ابن عبد الله ، العلامة الحافظ ، القاضي أبو عبد الله النخعي ، أحد الأعلام ، على لين ما في حديثه . توقف بعض الأئمة عن الاحتجاج بمفاريده .
قال : أبو أحمد الحاكم شريك بن عبد الله بن سنان بن أنس . ويقال : شريك بن عبد الله بن أبي شريك بن مالك بن النخع ، وجده قاتل الحسين - رضوان الله عليه . أدرك شريك عمر بن عبد العزيز ، وسمع سلمة بن كهيل ، ، ومنصور بن المعتمر وأبا إسحاق . ليس بالمتين عندهم .
وقال أبو بكر الخطيب : شريك بن عبد الله بن الحارث بن أوس القاضي أدرك عمر بن عبد العزيز .
قلت : وروى أيضا عن أبي صخرة جامع بن شداد ، وجامع بن [ ص: 201 ] أبي راشد ، ، وزياد بن علاقة ، وسماك بن حرب ، وعبد العزيز بن رفيع وزبيد بن الحارث ، ، وبيان بن بشر ويعلى بن عطاء ، وإبراهيم بن مهاجر ، وعثمان بن أبي زرعة ، وعاصم الأحول ، وسالم الأفطس ، وسليمان الأعمش ، ، وعطاء بن السائب ونسير بن ذعلوق ، ، وعبد الملك بن عمير وسلمة بن المحبق ، وأشعث بن أبي الشعثاء ، ، وعبد الكريم بن مالك الجزري والمقدام بن شريح ، ، وسعيد بن مسروق ، وهشام بن عروة ، وعاصم بن بهدلة وعلي بن بذيمة ، وزيد بن جبير ، وحكيم بن جبير ، وشبيب بن غرقدة ، ومخول بن راشد ، وابن عقيل ، وإبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي ، ، وعمار الدهني ، وخلق سواهم . وحبيب بن أبي ثابت
وعنه : ، أبان بن تغلب ، وهما من شيوخه ، ومحمد بن إسحاق وشعبة ، وسفيان ، ، والليث بن سعد ، وابن المبارك ويحيى بن آدم ، وأبو نعيم ، ، ويزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق ، ويقال : إن إسحاق الأزرق أخذ عنه تسعة آلاف حديث .
وممن يروي عنه : ، أحمد بن يونس ، وعلي بن الجعد ، وأخوه وأبو بكر بن أبي شيبة عثمان ، ، وهناد بن السري ولوين ، ويحيى بن يحيى ، ومحمد بن سليمان لوين ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وأمم سواهم . وقد وثقه وعلي بن حجر . وقال : هو أثبت من يحيى بن معين أبي الأحوص . قلت : مع أن أبا الأحوص من رجال " الصحيحين " ، وما أخرج سوى لشريك مسلم في المتابعات قليلا . وخرج له تعليقا . [ ص: 202 ] البخاري
قال ابن المبارك : شريك أعلم بحديث بلده من الثوري . فذكر هذا ، فقال : ليس يقاس لابن معين بسفيان أحد ، لكن شريك أروى منه في بعض المشايخ . وقال : ليس به بأس . النسائي
وقال الجوزجاني : سيئ الحفظ مضطرب الحديث مائل . قلت : فيه تشيع خفيف على قاعدة أهل بلده . وكان من كبار الفقهاء ، وبينه وبين الإمام أبي حنيفة وقائع . مولده : في سنة خمس وتسعين . وقيل : إنه ولد ببخارى ، أو نقل إلى الكوفة . وقد سمى جده سنانا ، وسماه شيخه البخاري أبو نعيم : الحارث . قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : أخطأ شريك في أربع مائة حديث .
وعن عبد الرحمن بن شريك ، قال : كان عند أبي عن جابر الجعفي : عشرة آلاف مسألة ، وعن ليث بن أبي سليم : عشرة آلاف مسألة .
