بقية بن الوليد ( خت ، م ، 4 )
ابن صائد بن كعب بن حريز الحافظ العالم ، محدث حمص [ ص: 519 ] أبو يحمد الحميري ، الكلاعي ، ثم الميتمي الحمصي ، أحد المشاهير الأعلام . ولد سنة عشر ومائة سمع ذلك منه يزيد بن عبد ربه الجرجسي .
وروى عن : محمد بن زياد الألهاني ، وصفوان بن عمرو السكسكي ، وبحير بن سعد ، ، وثور بن يزيد وبشر بن عبد الله بن يسار ، وحبيب بن صالح الطائي ، وحصين بن مالك الفزاري ، والسري بن ينعم الجبلاني ، وضبارة بن مالك ، وعثمان بن زفر ، وعتبة بن أبي حكيم ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، ومسلم بن زياد ، ويونس بن يزيد الأيلي ، والوضين بن عطاء ، ويزيد بن عوف ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وحريز بن عثمان ، وأمم سواهم . ، والأوزاعي وشعبة ، ، ومالك ، وينزل إلى وابن المبارك ، وأقرانه . وقد روى عن تلميذه يزيد بن هارون إسحاق ابن راهويه . وكان من أوعية العلم ، لكنه كدر ذلك بالإكثار عن الضعفاء والعوام ، والحمل عمن دب ودرج .
روى عنه : شعبة ، والحمادان ، ، والأوزاعي ، وهم من شيوخه ، وابن جريج ، وابن المبارك ، ويزيد بن هارون ، والوليد بن مسلم ، وهم من أقرانه ، ووكيع وهو أكبر منه ، وإسماعيل بن عياش وحيوة بن شريح ، ويزيد بن عبد ربه ، وأسد بن موسى ، ، وداود بن رشيد ، وإسحاق ابن راهويه ، وعلي بن حجر ، ونعيم بن حماد ، وهشام بن عمار وإبراهيم بن موسى الفراء ، ، وسويد بن سعيد وعمرو بن عثمان بن سعيد ، وأخوه يحيى ، وأبو التقي هشام بن عبد الملك ، ومحمد بن مصفى ، وعيسى بن أحمد العسقلاني ، ومحمد بن عمرو بن حنان ، ومهنا بن يحيى ، [ ص: 520 ] وهشام بن خالد الأزرق ، ، ويعقوب الدورقي وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ، وخلق كثير ، خاتمتهم : أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي . روى رباح بن زيد الكوفي ، عن ابن المبارك قال : إذا اجتمع إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد فبقية أحب إلي .
وروى سفيان بن عبد الملك ، عن ابن المبارك قال : بقية كان صدوقا ، لكنه يكتب عمن أقبل وأدبر .
وقال يحيى بن المغيرة الرازي ، عن ابن عيينة : لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة ، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره .
قلت : لهذا أكثر الأئمة على التشديد في أحاديث الأحكام ، والترخيص قليلا ، لا كل الترخص في الفضائل والرقائق ، فيقبلون في ذلك ما ضعف إسناده ، لا ما اتهم رواته ، فإن الأحاديث الموضوعة ، والأحاديث الشديدة الوهن لا يلتفتون إليها ، بل يروونها للتحذير منها ، والهتك لحالها ، فمن دلسها أو غطى تبيانها ، فهو جان على السنة ، خائن لله ورسوله . فإن كان يجهل ذلك ، فقد يعذر بالجهل ، ولكن سلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . [ ص: 521 ]
قال أبو معين الرازي ، عن قال : كان يحيى بن معين شعبة مبجلا لبقية حيث قدم بغداد .
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سئل أبي عن بقية وإسماعيل ، فقال : بقية أحب إلي ، وإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين ، فلا تقبلوه .
قال أحمد بن زهير : سئل ابن معين عن بقية ، فقال : إذا حدث عن الثقات مثل وغيره ، وأما إذا حدث عن أولئك المجهولين ، فلا ، وإذا كنى الرجل أو لم يسم اسمه ، فليس يساوي شيئا . صفوان بن عمرو
وسئل : أيما أثبت هو أو إسماعيل ؟ قال : كلاهما صالحان .
