زكريا بن أحمد البلخي القاضي : سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي ، يقول : رأيت في المنام النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجده بالمدينة فكأني جئت ، فسلمت عليه ، وقلت : يا رسول الله ، أكتب رأي مالك ؟ قال : لا . قلت : أكتب رأي أبي حنيفة ؟ قال : لا . قلت : أكتب رأي ؟ فقال بيده هكذا ، كأنه انتهرني ، وقال : تقول : رأي الشافعي ! إنه ليس برأي ، ولكنه رد على من خالف سنتي . رواها غير واحد عن الشافعي أبي جعفر .
: حدثني عبد الرحمن بن أبي حاتم أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي ، حدثنا محمد بن رشيق ، حدثنا محمد بن حسن البلخي ، قال : قلت في المنام : يا رسول الله ، ما تقول في قول أبي حنيفة ، ، والشافعي ؟ فقال : لا قول إلا قولي ، لكن قول ومالك ضد قول أهل البدع . الشافعي
وروى من وجهين عن أحمد بن الحسن الترمذي الحافظ ، قال : [ ص: 44 ] رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام ، فسألته عن الاختلاف ، فقال : أما ، فمني وإلي . وفي الرواية الأخرى : أحيا سنتي . الشافعي
روى جعفر ابن أخي أبي ثور الكلبي ، عن عمه ، قال : كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ، ويجمع قبول الأخبار ، وحجة الإجماع ، وبيان الناسخ والمنسوخ ، فوضع له كتاب " الرسالة " . الشافعي
وقال أبو ثور : قال لي عبد الرحمن بن مهدي : ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو فيها . للشافعي
وقال الزعفراني : حج بشر المريسي ، فلما قدم ، قال : رأيت بالحجاز رجلا ، ما رأيت مثله سائلا ومجيبا -يعني - قال : فقدم علينا ، فاجتمع إليه الناس ، وخفوا عن الشافعي بشر ، فجئت إلى بشر ، فقلت : هذا الذي كنت تزعم قد قدم ، قال : إنه قد تغير عما كان عليه ، قال : فما كان مثل الشافعي بشر إلا مثل اليهود في شأن . [ ص: 45 ] عبد الله بن سلام
قال الميموني : سمعت يقول : ستة أدعو لهم سحرا ، أحدهم أحمد بن حنبل . الشافعي
وقال محمد بن هارون الزنجاني : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قلت لأبي : أي رجل كان ، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له ؟ قال : يا بني ، كان كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، فهل لهذين من خلف أو منهما عوض ؟ الزنجاني لا أعرفه . الشافعي
قال أبو داود : ما رأيت أبا عبد الله يميل إلى أحد ميله إلى . الشافعي
وقال قتيبة بن سعيد : إمام . الشافعي
قلت : كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وسعة علمه يتناول ما يقوي حافظته .
قال هارون بن سعيد الأيلي : قال لنا : أخذت اللبان سنة للحفظ ، فأعقبني رمي الدم سنة . [ ص: 46 ] الشافعي
قال : حدثنا الحافظ أبو الحسن الدارقطني أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد ، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي ، سمعت تميم بن عبد الله الرازي ، سمعت أبا زرعة ، سمعت قتيبة بن سعيد يقول : مات الثوري ومات الورع ، ومات وماتت السنن ، ويموت الشافعي وتظهر البدع . أحمد بن حنبل
أبو ثور الكلبي : ما رأيت مثل ، ولا رأى هو مثل نفسه . الشافعي
وقال أيوب بن سويد : ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل . الشافعي
قال من طرق عنه : إن الله يقيض للناس في رأس كل مائة من يعلمهم السنن ، وينفي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب ، قال : فنظرنا ، فإذا في رأس المائة أحمد بن حنبل عمر بن عبد العزيز ، وفي رأس المائتين . [ ص: 47 ] الشافعي
قال حرملة : سمعت يقول : سميت الشافعي ببغداد ناصر الحديث .
الفضل بن زياد : سمعت أحمد يقول : ما أحد مس محبرة ولا قلما ، إلا في عنقه منة . وللشافعي
وعن أحمد : كان من أفصح الناس . الشافعي
قال : سألت إبراهيم الحربي أبا عبد الله عن ، فقال : حديث صحيح ، ورأي صحيح . الشافعي
قال الحسن الزعفراني : ما قرأت على حرفا من هذه الكتب ، إلا الشافعي وأحمد حاضر .
وقال إسحاق بن راهويه : ما تكلم أحد بالرأي -وذكر جماعة من أئمة الاجتهاد- إلا أكثر اتباعا منه ، وأقل خطأ منه ، والشافعي إمام . الشافعي
قال : ليس به بأس . يحيى بن معين
وعن ، قال : ما عند أبي زرعة الرازي حديث فيه غلط . [ ص: 48 ] الشافعي
وقال أبو داود السجستاني : ما أعلم حديثا خطأ . للشافعي
قلت : هذا من أدل شيء على أنه ثقة حجة حافظ . وناهيك بقول مثل هذين .
وقد صنف الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا في ثبوت الاحتجاج بالإمام الشافعي . وما تكلم فيه إلا حاسد أو جاهل بحاله ، فكان ذلك الكلام الباطل منهم موجبا لارتفاع شأنه ، وعلو قدره ، وتلك سنة الله في عباده : يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا .
قال : أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس صدوق .