قال أبو نعيم : سمعت شريكا يقول : قدم عثمان يوم قدم ، وهو أفضل القوم . قلت : ما بعد هذا إنصاف من رجل كوفي . [ ص: 203 ]
قال منصور بن أبي مزاحم : سمعت شريكا يقول في مجلس أبي عبيد الله - يعني وزير المهدي - وفيه الحسن بن زيد بن الحسن ، ووالد مصعب الزبيري ، وابن أبي موسى ، والأشراف ، فتذاكروا النبيذ ، فرخص من حضر من العراقيين فيه ، وشدد الباقون ، فقال شريك : حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : قال عمر : " إنا لنأكل لحوم هذه الإبل ، ليس يقطعها في بطوننا إلا هذا النبيذ الشديد " . فقال الحسن بن زيد : ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق فقال شريك : أجل ! شغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا ومثله ، فلم يجبه الحسن بشيء . وأسكت القوم ، فتحدثوا بعد في النبيذ ، وشريك ساكت . فقال له أبو عبيد الله : حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك . فقال : كلا ! الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب . فقال بعضهم : شرب ، فقال قائل منهم : لا ، بلغنا أن سفيان الثوري سفيان تركه ، فقال شريك : أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه ، . مالك بن مغول
قال عيسى بن يونس : ما رأيت أحدا أورع في علمه من شريك .
قال محمد بن معاوية النيسابوري : سمعت عبادا يقول : قدم علينا معمر وشريك واسط . فكان شريك أرجح عندنا منه .
قال عباس : ذكرت ، لابن معين إسرائيل ، وشريكا ، فقال : ما فيهما إلا ثبت . وقال : شريك أثبت من أبي الأحوص ، ثم سمعت [ ص: 204 ] ابن معين يقول : إسرائيل أثبت من شريك . وقال : كان لا يحدث عن هذين . يحيى القطان
قال منجاب بن الحارث : قال رجل : كيف تجدك يا لشريك أبا عبد الله ؟ قال : أجدني شاكيا غير شاكي الله .
أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا يحيى بن أيوب ، قال : كنا عند شريك يوما ، فظهر من أصحاب الحديث جفاء ، فانتهر بعضهم ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، لو رفقت . فوضع شريك يده على ركبة الشيخ ، وقال : النبل عون على الدين .
قال ابن عيينة : قيل : ما تقول فيمن يفضل لشريك عليا على أبي بكر ؟ قال : إذا يفتضح ، يقول : أخطأ المسلمون .
وعن قال : ما كتبت عن وكيع شريك بعد ما ولي القضاء ، فهو عندي على حدة .
وقال أبو نعيم : لم أكتب عنه بعد القضاء غير حديث واحد . البغوي : حدثنا عباس بن محمد ، سمعت يحيى يقول : قضى شريك على ابن إدريس بشيء . فقال ابن إدريس : القضاء فيه كذا وكذا - يعني الذي حكمت به - فقال له شريك : اذهب فأفت بهذا حاكة الزعافر ، وكان شريك قد حبسه في القضية ، وكان ابن إدريس ينزل في الزعافر .
منصور بن أبي مزاحم : سمعت شريكا يقول : ترك الجواب في موضعه إذابة القلب . [ ص: 205 ]
قال إبراهيم بن أعين : قلت : أرأيت من قال : لا أفضل أحدا . قال : هذا أحمق ، أليس قد فضل لشريك أبو بكر وعمر ؟ وروى أبو داود الرهاوي ، أنه سمع شريكا يقول : علي خير البشر ، فمن أبى فقد كفر .
قلت : ما ثبت هذا عنه . ومعناه حق . يعني : خير بشر زمانه ، وأما خيرهم مطلقا ، فهذا لا يقوله مسلم .
قال عبد الرحمن بن يحيى العذري : أعلم أهل الكوفة سفيان ، وأحضرهم جوابا شريك ، وذكر باقي الحكاية .