يعقوب بن شيبة عن أحمد بن العباس ، سمع يقول : يحيى بن معين بقية يحدث عمن هو أصغر منه ، وعنده ألفا حديث عن شعبة صحاح ، كان يذاكر شعبة بالفقه . ولقد قال لي أبو نعيم : كان بقية يضن بحديثه عن الثقات . طلبت منه كتاب صفوان قال : كتاب صفوان ؟ ثم قال ابن معين : كان يحدث عن الضعفاء بمائة حديث ، قبل أن يحدث عن الثقة بحديث . [ ص: 522 ]
قال يعقوب بن شيبة : بقية ثقة ، حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين ، ويحدث عن قوم متروكي الحديث وضعفاء ، ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم ، وعن كناهم إلى أسمائهم ويحدث عمن هو أصغر منه . حدث عن سويد بن سعيد الحدثاني .
قال ابن سعد : كان بقية ثقة في الرواية عن الثقات ، ضعيفا في روايته عن غير الثقات .
قلت : وهو أيضا ضعيف الحديث إذا قال : " عن " فإنه مدلس . وقال أحمد العجلي : ثقة عن المعروفين ، فإذا روى عن مجهول ، فليس بشيء .
وقال أبو زرعة : بقية عجب . إذا روى عن الثقات ، فهو ثقة ، ويحدث عن قوم لا يعرفون ولا يضبطون . وقال : ما له عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين ، فأما الصدق ، فلا يؤتى من الصدق .
وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وهو أحب إلي من إسماعيل بن عياش .
وقال : إذا قال : حدثنا ، وأخبرنا ، فهو ثقة ، وإذا قال : عن فلان فلا يؤخذ عنه ، لأنه لا يدرى عمن أخذه . أبو عبد الرحمن النسائي
وقال : يخالف في بعض رواياته الثقات ، وإذا [ ص: 523 ] روى عن أبو أحمد بن عدي أهل الشام ، فإنه ثبت ، وإذا روى عن غيرهم ، خلط ، وإذا روى عن المجهولين ، فالعهدة منهم لا منه ، وهو صاحب حديث ، يروي عن الصغار والكبار ، ويروي عنه الكبار من الناس ، وهذه صفة بقية .
وقال : سمع ابن حبان بقية من شعبة وغيرهما أحاديث مستقيمة ، ثم سمع من أقوام كذابين عن ومالك شعبة ، فروى عن الثقات بالتدليس ما أخذ عن الضعفاء . ومالك
قال أبو مسهر الغساني : أحاديث بقية ليست نقية ، فكن منها على تقية .
وقال أبو إسحاق الجوزجاني : رحم الله بقية ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه ، فإن حدث عن الثقات فلا بأس به . وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن ضمرة وبقية فقال : ضمرة أحب إلينا ، ضمرة ثقة ، رجل صالح .
قال أبو داود : بقية أحسن حالا من ، وليس هذا عند الناس كذا . الوليد بن مسلم
قال حجاج بن الشاعر : سئل سفيان بن عيينة عن حديث من هذه الملح ، فقال : أبو العجب أخبرنا بقية بن الوليد أخبرنا .
قال إمام الأئمة : لا أحتج ابن خزيمة ببقية . ثم قال : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي : سمعت يقول : توهمت أن أحمد بن حنبل بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل ، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير ، فعلمت من أين أتي .
قال : دخلت أبو حاتم بن حبان حمص ، وأكبر همي شأن بقية ، [ ص: 524 ] فتتبعت حديثه ، وكتبت النسخ على الوجه ، وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء عنه ، فرأيته ثقة ، مأمونا ، ولكنه كان مدلسا ، يدلس على عبيد الله بن عمر ، وشعبة ، ، ما أخذه عن مثل ومالك مجاشع بن عمرو ، والسري بن عبد الحميد ، وعمر بن موسى الميتمي وأشباههم ، فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم ، فكان يقول : قال عبيد الله ، وقال مالك ، فحملوا عن بقية عن عبيد الله ، وعن بقية عن مالك ، وسقط الواهي بينهما ، فالتزق الموضوع ببقية ، وتخلص الواضع من الوسط . وكان ابن معين يوثقه .
