الأشعث بن قيس ( ع )
ابن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة . [ ص: 38 ]
واسم كندة : ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .
ساقه ابن سعد ، قال : وقيل له : كندة ؛ لأنه كند أباه النعمة ، أي : كفره .
وكان اسم الأشعث : معدي كرب . وكان أبدا أشعث الرأس ؛ فغلب عليه .
له صحبة ، ورواية .
حدث عنه : الشعبي ، ، وقيس بن أبي حازم . وأرسل عنه وأبو وائل . إبراهيم النخعي
وأصيبت عينه يوم اليرموك . وكان أكبر أمراء علي يوم صفين .
منصور ، ، عن والأعمش أبي وائل ، قال لنا الأشعث : إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا خاصمت رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألك بينة ؟ قلت : لا . قال : فيحلف ؟ قلت : إذا يحلف ، فقال : من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مالا ، لقي الله وهو عليه غضبان . في نزلت :
قال ابن الكلبي : وفد الأشعث في سبعين من كندة على النبي صلى الله عليه وسلم .
مجالد ، عن الشعبي ، عن الأشعث ، قال : [ ص: 39 ] قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة ، فقال لي : هل لك من ولد ؟ قلت : صغير ، ولد مخرجي إليك . . . الحديث .
وعن ، قال : ارتد إبراهيم النخعي الأشعث في ناس من كندة ، فحوصر ، وأخذ بالأمان ، فأخذ الأمان لسبعين ، ولم يأخذ لنفسه ، فأتي به الصديق ، فقال : إنا قاتلوك ، لا أمان لك ، فقال : تمن علي وأسلم ؟ قال : ففعل ، وزوجه أخته .
زاد غيره : فقال لأبي بكر : زوجني أختك ، فزوجه فروة بنت أبي قحافة .
رواه أبو عبيد في " الأموال " فلعل أباها فوض النكاح إلى أبي بكر .
ابن أبي خالد ، عن قيس ، قال : لما قدم بالأشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر : أطلق وثاقه ، وزوجه أخته ، فاخترط سيفه ، ودخل سوق الإبل ، فجعل لا يرى ناقة ولا جملا إلا عرقبه . وصاح الناس : كفر الأشعث ! ثم طرح سيفه ، وقال : والله ما كفرت ؛ ولكن هذا الرجل زوجني أخته ؛ ولو كنا في بلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه . يا أهل المدينة ، انحروا وكلوا ! ويا أهل الإبل ، تعالوا خذوا شرواها ! . [ ص: 40 ]
رواه عبد المؤمن بن علي ، عن عبد السلام بن حرب ، عنه .
إسماعيل ، عن قيس ، قال : شهدت جنازة فيها الأشعث ، وجرير ، فقدم الأشعث جريرا ، وقال : إن هذا لم يرتد ، وإني ارتددت .
قال أبو عبيدة : كان على ميمنة علي يوم صفين الأشعث .
مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية . قال : حصل معاوية ، في تسعين ألفا فسبق فنزل الفرات ، وجاء علي ، فمنعهم معاوية الماء ، فبعث علي الأشعث ، في ألفين وعلى الماء لمعاوية أبو الأعور في خمسة آلاف ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وغلب الأشعث على الماء .
الأعمش ، عن حيان أبي سعيد التيمي قال : حذر الأشعث من الفتن ، فقيل له : خرجت مع علي ! فقال : ومن لك إمام مثل علي !
وعن ، قال : دخل قيس بن أبي حازم الأشعث على علي في شيء ، فتهدده بالموت ، فقال علي : بالموت تهددني ! ما أباليه ، هاتوا لي جامعة [ ص: 41 ] وقيدا ! ثم أومأ إلى أصحابه . قال : فطلبوا إليه فيه ، فتركه .
أبو المغيرة الخولاني : حدثنا ؛ حدثني صفوان بن عمرو أبو الصلت الحضرمي ، قال : حلنا بين أهل العراق وبين الماء ؛ فأتانا فارس ، ثم حسر ؛ فإذا هو الأشعث بن قيس ، فقال : الله الله يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ! هبوا أنكم قتلتم أهل العراق ، فمن للبعوث والذراري ؟ أم هبوا أنا قتلناكم ، فمن للبعوث والذراري ؟ إن الله يقول : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما قال معاوية : فما تريد ؟ قال : خلوا بيننا وبين الماء ، فقال لأبي الأعور : خل بين إخواننا وبين الماء .
روى الشيباني عن قيس بن محمد بن الأشعث : أن الأشعث كان عاملا لعثمان على أذربيجان ، فحلف مرة على شيء ؛ فكفر عن يمينه بخمسة عشر ألفا .
إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : كان الأشعث حلف على يمين ، ثم قال : قبحك الله من مال ! أما والله ما حلفت إلا على حق ، ولكنه رد على صاحبه ، وكان ثلاثين ألفا .
شريك : حدثنا أبو إسحاق ، قال : صليت الفجر بمسجد الأشعث ، فلما سلم الإمام إذا بين يدي كيس ونعل ؛ فنظرت : فإذا بين يدي كل رجل كيس ونعل ! فقلت : ما هذا ؟ قالوا : قدم الأشعث الليلة ، فقال : انظروا ! [ ص: 42 ] فكل من صلى الغداة في مسجدنا ، فاجعلوا بين يديه كيسا وحذاء .
رواه أبو إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، إلا أنه قال : حلة ونعلين .
: حدثنا أحمد بن حنبل علي بن ثابت ، حدثنا أبو المهاجر ، عن ، قال : أول من مشت معه الرجال ، وهو راكب : الأشعث بن قيس . ميمون بن مهران
روى نحوه أبو المليح ، عن ميمون .
قال إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، قال : لما توفي الأشعث بن قيس ، أتاهم الحسن بن علي ، فأمرهم أن يوضئوه بالكافور وضوءا . وكانت بنته تحت الحسن .
قالوا : توفي سنة أربعين وزاد بعضهم : بعد علي رضي الله عنه بأربعين ليلة . ودفن في داره . وقيل : عاش ثلاثا وستين سنة .
وقال محمد بن سعد : مات بالكوفة ، والحسن بها حين صالح معاوية . وهو الذي صلى عليه .
قلت : وكان ابنه محمد بن الأشعث بعده من كبار الأمراء وأشرافهم ، [ ص: 43 ] وهو والد الأمير الذي خرج معه الناس ، وعمل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الحجاج تلك الحروب المشهورة التي لم يسمع بمثلها . بحيث يقال : إنه عمل معه أحدا وثمانين مصافا معظمها على الحجاج . ثم في الآخر خذل ابن الأشعث وانهزم ، ثم ظفروا به وهلك .