قال الفضل بن زياد : قلت لأبي عبد الله في إسرائيل وشريك قياس ، كان يحدث الحديث بالتوهم .
: حدثنا ابن أبي خيثمة سليمان بن أبي شيخ : قال شريك لبعض إخوانه : أكرهت على القضاء . قال : فأكرهت على أخذ الرزق ؟
ثم قال سليمان : حكى لي عبد الله بن صالح بن مسلم ، قال : كان شريك على قضاء الكوفة ، فخرج يتلقى الخيزران ، فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران ، فأقام ينتظرها ثلاثا ، ويبس خبزه ، فجعل يبله بالماء ويأكله ، فقال العلاء بن المنهال الغنوي :
فإن كان الذي قد قلت حقا بأن قد أكرهوك على القضاء فما لك موضعا في كل يوم
تلقى من يحج من النساء ؟ [ ص: 206 ] مقيما في قرى شاهي ثلاثا
بلا زاد سوى كسر وماء
قال سليمان : وحدثني عبد الرحمن بن شريك قال : كانت من أم شريك خراسان ، فرآها أعرابي وهي على حمار ، وشريك صبي بين يديها ، فقال : إنك لتحملين جندلة من الجنادل .
وقال موسى بن عيسى : يا لشريك أبا عبد الله ، عزلوك عن القضاء ، ما رأينا قاضيا عزل . قال : هم الملوك ، يعزلون ويخلعون ، يعرض أن أباه خلع - يعني من ولاية العهد .
قال سليمان : قال أبو مطرف : قال لي شريك : حملت إلى أبي جعفر ، فقال لي : قد وليتك قضاء الكوفة . فقلت : لا أحسن . فقال : قد بلغني ما صنعت بعيسى ، والله ما أنا كعيسى . يا ربيع ، يكون عندك حتى يقبل ، فخرجت مع الربيع ، فقال : إنه لا يعفيك . فقبلت .
قال : وأخبرني ابن أبي خيثمة سليمان ، قال : لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكا ، فقال : بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر . فقال شريك : والله ما أنتقص الزبير ، فكيف أنال من أبي بكر وعمر ؟
ثم قال سليمان : وأخبرني أبي ، قال : قيل لأبي شيبة القاضي : قد ولي شريك قضاء الكوفة .
فقال : الحمد لله الذي لم يجعله من أصحاب حماد .
ابن المديني ، عن ، قال : أحدث عن يحيى القطان شريك أعجب إلي من أن أحدث عن موسى بن عبيدة ، وضعف شريكا ، وقال : [ ص: 207 ] أتيته بالكوفة ، فأملى علي ، فإذا هو لا يدري .
قال سليمان بن أبي شيخ : حدثني أبي ، قال : لما وجه شريك إلى قضاء الأهواز جلس على القضاء ، فجعل لا يتكلم حتى قام ، ثم هرب واختفى . ويقال : إنه اختفى عند الوالي . فحدثني يحيى بن سعيد الأموي ، قال : كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه أن شريكا هرب ، فقال : الخبيث استصغر قضاء الأهواز .
: حدثني محمد بن يزيد الرفاعي حمدان بن الأصبهاني ، قال : كنت عند شريك ، فأتاه بعض ولد المهدي ، فاستند ، فسأله عن حديث ، فلم يلتفت إليه ، وأقبل علينا ، ثم أعاد ، فعاد بمثل ذلك . فقال : كأنك تستخف بأولاد الخليفة . قال : لا ، ولكن العلم أزين عند أهله من أن تضيعوه . قال : فجثا على ركبتيه ، ثم سأله ، فقال شريك : هكذا يطلب العلم .
قال عباد بن العوام : قال شريك : أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من رأيهم .
قال علي بن سهل : سمعت عفان يقول : كان شريك يخضب بالحمرة .