وحدثنا سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق ، حدثنا هشام بن خالد ، حدثنا بقية ، عن ، عن ابن جريج عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : من أدمن على حاجبه بالمشط ، عوفي من الوباء . وبه : إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- : إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها ، فإن ذلك يورث العمى .
وبه : قال -عليه السلام- : . [ ص: 525 ] وبه : تربوا الكتاب وسحوه من أسفله ، فإنه أنجح للحاجة من أصيب بمصيبة ، فاحتسب ولم يشك إلى الناس ، كان حقا على الله أن يغفر له . وحديث لا تأكلوا بالخمس فإنها أكلة الأعراب ، ولا بالمشيرة والإبهام ، ولكن بثلاث فإنها سنة وهذه بواطيل .
وقال أبو حاتم في حديث : يورث العمى ، وحديث : المصيبة ، وحديث : الأكل بالخمس : هذه موضوعات لا أصل لها .
أحمد بن يونس الحمصي : حدثنا عن الوليد بن مسلم بقية ، عن ، عن ابن جريج عطاء ، عن ابن عباس : رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دم الحبون .
عمر بن سنان المنبجي ، وعبدان : حدثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك ، حدثنا بقية ، حدثني مالك بن أنس ، عن عبد الكريم الهمداني ، عن أبي حمزة قال : سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رجل نسي الأذان والإقامة ، فقال : إن الله يجاوز عن أمتي السهو في الصلاة ثم قال عقيبه : ابن حبان ، عبد الكريم هو الجزري وأبو حمزة هو أنس بن مالك ، حدثناه عبدان ، وابن سنان .
قلت : هذا الحديث لا يحتمل ، وقد رواه الوليد بن عتبة المقرئ ، قال : حدثنا بقية ، حدثنا عبيد رجل من همدان ، عن قتادة ، [ ص: 526 ] عن أبي حمزة ، عن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله ، الرجل ينسى الأذان والإقامة . فهذا أشبه ، مع أن عبيدا لا يدرى من هو ، فهو آفته .
محمد بن محمد الباغندي : حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري ، حدثنا بقية ، حدثنا مالك ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي -عليه السلام- : وهذا باطل ، ما رواه انتظار الفرج عبادة مالك بل ولا بقية ، بل المتهم به سليمان .
وكذلك الآفة في حديث الخضر : بينما هو يمشي في سوق بني إسرائيل بطوله . رواه عبد الوهاب بن الضحاك ، ذاك العرضي المتهم ، وسليمان بن عبيد الله الرقي الذي قال فيه : ليس بشيء ، كلاهما عن يحيى بن معين بقية ، حدثنا محمد بن زياد ، عن مرفوعا . أبي أمامة الباهلي
ولبقية عن يونس ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر مرفوعا : فهذا منكر ، وإنما يروي الثقات عن من أدرك ركعة من الجمعة وتكبيرتها فقط فقد أدرك الصلاة الزهري بعض هذا بدون ذكر [ ص: 527 ] الجمعة ، ودون قوله : وتكبيرتها فقط .
ولبقية : حدثنا ابن المبارك ، عن جرير بن حازم ، عن الزبير بن الخريت ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعا : وهذا الصواب مرسل . نهى عن طعام المتباريين
عباس الدوري : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا ، عن يحيى بن معين يزيد الجرجسي ، حدثنا بقية ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، رفعه ; أنه سلم تسليمة .
فحاصل الأمر أن لبقية عن الثقات أيضا ما ينكر ، وما لا يتابع عليه . [ ص: 528 ]
مهنا بن يحيى : حدثنا بقية ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن مكحول ، عن مرفوعا : أبي هريرة يحشر الحكارون ، وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة واحدة . تفرد به مهنا ، وهو صدوق . وفي سنده انقطاع .
بقية بن الوليد : قال شريك ، عن كليب بن وائل ، عن ابن عمر ، مرفوعا : لا تساكنوا الأنباط في بلادهم ، ولا تناكحوا الخوز ، فإن لهم أصولا تدعوهم إلى غير الوفاء وهذا منكر جدا ، قد أسقط بقية من حدثه به عن شريك .
