[ ص: 135 ] عائشة أم المؤمنين ( ع ) 
بنت الإمام الصديق الأكبر ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر  عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، بن كعب بن لؤي ؛ القرشية التيمية ، المكية ، النبوية ، أم المؤمنين ، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، أفقه نساء الأمة على الإطلاق . 
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر ، بن عبد شمس ، بن عتاب بن أذينة الكنانية   . 
هاجر بعائشة  أبواها ، وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة  خديجة بنت خويلد  ، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا ، وقيل : بعامين . ودخل بها في شوال سنة اثنتين ، منصرفه - عليه الصلاة والسلام - من غزوة بدر  ، وهي ابنة تسع . 
فروت عنه علما كثيرا طيبا مباركا فيه . وعن أبيها . وعن عمر  ، وفاطمة  ، وسعد  ، وحمزة بن عمرو الأسلمي  ، وجدامة بنت وهب   .  [ ص: 136 ] 
حدث عنها إبراهيم بن يزيد النخعي  مرسلا ،  وإبراهيم بن يزيد التيمي  كذلك ، وإسحاق بن طلحة  ، وإسحاق بن عمر ،   والأسود بن يزيد ،  وأيمن المكي  ، وثمامة بن حزن  ،  وجبير بن نفير ،  وجميع بن عمير   . والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي  ، والحارث بن نوفل  ، والحسن ،  وحمزة بن عبد الله بن عمر  ، وخالد بن سعد  ،  وخالد بن معدان   - وقيل : لم يسمع منها - وخباب صاحب المقصورة  ، وخبيب بن عبد الله بن الزبير  ، وخلاس الهجري  ، وخيار بن سلمة  ،  وخيثمة بن عبد الرحمن  ، وذكوان السمان  ؛ ومولاها ذكوان  ، وربيعة الجرشي   - وله صحبة - ، وزاذان أبو عمر الكندي  ،  وزرارة بن أوفى  ،  وزر بن حبيش  ، وزيد بن أسلم  ،  وسالم بن أبي الجعد   - ولم يسمعا منها - وزيد بن خالد الجهني   وسالم بن عبد الله  ، وسالم سبلان  ،  والسائب بن يزيد ،  وسعد بن هشام  ،  وسعيد المقبري ،   وسعيد بن العاص  ،  وسعيد بن المسيب  ،  وسليمان بن يسار   ، وسليمان بن بريدة  وشريح بن أرطاة   ، وشريح بن هانئ  ، وشريق الهوزني  ، وشقيق أبو وائل  ،  وشهر بن حوشب  ، وصالح بن ربيعة بن الهدير   . 
وصعصعة عم الأحنف  ،  وطاوس  ، وطلحة بن عبد الله التيمي  ، وعابس بن ربيعة ،  وعاصم بن حميد السكوني  ،  وعامر بن سعد  ،  والشعبي  ،  وعباد بن عبد الله بن الزبير  ، وعبادة بن الوليد  ،  وعبد الله بن بريدة  ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث البصري  ، وابن الزبير ابن أختها ،  وأخوه عروة  ، وعبد الله بن شداد الليثي  ، وعبد الله بن شقيق  ، وعبد الله بن  [ ص: 137 ] شهاب الخولاني  ،  وعبد الله بن عامر بن ربيعة   ، وابن عمر   وابن عباس  ، وعبد الله بن فروخ  ،  وعبد الله بن أبي مليكة  ،  وعبد الله بن عبيد بن عمير  ، وأبوه ، وعبد الله بن عكيم  ، وعبد الله بن أبي قيس  ، وابنا أخيها : عبد الله  والقاسم ،  ابنا محمد ،  وعبد الله بن أبي عتيق  محمد بن أخيها عبد الرحمن  ، وعبد الله بن واقد العمري  ، ورضيعها عبد الله بن يزيد  ، وعبد الله البهي   وعبد الرحمن بن الأسود  ،  وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام   . 
وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني  ، وعبد الرحمن بن شماسة  ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي  ، وعبد العزيز ، والد ابن جريج  ، وعبيد الله بن عبد الله  ، وعبيد الله بن عياض  وعراك   - ولم يلقها - وعروة المزني ،   وعطاء بن أبي رباح ،   وعطاء بن يسار  ، وعكرمة  ، وعلقمة   وعلقمة بن وقاص  ،  وعلي بن الحسين  ، وعمرو بن سعيد الأشدق ،   وعمرو بن شرحبيل ،  وعمرو بن غالب  ، وعمرو بن ميمون  ،  وعمران بن حطان  ،  وعوف بن الحارث  ، رضيعها ، وعياض بن عروة  ، وعيسى بن طلحة  ، وغضيف بن الحارث  ، وفروة بن نوفل  ، والقعقاع بن حكيم  ،  وقيس بن أبي حازم  ، وكثير بن عبيد الكوفي   .  [ ص: 138 ] رضيعها ، وكريب  ، ومالك بن أبي عامر  ، ومجاهد  ،  ومحمد بن إبراهيم التيمي   - إن كان لقيها - ومحمد بن الأشعث   . 
ومحمد بن زياد الجمحي  ،  وابن سيرين  ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام   ، وأبو جعفر الباقر   - ولم يلقها - ومحمد بن قيس بن مخرمة  ، ومحمد بن المنتشر ،   ومحمد بن المنكدر   - وكأنه مرسل - ومروان العقيلي أبو لبابة  ومسروق  ، ومصدع أبو يحيى   ومطرف بن الشخير  ، ومقسم مولى ابن عباس  ،  والمطلب بن عبد الله بن حنطب  ، ومكحول   - ولم يلحقها -  وموسى بن طلحة  ، وميمون بن أبي شبيب ،   وميمون بن مهران  ،  ونافع بن جبير  ، ونافع بن عطاء  ، ونافع العمري  ،  والنعمان بن بشير  ،  وهمام بن الحارث  ، وهلال بن يساف  ، ويحيى بن الجزار  ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب  ،  ويحيى بن يعمر  ، ويزيد بن بابنوس  ويزيد بن الشخير  ، ويعلى بن عقبة  ،  ويوسف بن ماهك  وأبو أمامة بن سهل   . 
 وأبو بردة بن أبي موسى  ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث  ،  وأبو الجوزاء الربعي  ،  [ ص: 139 ] وأبو حذيفة الأرحبي  ، وأبو حفصة ، مولاها   ، وأبو الزبير المكي   - وكأنه مرسل -  وأبو سلمة بن عبد الرحمن   . وأبو الشعثاء المحاربي  ، وأبو الصديق الناجي  ، وأبو ظبيان الجنبي  ، وأبو العالية رفيع الرياحي  ، وأبو عبد الله الجدلي   وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود  ،  وأبو عثمان النهدي  ، وأبو عطية الوادعي   ، وأبو قلابة الجرمي   - ولم يلقها - وأبو المليح الهذلي  ، وأبو موسى  ،  وأبو هريرة  ، وأبو نوفل بن أبي عقرب  ، وأبو يونس مولاها  ، وبهية مولاة الصديق ،  وجسرة بنت دجاجة  ، وحفصة بنت أخيها عبد الرحمن  ، وخيرة والدة الحسن البصري  ، وذفرة بنت غالب  ،  وزينب بنت أبي سلمة  ، وزينب بنت نصر  ، وزينب السهمية  ، وسمية البصرية  ، وشميسة العتكية  ، وصفية بنت شيبة  ، وصفية بنت أبي عبيد  ،  وعائشة بنت طلحة  ،  وعمرة بنت عبد الرحمن  ، ومرجانة  ، والدة علقمة بن أبي علقمة  ، ومعاذة العدوية  ، وأم كلثوم التيمية   . أختها ، وأم محمد ، امرأة والد علي بن زيد بن جدعان   . وطائفة سوى هؤلاء . 
مسند " عائشة  يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث . اتفق لها  البخاري  ومسلم  على مائة وأربعة وسبعين حديثا ، وانفرد  البخاري  بأربعة وخمسين ، وانفرد مسلم  بتسعة وستين . 
 وعائشة  ممن ولد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة  بثماني سنين ، وكانت تقول : لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين . 
وذكرت أنها لحقت بمكة  سائس الفيل شيخا أعمى يستعطي .  [ ص: 140 ] 
وكانت امرأة بيضاء جميلة . ومن ثم يقال لها : الحميراء . ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها ، ولا أحب امرأة حبها ، ولا أعلم في أمة محمد  صلى الله عليه وسلم ، بل ولا في النساء مطلقا ، امرأة أعلم منها . 
وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها ، وهذا مردود ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا ، بل نشهد أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فهل فوق ذلك مفخر - وإن كان للصديقة خديجة  شأو لا يلحق ، وأنا واقف في أيتهما أفضل - . نعم جزمت بأفضلية خديجة  عليها لأمور ليس هذا موضعها . 
 هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن عائشة  ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أريتك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك ، فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه  . 
وأخرج الترمذي  من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي  ، عن ابن أبي حسين ،  عن ابن أبي مليكة  ، عن عائشة   : أن جبريل  جاء بصورتها  [ ص: 141 ] في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة  . 
حسنه الترمذي  وقال : لا نعرفه إلا من حديث عبد الله .  ورواه عبد الرحمن بن مهدي  عنه مرسلا . 
بشر بن الوليد القاضي   : حدثنا عمر بن عبد الرحمن عن سليمان الشيباني  ، عن  علي بن زيد بن جدعان  ، عن جدته ، عن عائشة  أنها قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران   : لقد نزل جبريل  بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ، ولقد تزوجني بكرا ، وما تزوج بكرا غيري ، ولقد قبض ورأسه في حجري ، ولقد قبرته في بيتي ، ولقد حفت الملائكة ببيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصديقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة عند طيب ، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما رواه أبو بكر الآجري  ، عن أحمد بن يحيى الحلواني  عنه . وإسناده جيد وله طريق آخر سيأتي . 
وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها إثر وفاة خديجة  ، فتزوج بها وبسودة  في وقت واحد ، ثم دخل بسودة  ، فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة  في شوال بعد  [ ص: 142 ] وقعة بدر  ، فما تزوج بكرا سواها ، وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به ، بحيث إن عمرو بن العاص  ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة   . قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها  . 
وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض ، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا . وقد قال : لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة ، لاتخذت أبا بكر  خليلا ، ولكن أخوة الإسلام أفضل فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته ، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله . 
وحبه عليه السلام  لعائشة  كان أمرا مستفيضا ، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته . 
قال حماد بن زيد  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن عائشة  ، قالت : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة   . قالت : فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة  ، فقلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة  ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة  ، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان ، فذكرت أم سلمة  له ذلك ، فسكت ، فلم يرد عليها ، فعادت الثانية ، فلم يرد عليها ، فلما كانت الثالثة قال : يا أم سلمة  ، لا تؤذيني في عائشة  ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها  [ ص: 143 ] متفق على صحته . 
وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة  على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها ، وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها . 
 إسماعيل بن أبي أويس ،  حدثنا أخي أبو بكر  ، عن  سليمان بن بلال  ، عن هشام  ، عن أبيه ، عن عائشة   : أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين ، فحزب فيه عائشة   وحفصة   وصفية   وسودة ،  والحزب الآخر أم سلمة  وسائر أزواجه . وكانوا المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة  ، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها ، حتى إذا كان في بيت عائشة  بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة  ، فتكلم حزب أم سلمة  فقلن لها : كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس ، فيقول : من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهد إليه حيث كان من نسائه ، فكلمته أم سلمة  بما قلن ، فلم يقل لها شيئا ، فسألنها ، فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن : كلميه . قالت : فكلمته حين دار إليها ، فلم يقل لها شيئا ، فسألنها ، فقالت : ما قال لي شيئا ، فقلن لها : كلميه ، فدار إليها فكلمته ، فقال لها : لا تؤذيني في عائشة  ؛ فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب  [ ص: 144 ] امرأة إلا عائشة  ، فقالت : أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله . ثم إنهن دعون فاطمة  بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقول إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر  ، فكلمته ، فقال : يا بنية ، ألا تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى ، فرجعت إليهن وأخبرتهن ، فقلن : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع ، فأرسلن زينب بنت جحش  ، فأتته فأغلظت ، وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة  ، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة  ، وهي قاعدة ، فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة  هل تتكلم ، قال : فتكلمت عائشة  ترد على زينب  حتى أسكتتها ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة  ، وقال : إنها ابنة أبي بكر   . فضيلة : إسماعيل بن جعفر   : أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن  ، سمع أنسا  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل عائشة  على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام متفق عليه من طرق عن أبي طوالة .  [ ص: 145 ] 
شعبة ، عن عمرو بن مرة  ، عن مرة  ، عن أبي موسى  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران  ، وآسية امرأة فرعون  ، وفضل عائشة  على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					