قيل : إن شريكا أدخل على المهدي ، فقال : لا بد من ثلاث : إما أن تلي القضاء ، أو تؤدب ولدي وتحدثهم ، أو تأكل عندي أكلة . ففكر ساعة ، ثم قال : الأكلة أخف علي ، فأمر المهدي الطباخ أن يصلح ألوانا من المخ المعقود بالسكر وغير ذلك ، فأكل . فقال الطباخ : يا أمير المؤمنين ليس يفلح بعدها . قال : فحدثهم بعد ذلك ، وعلمهم ، وولي القضاء . [ ص: 208 ] ولقد كتب له برزقه على الصيرفي ، فضايقه في النقد ، فقال : إنك لم تبع به بزا . فقال شريك : والله بعت أكبر من البز ، بعت به ديني .
قال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي : سمعت أبا توبة الحلبي يقول : كنا بالرملة ، فقالوا : من رجل الأمة ؟ فقال قوم : ابن لهيعة . وقال قوم : مالك ، فقدم علينا عيسى بن يونس ، فسألناه ، فقال : رجل الأمة شريك ، وكان شريك يومئذ حيا .
قال : حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني سلم بن قادم ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عباد بن العوام ، قال : قدم علينا شريك من نحو خمسين سنة ، فقلنا له : إن عندنا قوما من المعتزلة ، ينكرون هذه الأحاديث : إن أهل الجنة يرون ربهم و فحدث إن الله ينزل إلى السماء الدنيا شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا ، ثم قال : أما نحن ، فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين ، عن الصحابة ، فهم عمن أخذوا ؟
قال شريك ، عن أشعث ، عن قال : أدركت محمد بن سيرين ، بالكوفة أربعة آلاف شاب يطلبون العلم .
قال أبو نعيم النخعي : سمعت شريكا يقول : ترى أصحاب الحديث هؤلاء يطلبونه لله ؟! إنما يتظرفون به .
قال عمرو بن علي الفلاس : كان يحيى لا يحدث عن شريك ، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه .
قال معاوية بن صالح الأشعري : سألت عن أحمد بن حنبل شريك ، [ ص: 209 ] فقال : كان عاقلا ، صدوقا ، محدثا ، وكان شديدا على أهل الريب والبدع ، قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير ، وقبل إسرائيل : فقلت له : إسرائيل أثبت منه ؟ قال : نعم . قلت له : يحتج به ؟ قال : لا تسألني عن رأيي في هذا . قلت : فإسرائيل يحتج به ؟ قال : إي لعمري . قال : وولد شريك سنة خمس وتسعين . قلت له : كيف كان مذهبه في علي وعثمان - رضي الله عنهما ؟ قال : لا أدري .
قال من طريق حفص بن غياث ; علي بن خشرم ، عنه : سمعت شريكا يقول : قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - واستخار المسلمون أبا بكر ، فلو علموا أن فيهم أحدا أفضل منه كانوا قد غشونا ، ثم استخلف أبو بكر عمر ، فقام بما قام به من الحق والعدل ، فلما حضرته الوفاة ، جعل الأمر شورى بين ستة ، فاجتمعوا على عثمان . فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غشونا .
قال علي بن خشرم : فأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث ، أنه عرض هذا على عبد الله بن إدريس ، فقال ابن إدريس : أنت سمعت هذا من حفص ؟ قلت : نعم . قال : الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه ، فوالله إنه لشيعي ، وإن شريكا لشيعي .
قلت : هذا التشيع الذي لا محذور فيه - إن شاء الله - إلا من قبيل الكلام فيمن حارب عليا - رضي الله عنه - من الصحابة ، فإنه قبيح يؤدب فاعله . ولا نذكر أحدا من الصحابة إلا بخير ، ونترضى عنهم ، ونقول : هم طائفة من المؤمنين بغت على الإمام علي ، وذلك بنص لعمار : تقتلك الفئة الباغية . فنسأل الله أن يرضى عن الجميع ، [ ص: 210 ] وألا يجعلنا ممن في قلبه غل للمؤمنين . ولا نرتاب أن قول المصطفى - صلوات الله عليه - عليا أفضل ممن حاربه ، وأنه أولى بالحق - رضي الله عنه .