قال : حدثنا العقيلي محمد بن سعيد ، حدثنا عبد الرحمن بن الحكم ، عن قال : ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من وكيع بقية .
قال عبد الحق في " الأحكام " له في مواضع : بقية لا يحتج به . وروى أيضا له أحاديث ساكتا عن تليينها .
قال الحافظ : أبو الحسن بن القطان بقية يدلس عن الضعفاء ، ويستبيح ذلك ، وهذا إن صح مفسد لعدالته .
قلت : نعم ، تيقنا أنه كان يفعله ، وكذلك رفيقه ، وغير واحد ، ولكنهم ما يظن بهم أنهم اتهموا من حدثهم بالوضع لذلك ، [ ص: 529 ] فالله أعلم . الوليد بن مسلم
أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه ، أخبرنا طاهر بن محمد ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي ، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية ، حدثنا حدثني صفوان بن عمرو ، أزهر بن عبد الله ، سمعت عبد الله بن بسر صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : كنا نسمع أنه يقال : إذا اجتمع عشرون رجلا أو أكثر ، أو أقل ، فلم يكن فيهم من يهاب في الله ، فقد حضر الأمر .
كثير بن عبيد : حدثنا بقية ، حدثنا شعبة ، حدثني عاصم الأحول ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان مرفوعا : . غريب جدا . من تكفل لي أن لا يسأل امرءا شيئا ، أتكفل له بالجنة
محمد بن مصفى ، وآخر ، قالا : حدثنا بقية عن الأوزاعي ، عن ابن [ ص: 530 ] جريج ، عن عن أبي الزبير ، جابر مرفوعا : . مجوس هذه الأمة القدرية
عطية بن بقية : حدثنا أبي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي أمامة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : السباق أربعة : أنا سابق العرب ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس . وهذا حديث منكر فرد والأظهر أن بلالا ليس بحبشي ، وأما صهيب ، فعربي من النمر بن قاسط . صح من غير وجه عن ابن المبارك قال : بقية أحب إلي من إسماعيل بن عياش .
وروى مسلم عن ، عمن حدثه : أن ابن راهويه ابن المبارك قال : نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسماء ، ويسمي الكنى ، كان دهرا يحدثنا عن أبي سعيد الوحاظي ، فنظرنا فإذا هو عبد القدوس .
أبو داود : حدثنا قال : روى أحمد بن حنبل بقية عن عبيد الله مناكير .
وقال عثمان بن سعيد : قلت ليحيى : أيما أحب إليك : بقية أو محمد [ ص: 531 ] بن حرب ؟ فقال : ثقة ، وثقة قلت : وكان بقية شيخا حمصيا مزاحا . قال أبو التقي اليزني : سمعت بقية يقول : ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد .
: حدثنا ابن عدي عبد الله بن محمد بن إسحاق ، سمعت بركة بن محمد الحلبي يقول : كنا عند بقية في غرفة ، فسمع الناس يقولون : لا ، لا . فأخرج رأسه من الروزنة ، وجعل يصيح معهم : لا ، لا . فقلنا : يا أبا يحمد -سبحان الله- أنت إمام يقتدى بك ! قال : اسكت ، هذه سنة بلدنا . بركة واه .
وقال أبو علي النيسابوري الحافظ : أخبرنا محمد بن خالد البردعي بمكة ، حدثنا عطية بن بقية قال : قال أبي : دخلت على ، فقال لي : يا هارون الرشيد بقية ، إني أحبك . فقلت : ولأهل بلدي يا أمير المؤمنين ؟ قال : إنهم جند سوء لهم كذا كذا غدرة . ثم قال : حدثني . فقلت : حدثنا محمد بن زياد ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أنا سابق العرب وذكر الحديث . فقال : زدني . فقلت : حدثني محمد بن زياد ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . قال : فامتلأ من ذلك فرحا وقال : يا غلام ، الدواة ، وكان القيم بأمره وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا ، وثلاث حثيات من حثيات ربي الفضل [ ص: 532 ] بن الربيع ، ومرتبته بعيده ، فناداني : يا بقية ، ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك . قلت : ناوله أنت يا هامان ، فقال : أسمعت ما قال يا أمير المؤمنين ؟ قال : اسكت . فما كنت عنده هامان حتى أكون أنا عنده فرعون .