وقال الربيع بن سليمان : كان -والله- لسانه أكبر من كتبه ، لو رأيتموه لقلتم : إن هذه ليست كتبه . الشافعي
وعن قال : ما كان يونس بن عبد الأعلى إلا ساحرا ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله ، كأن ألفاظه سكر . . وكان قد أوتي عذوبة منطق ، وحسن بلاغة ، وفرط ذكاء وسيلان ذهن ، وكمال فصاحة ، وحضور حجة . [ ص: 49 ] الشافعي
فعن عبد الملك بن هشام اللغوي ، قال : طالت مجالستنا ، فما سمعت منه لحنة قط . للشافعي
قلت : أنى يكون ذلك ، وبمثله في الفصاحة يضرب المثل ، كان أفصح قريش في زمانه ، وكان مما يؤخذ عنه اللغة .
قال أحمد بن أبي سريج الرازي : ما رأيت أحدا أفوه ولا أنطق من . الشافعي
وقال الأصمعي : أخذت شعر هذيل عن . الشافعي
وقال الزبير بن بكار : أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي مصعب بن عبد الله ، وقال : أخذتها من حفظا . الشافعي
قال ، حدثنا موسى بن سهل الجوني : قال لي أحمد بن صالح : تعبد من قبل أن ترأس ، فإنك إن ترأست ، لم تقدر أن تتعبد . الشافعي
ثم قال أحمد : كان إذا تكلم كأن صوته صوت صنج وجرس من حسن صوته . الشافعي
قال ابن عبد الحكم : ما رأيت يناظر أحدا إلا رحمته ولو [ ص: 50 ] رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك ، وهو الذي علم الناس الحجج . الشافعي
قال الربيع بن سليمان : سئل -رحمه الله- عن مسألة ، فأعجب بنفسه ، فأنشأ يقول : الشافعي
إذا المشكلات تصدينني كشفت حقائقها بالنظر ولست بإمعة في الرجال
أسائل هذا وذا ما الخبر ولكني مدره الأصغرين
فتاح خير وفراج شر
قال الزعفراني : قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ، فأقام عندنا سنتين ، وخرج إلى مكة ، ثم قدم سنة ثمان وتسعين ، فأقام عندنا أشهرا ، وخرج - يعني إلى مصر .
قلت : قد قدم بغداد سنة بضع وثمانين ومائة ، وأجازه الرشيد بمال ، ولازم محمد بن الحسن مدة ، ولم يلق أبا يوسف القاضي ، مات قبل قدوم . [ ص: 51 ] الشافعي
قال المزني : لما وافى الشافعي مصر ، قلت في نفسي : إن كان أحد يخرج ما في ضميري من أمر التوحيد فهو . تقدمت هذه الحكاية وهذه الرواية سماعزكريا الساجي من المزني ، قال : فكلمته ، فغضب ، وقال : أتدري أين أنت ؟ هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون . أبلغك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت : لا ، قال : فهل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت : لا .
قال الحسن بن رشيق الحافظ : حدثنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني ، حدثنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني ، حدثنا ، حدثنا الشافعي أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن أبي شريح الكعبي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم الفتح : رواه من قتل له قتيل ، فهو بخير النظرين ، إن أحب العقل أخذ ، وإن أحب فله القود عن الدارقطني ابن رشيق . [ ص: 52 ]
الحسن بن سفيان : حدثنا أبو ثور ، سمعت -وكان من معادن الفقه ، ونقاد المعاني ، وجهابذة الألفاظ- يقول : حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ ؛ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية ، وأسماء المعاني معدودة محدودة ، وجميع أصناف الدلالات على المعاني لفظا وغير لفظ خمسة أشياء : اللفظ ، ثم الإشارة ، ثم العقد ، ثم الخط ، ثم الذي يسمى النصبة ، والنصبة في الحال الدلالة التي لا تقوم مقام تلك الأصناف ، ولا تقصر عن تلك الدلالات ، ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها ، وحلية مخالفة لحلية أختها ، وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة ، وعن خفائها عن التفسير ، وعن أجناسها وأفرادها ، وعن خاصها وعامها ، وعن طباعها في السار والضار ، وعما يكون بهوا بهرجا ، وساقطا مدحرجا . الشافعي
قال : قال لي يونس بن عبد الأعلى : ليس إلى السلامة من الناس سبيل ، فانظر الذي فيه صلاحك فالزمه . [ ص: 53 ] الشافعي
قال حرملة : سئل عن رجل في فمه تمرة ، فقال : إن أكلتها ، فامرأتي طالق ، وإن طرحتها ، فامرأتي طالق ، قال : يأكل نصفا ، ويطرح النصف . الشافعي
قال الربيع : قال لي : إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فما لله ولي . الشافعي
وقال : طلب العلم أفضل من صلاة النافلة .
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : ما رأيت أحدا أقل صبا للماء في تمام التطهر من . الشافعي
قال أبو ثور : سمعت يقول : ينبغي للفقيه أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله ، وشكرا لله . الشافعي
الأصم : سمعت الربيع يقول : سأل رجل عن قاتل الوزغ هل عليه غسل ؟ فقال : هذا فتيا العجائز . الشافعي
الحسن بن علي بن الأشعث المصري : حدثنا ابن عبد الحكم ، قال : ما رأت عيني قط مثل ، قدمت الشافعي المدينة ، فرأيت أصحاب يغلون بصاحبهم ، يقولون : صاحبنا الذي قطع عبد الملك بن الماجشون ، قال : فلقيت الشافعي عبد الملك ، فسألته عن مسألة ، فأجابني ، فقلت : الحجة ؟ قال : لأن قال كذا وكذا ، فقلت في نفسي : هيهات ، [ ص: 54 ] أسألك عن الحجة ، وتقول : قال معلمي ! وإنما الحجة عليك وعلى معلمك . مالكا
قال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ : سألت أبا قدامة السرخسي عن ، الشافعي وأحمد ، وأبي عبيد ، ، فقال : وابن راهويه أفقههم . الشافعي