: حدثنا العقيلي محمد بن عثمان ، حدثنا الحسن ، سمعت أبا نعيم يقول : شهد ابن إدريس شهادة عند شريك ، أو تقدم إليه في شيء ، فأمر به شريك ، فأقيم ، ودفع في قفاه ، أو وجئ في قفاه . وقال شريك : من أهل بيت حمق ما علمت .
قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : قد كتبت عن يحيى بن سعيد ، عن شريك على غير وجه الحديث - يعني في المذاكرة .
قال عبد الله : سمعت أبي يقول : كان شريك لا يبالي كيف حدث . حسن بن صالح أثبت منه في الحديث .
قال خليفة بن خياط : شريك بن عبد الله بن أبي شريك ، وهو الحارث بن أوس بن الحارث بن الأذهل بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع يكنى أبا عبد الله . مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة . [ ص: 211 ]
وقال أبو نعيم الفضل وغيره : مات سنة سبع وسبعين ومائة . قلت : مات بالكوفة في أول شهر ذي القعدة سنة سبع ، عاش اثنتين وثمانين سنة .
قرأت على عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثمان عشرة وست مائة ، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ، أخبرنا علي بن أحمد بن البسري ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سويد بن سعيد الحدثاني ، حدثنا شريك ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، عن أبيه ، قال : . هذا حديث صالح الإسناد . رأيت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - دباء ، فقلت : ما هذا ؟ قال : هذا الدباء نكثر به طعامنا
وبه أخبرنا المخلص أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب لوين ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، في قوله - عز وجل - : وذللت قطوفها تذليلا قال : أهل الجنة يأكلون منها قياما ، وقعودا ، ومضطجعين ، وعلى أي حال شاءوا . [ ص: 212 ]
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا هبة الله بن أبي شريك ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، حدثنا عيسى بن علي إملاء ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، حدثنا حدثنا سويد بن سعيد ، شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو هو هذا حديث حسن غريب رواه ابن ماجه في " سننه " عن سويد ، فوافقناه بعلو .
أخبرنا الشيخ تاج الدين محمد بن عبد السلام ، مدرس الشامية وزينب بنت كندي سماعا عن زينب بنت عبد الرحمن بن حسن الشعرية [ ص: 213 ] أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم القارئ سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة ، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد أخبرنا داود بن الحسين حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على شريك عن محمد بن قيس عن رجل يكنى أبا موسى قال : رأيت عليا - رضي الله عنه - سجد سجدة الشكر حين وجد المخدج . وقال : والله ما كذبت ولا كذبت .
قال أبو داود : شريك ثقة ، يخطئ على الأعمش .
وقال : قل ما يحتاج إلى صالح جزرة شريك في الأحاديث التي يحتج بها ، ولما ولي القضاء اضطرب حفظه .
قال يعقوب بن شيبة : دعا المنصور شريكا ، فقال : إني أريد أن أوليك القضاء ، فقال : أعفني يا أمير المؤمنين . قال : لست أعفيك . قال : فأنصرف يومي هذا وأعود ، فيرى أمير المؤمنين رأيه . قال : تريد أن تتغيب ؟ ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره ، فولاه القضاء . فبقي إلى أيام المهدي ، فأقره المهدي ثم عزله ، قال : وكان شريك ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، أنكر عليه الغلط والخطأ . [ ص: 214 ]
قال عيسى بن يونس : من يفلت من الخطأ ؟ ربما رأيت شريكا يخطئ ، ويصحف حتى أستحيي .
يعقوب السدوسي : حدثنا سليمان بن منصور ، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، قال : قلت لمحمد بن الحسن : أما ترى كثرة قول الناس في شريك ؟ يعني في حمده مع كثرة خطئه وخطله . قال : اسكت ويحك ، أهل الكوفة كلهم معه ، يتعصب للعرب ، فهم معه ، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى فهم معه .