محمد بن مصفى : حدثنا بقية قال : قال لي شعبة : بحر لنا ، بحر لنا ، أي : حدثنا عن بحير بن سعد . وقال حيوة بن شريح : حدثنا بقية ، قال لي شعبة : أهد لي حديث بحير . فبعث بها إليه ، يعني صحيفة بحير ، فمات شعبة ولم تصل إليه .
عمر بن سنان المنبجي : حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك ، قال لي بقية : قال لي شعبة : يا أبا يحمد ، نحن أبصر بالحديث وأعلم به منكم . قلت : أتقول ذا يا أبا بسطام ؟ قال : نعم . قلت : فما تقول في رجل ضرب على أنفه فذهب شمه ؟ فتفكر فيها ، وجعل ينظر ، وقال : أيش تقول يا أبا يحمد ؟ فقلت : حدثنا ابن ذي حماية قال : كان مشيختنا يقولون : يجعل في أنفه الخردل ، فإن حركه علمنا أنه كاذب ، وإن لم يحركه فقد صدق .
ابن أبي السري العسقلاني ، عن بقية ، قال لي شعبة : ما أحسن حديثك ، ولكن ليس له أركان . فقلت : حديثكم أنتم ليس له أركان : تجيئني بغالب القطان ، وحميد الأعرج ، وأبي التياح ، وأجيئك بمحمد بن زياد الألهاني ، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني ، وصفوان بن عمرو السكسكي ، يا أبا بسطام ، أيش تقول لو ضرب رجل رجلا فذهب شمه ؟ قال : ما عندي فيها شيء . الحديث .
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء ، عن عبد الرحيم بن أبي سعد ، أخبرنا عبد الله بن محمد الفراوي ، أخبرنا محمد بن عبيد الله ، [ ص: 533 ] أخبرنا عبد الملك بن حسن ، أخبرنا أبو عوانة الحافظ ، حدثنا سعيد بن عمرو السكوني ، وعطية بن بقية ، وأبو عتبة ، الحمصيون ، قالوا : حدثنا بقية ، حدثنا الزبيدي ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب
وبه : أخبرنا أبو عوانة ، حدثنا الدبري ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : . إذا دعا أحدكم أخاه ، فليجب ، عرسا كان أو غيره
وبه : أخبرنا أبو عوانة ، حدثنا أبو أمية ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا ليث ، عن محمد بن عبد الرحمن بن غنج ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : وهذا صحيح ، ولم يخرجه مسلم ، وأخرج الأول عن إذا دعا أحدكم أخاه ، فليأته ، عرسا ، أو نحوه ، عن ابن راهويه عيسى بن المنذر ، عن بقية ، وليس لبقية في الصحيح سواه .
قال : كنية أبو الحسن الدارقطني بقية أبو يحمد ، وأهل الحديث تقوله بفتح الياء .
قال حيوة بن شريح : سمعت بقية يقول : لما قرأت على شعبة أحاديث بحير بن سعد فقال : يا أبا يحمد ، لو لم أسمعها منك ، لطرت .
: حدثنا أبو أحمد بن عدي عبد الرحمن بن القاسم ، حدثنا مسهر ، [ ص: 534 ] حدثنا بقية ، عن محمد بن زياد ، عن أبي راشد ، قال : أخذ بيدي أبو أمامة ، وقال : أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي ثم قال : يا أبا أمامة ، إن من المؤمنين من يلين له قلبي .
قال أبو التقي اليزني : من قال : إن بقية قال : حدثنا فقد كذب ، ما قال قط إلا : حدثني فلان .
قال ابن سعد ومطين وطائفة : مات بقية سنة سبع وتسعين ومائة قلت : وفيها مات حافظ العراق ، وحافظ وكيع مصر ابن وهب ، وهشام بن يوسف قاضي اليمن ، وشعيب بن حرب بالمدائن ، وعثمان بن سعيد ورش مقرئ مصر . وعاش بقية سبعا وثمانين سنة -رحمه الله .