أأنثر درا بين سارحة النعم وأنظم منثورا لراعية الغنم لعمري لئن ضيعت في شر بلدة
فلست مضيعا بينهم غرر الحكم فإن فرج الله اللطيف بلطفه
وصادفت أهلا للعلوم وللحكم بثثت مفيدا واستفدت ودادهم
وإلا فمخزون لدي ومكتتم ومن منح الجهال علما أضاعه
ومن منع المستوجبين فقد ظلم وكاتم علم الدين عمن يريده
يبوء بإثم زاد وآثم إذا كتم
تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم لئن مت ما الداعي علي بمخلد
فلولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث وآل مهلب وأبي يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي حسبت الناس كلهم عبيدي
ومن شعب الإيمان حب ابن شافع وفرض أكيد حبه لا تطوع
وإني حياتي شافعي فإن أمت فتوصيتي بعدي بأن يتشفعوا
قال أبو نعيم بن عدي الحافظ سمعت الربيع مرارا يقول : لو [ ص: 74 ] رأيت وحسن بيانه وفصاحته ، لعجبت ، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة ، لم نقدر على قراءة كتبه لفصاحته ، وغرائب ألفاظه ، غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام . الشافعي
حرملة : سمعت يقول : ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان الشافعي العرب ، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس . هذه حكاية نافعة ، لكنها منكرة ، ما أعتقد أن الإمام تفوه بها ، ولا كانت أوضاع أرسطوطاليس عربت بعد ألبتة . رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه ، وحدثنا محمد بن هارون ، حدثنا هميم بن همام ، حدثنا حرملة . ابن هارون مجهول .
قال مصعب بن عبد الله : ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من . الشافعي
ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال : كان من أعلم الناس بالأنساب ، لقد اجتمعوا معه ليلة ، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح ، وقال : أنساب الرجال يعرفها كل أحد . الشافعي
الحسن بن رشيق : أخبرنا أحمد بن علي المدائني قال : قال المزني : قدم علينا فأتاه الشافعي ابن هشام صاحب المغازي ، فذاكره أنساب الرجال ، فقال له : دع عنك أنساب الرجال ، فإنها لا [ ص: 75 ] تذهب عنا وعنك ، وحدثنا في أنساب النساء ، فلما أخذوا فيها بقي الشافعي ابن هشام .
قال يونس الصدفي : كان إذا أخذ في أيام الناس قلت : هذه صناعته . الشافعي
وعن قال : ما أردت بها -يعني : العربية والأخبار- إلا للاستعانة على الفقه . الشافعي
قال أبو حاتم : حدثنا قال : ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي يونس بن عبد الأعلى ، فدخلت عليه ، فقال : اقرأ ما بعد العشرين والمائة من آل عمران ، فقرأت ، فلما قمت قال : لا تغفل عني فإني مكروب . الشافعي
قال يونس : عنى بقراءتي ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أو نحوه .
وغيره : حدثنا ابن خزيمة المزني قال : دخلت على في مرضه الذي مات فيه ، فقلت : يا الشافعي أبا عبد الله ، كيف أصبحت ؟ فرفع رأسه ، وقال : أصبحت من الدنيا راحلا ، ولإخواني مفارقا ، ولسوء عملي ملاقيا ، وعلى الله واردا ، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها ، [ ص: 76 ] أو إلى نار فأعزيها ، ثم بكى ، وأنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي دون عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما
فإن تنتقم مني فلست بآيس ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
ولولاك لم يغوى بإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعرف قدره وأعلم أن الله يعفو ترحما
قال أبو العباس الأصم : حدثنا الربيع بن سليمان : دخلت على وهو مريض ، فسألني عن أصحابنا ، فقلت : إنهم يتكلمون ، فقال : ما ناظرت أحدا قط على الغلبة ، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب -يعني كتبه- على أن لا ينسب إلي منه شيء . قال هذا يوم الأحد ، ومات يوم الخميس ، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة ، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين وله نيف وخمسون سنة . الشافعي
ابن أبي حاتم : كتب إلي أبو محمد السجستاني نزيل مكة ، حدثني الحارث بن سريج ، قال : دخلت مع على خادم الشافعي الرشيد ، وهو في بيت قد فرش بالديباج ، فلما أبصره رجع ، فقال له الخادم : ادخل ، قال : لا يحل افتراش الحرم ، فقام الخادم متبسما ، [ ص: 77 ] حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني فدخل ، ثم أقبل عليه ، فقال : هذا حلال ، وذاك حرام ، وهذا أحسن من ذاك ، وأكثر ثمنا ، فتبسم الخادم ، وسكت . الشافعي
وعن الربيع : للشافعي
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ومن دونها أرض المهامه والقفر
فوالله ما أدري أللمال والغنى أساق إليها أم أساق إلى قبري
أخبرنا أبو علي بن الخلال ، أخبرنا ابن اللتي ، أخبرنا أبو الوقت ، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري ، أخبرنا محمد بن موسى ، حدثنا محمد بن يعقوب ، سمعت الربيع يقول : سمعت يقول : إذا وجدتم [ ص: 78 ] في كتابي خلاف سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولوا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعوا ما قلت . الشافعي
سمعنا جزءا في رحلة ، فلم أسق منه شيئا ؛ لأنه باطل لمن تأمله وكذلك عزي إليه أقوال وأصول لم تثبت عنه ، ورواية الشافعي ابن عبد الحكم عنه في محاش النساء منكرة ، ونصوصه في تواليفه بخلاف ذلك . [ ص: 79 ]
وكذا وصية من رواية الشافعي الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة .
وقال شيخ الإسلام علي بن أحمد بن يوسف الهكاري في كتاب " عقيدة " له : أخبرنا الشافعي أبو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو القاسم بن علقمة الأبهري ، حدثنا ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول -وقد سئل عن صفات الله -تعالى- وما يؤمن به- فقال : لله أسماء وصفات جاء بها كتابه ، وأخبر بها نبيه -صلى الله عليه وسلم- أمته ، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها ; لأن القرآن نزل بها ، وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القول بها ، فإن خالف [ ص: 80 ] ذلك بعد ثبوت الحجة عليه ، فهو كافر ، فأما قبل ثبوت الحجة ، فمعذور بالجهل ، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ، ولا بالروية والفكر ، ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها ، ونثبت هذه الصفات ، وننفي عنها التشبيه ، كما نفاه عن نفسه ، فقال : أبا عبد الله الشافعي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
قال مصعب بن عبد الله : كان يسمر مع أبي إلى الصباح . الشافعي
وقال المبرد : كان من أشعر الناس ، وآدب الناس ، وأعرفهم بالقراءات . الشافعي
ومن مناقب هذا الإمام قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام أخرجه إنما . [ ص: 81 ] البخاري
قال : مما نقله يحيى القطان في " المدخل " له : ما رأيت أعقل -أو قال أفقه- من البيهقي ، وأنا أدعو الله له أخصه به . الشافعي
وقال : حدثنا الحاكم الزبير بن عبد الواحد ، حدثني العباس بن الفضل بأرسوف ، حدثنا محمد بن عوف ، سمعت يقول : أحمد بن حنبل فيلسوف في أربعة أشياء : في اللغة ، واختلاف الناس ، والمعاني ، والفقه . الشافعي
قال ، سألت إبراهيم الحربي أحمد عن ، فقال : حديث صحيح ، ورأي صحيح ، وسألته عن الشافعي مالك . . . وذكر القصة .
أحمد بن محمد بن عبيدة : حدثنا قال : كان يونس بن عبد الأعلى إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل . الشافعي
قال فيما أجاز لنا البيهقي ابن علان وفاطمة بنت عساكر ، عن منصور [ ص: 82 ] الفراوي أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أخبرنا ، أخبرنا أبو بكر البيهقي أبو عبد الرحمن السلمي ، حدثنا محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو إسحاق بن ياسين الهروي ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنصاري ، سمعت المروذي يقول : قال : إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبرا ، قلت فيها بقول أحمد بن حنبل ، لأنه إمام قرشي ، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : الشافعي عالم قريش يملأ الأرض علما إلى أن قال أحمد : وإني لأدعو منذ أربعين سنة في صلاتي . للشافعي
روى أبو داود الطيالسي ، حدثنا وإسحاق بن إسرائيل جعفر بن سليمان ، عن أبي الجارود النضر بن حميد ، عن أبي الجارود ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما .
قلت : النضر ، قال فيه أبو حاتم : متروك الحديث . [ ص: 83 ]
قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت الربيع يقول : كان يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة ، وفي كل شهر ثلاثين ختمة . وكان يحدث وطست تحته ، فقال يوما : اللهم إن كان لك فيه رضى ، فزد فبعث إليه الشافعي إدريس بن يحيى المعافري -يعني زاهد مصر- : لست من رجال البلاء ، فسل الله العافية .