قال عيسى بن يونس : ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفا من شريك ربما رأيته يأخذ شاته ، يذهب بها إلى الناس ، وربما حزرت ثوبيه قبل القضاء بعشرة دراهم ، وربما دخلت بيته ، فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها ، ومطهرة ، وبارية وجرة ، فربما بل الخبز في المطهرة فيلقي إلي كتبه ، فيقول : اكتب حديث جدك ، ومن أردت .
قال يعقوب السدوسي : وحدثني الهيثم بن خالد ، قال : حدث شريك يوما بحديث : " وضعت في كفة " فقال رجل : فأين كان لشريك علي - عليه السلام - ؟ قال : مع الناس في الكفة الأخرى .
قال : سمعت بعض الكوفيين يقول : قال أحمد بن عبد الله العجلي شريك : قدم علينا سالم الأفطس ، فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث . فسألته ، فحدثني بها ، وسفيان يسمع ، فلما فرغ قال لي سفيان : أرني قرطاسك ، فأعطيته ، فخرقه ، قال : فرجعت إلى منزلي فاستلقيت على قفاي ، فحفظت منها سبعة وتسعين حديثا ، وحفظها سفيان كلها . [ ص: 215 ]
قال : حدثنا الحافظ بن عدي أبو العلاء محمد بن أحمد ، بمصر ، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي ، حدثنا نصر بن المجدر قال : كنت شاهدا حين أدخل شريك ، ومعه أبو أمية ، وكان أبو أمية رفع إلى المهدي أن شريكا حدثه عن الأعمش ، عن عن سالم بن أبي الجعد ، ثوبان ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لقريش ما استقاموا لكم ، فإذا زاغوا عن الحق فضعوا سيوفكم على عواتقكم ، ثم أبيدوا خضراءهم . استقيموا
قال المهدي : أنت حدثت بهذا ؟ قال : لا . فقال أبو أمية : علي المشي إلى بيت الله ، وكل مالي صدقة ، إن لم يكن حدثني . فقال شريك : وعلي مثل الذي عليه إن كنت حدثته . فكأن المهدي رضي . فقال أبو أمية : يا أمير المومنين ، عندك أدهى العرب ، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب . قل له يحلف كما حلفت . فقال : احلف . فقال شريك : قد حدثته . فقال المهدي : ويلي على شارب الخمر - يعني الأعمش ، وذلك أنه كان يشرب المنصف - لو علمت موضع قبره لأحرقته . [ ص: 216 ]
قال شريك : لم يكن يهوديا ، كان رجلا صالحا ، قال : بل زنديق . قال : للزنديق علامات : بتركه الجمعات ، وجلوسه مع القيان ، وشربه الخمر . فقال : والله لأقتلنك . قال : ابتلاك الله بمهجتي . قال : أخرجوه ، فأخرج ، وجعل الحرس يشققون ثيابه ، وخرقوا قلنسوته . قال نصر : فقلت لهم : أبو عبد الله . فقال المهدي : دعهم .
أحمد بن عثمان بن حكيم : أخبرنا أبي ، قال : كان شريك لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ ، ثم يصلي ركعتين ، ثم يخرج رقعة فينظر فيها ، ثم يدعو بالخصوم . فقيل لابنه عن الرقعة ، فأخرجها إلينا ، فإذا فيها : يا شريك ، اذكر الصراط وحدته ، يا شريك ، اذكر الموقف بين يدي الله - تعالى .
روى محمد بن يحيى القطان عن أبيه ، قال : رأيت تخليطا في أصول شريك .
وقال أبو يعلى : سمعت ابن معين يقول : شريك ثقة إلا أنه يغلط ولا يتقن ، ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة .
وقال : ليس الدارقطني شريك بقوي فيما ينفرد به .