[ ص: 27 ] أبو طلحة الأنصاري ( ع )
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن بني أخواله ، وأحد أعيان البدريين ، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة .
واسمه : زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، الخزرجي النجاري .
له أحاديث .
روى عنه ربيبه : أنس بن مالك ، وزيد بن خالد الجهني ، ، وابنه وابن عباس أبو إسحاق عبد الله بن أبي طلحة .
وكان قد سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو الذي كان لا يرى بابتلاع البرد للصائم بأسا . ويقول : ليس بطعام ولا شراب . [ ص: 28 ]
وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي طلحة في الجيش خير من فئة . ومناقبه كثيرة . صوت
قيل : إنه غزا بحر الروم ، فتوفي في السفينة . والأشهر : أنه مات بالمدينة ، وصلى عليه عثمان في سنة أربع وثلاثين رضي الله عنه .
ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : كان أبو طلحة ، ومعاذ ، وأبو عبيدة ، يشربون بالشام الطلاء : ما طبخ على الثلث وذهب ثلثاه .
وقلت : هو الدبس .
وذكر عروة ، ، وموسى بن عقبة : أن وابن إسحاق أبا طلحة ممن شهد العقبة وبدرا . [ ص: 29 ]
قال أبو زرعة الدمشقي : إن أبا طلحة عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة يسرد الصوم .
وقلت : بل عاش بعده نيفا وعشرين سنة .
قال أحمد بن البرقي : أبو طلحة بدري ، نقيب ، صلى عليه عثمان ، جاء له نحو عشرين حديثا .
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، ، عن وعلي بن زيد أنس : أن أبا طلحة قال له بنوه : قد غزوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ، فنحن نغزو عنك ، فأبى ، فغزا في البحر ، فمات .
جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : خطب أبو طلحة أم سليم ؟ فقالت : أما إني فيك لراغبة ، وما مثلك يرد ، ولكنك كافر ، فإن تسلم فذلك مهري ، لا أسألك غيره ، فأسلم ، وتزوجها .
قال ثابت : فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم : الإسلام .
الطيالسي : حدثنا ، سليمان بن المغيرة وحماد ، وجعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس . قال أبو داود : وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن [ ص: 30 ]
أنس : قال مالك -والد أنس - لامرأته : الشام فهلك هناك ، فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم ، فقالت : ما مثلك يرد ، ولكنك امرؤ كافر ، ولا أريد مهرا إلا الإسلام . قال : فمن لي بذلك ؟ قالت : النبي صلى الله عليه وسلم ، فانطلق يريده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه . أرى هذا الرجل يحرم الخمر ، فانطلق حتى أتى
قال : فتزوجها على ذلك . . . الحديث بطوله ، وكيف مات ابنه منها ، وكتمته ، وتصنعت له حتى أصابها ، ثم أخبرته وقالت : إن الله كان أعارك عارية فقبضها ، فاحتسب ابنك .
قال أنس : قال أبو طلحة : لقد سقط السيف مني يوم بدر ، لما غشينا من النعاس .
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن أبا طلحة صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة ، لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى .
غريب ، على شرط مسلم . [ ص: 31 ] وبه : أن أبا طلحة قال : لا أتأمرن على اثنين ، ولا أذمهما .
ثابت ، عن أنس : أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وكان رجلا راميا . وكان رسول الله إذا رمى أبو طلحة ، رفع بصره ينظر أين يقع سهمه . وكان يدفع صدر رسول الله بيده ، ويقول : يا رسول الله ، هكذا ، لا يصيبك سهم . أن
، عن عبد العزيز بن صهيب أنس قال : أحد ، انهزم ناس عن رسول الله ، وأبو طلحة بين يديه مجوبا عليه بحجفة ، وكان راميا شديد النزع ، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة . وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل ، فيقول صلى الله عليه وسلم : انثرها لأبي طلحة . ثم يشرف إلى القوم ، فيقول أبو طلحة : يا نبي الله ، بأبي أنت ، لا تشرف ، لا يصيبك سهم ، نحري دون نحرك ! .
قال : فلقد رأيت عائشة وإنهما لمشمرات أرى خدم سوقهما ، تنقزان ، القرب على متونهما ، وتفرغانها في أفواه القوم ، وترجعان ، فتملآنها ، فلقد وقع السيف من يد وأم سليم أبي طلحة مرتين أو ثلاثا من النعاس . [ ص: 32 ] لما كان يوم
ابن عيينة : حدثنا علي بن زيد ، عن أنس : أبي طلحة في الجيش خير من فئة وكان إذا بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، جثا بين يديه ، وقال : نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : صوت
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله : أبي طلحة أشد على المشركين من فئة . لصوت
الثوري ، عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل جابر - أو أنس - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل . لصوت
حماد بن سلمة ، عن ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حنين : من قتل قتيلا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم . قال يوم
هشام ، عن ابن سيرين ، عن أنس : أبا طلحة ، فأعطاه إياه ، ثم [ ص: 33 ] ناوله شقه الأيسر ، وقال : احلق ، وأعطاه أبا طلحة فقسمه بين الناس . نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحلق ، فناول الحلاق شقه الأيمن ، فحلقه ، ثم دعا
ورواه ابن عون ، عن محمد فأرسله .
قال أنس : بالمدينة مالا من نخل ، فقال : يا رسول الله ، إن أحب أموالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله ، أرجو برها وذخرها ، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، فقال : بخ ! ذلك مال رابح ، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين . كان أبو طلحة أكثر أنصاري
حميد ، عن أنس ، قال : كان أبو طلحة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا يفطر إلا في سفر أو مرض .
قتادة ، وحميد ، عن أنس : كان أبو طلحة يأكل البرد وهو صائم ، ويقول : ليس بطعام ولا بشراب ، وإنما هو بركة . تفرد به فيه علي بن [ ص: 34 ] جدعان ، عن أنس : فأخبرت رسول الله ، فقال : خذ عن عمك .
حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن وعلي بن زيد أنس : أن أبا طلحة قرأ : انفروا خفافا وثقالا فقال : استنفرنا الله ، وأمرنا شيوخنا وشبابنا ، جهزوني ، فقال بنوه : يرحمك الله ! إنك قد غزوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، ونحن نغزو عنك الآن .
قال : فغزا البحر ، فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها ، إلا بعد سبعة أيام ، فلم يتغير .
مات سنة أربع وثلاثين وقال خليفة وحده : سنة اثنتين وثلاثين .
قال لنا الحافظ أبو محمد : أبا طلحة .
قال : وكان جلدا ، صيتا ، آدم ، مربوعا ، لا يغير شيبه . حلق النبي صلى الله عليه وسلم شق رأسه فوزعه على الناس ، ثم حلق شقه الآخر ، فأعطاه
صلى عليه عثمان . وقيل : مات سنة إحدى وخمسين .
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم نيفا وعشرين حديثا ، منها في " الصحيحين " حديثان . وتفرد بحديث ، البخاري ومسلم بحديث .