الثوري
عثمان بن جبلة ، عن شعبة ، قال : أي شيء ألذ من أن تلقى شيخا في فيء ريح ، قد لقي الناس ، وأنت تستثيره ، وتستخرج منه العلم ، قد خلوت به ؟ !