قبيصة بن عقبة ( ع )
بن محمد بن سفيان بن عقبة بن ربيعة بن جنيدب بن رباب بن [ ص: 131 ] حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة ، الحافظ الإمام الثقة العابد أبو عامر السوائي الكوفي .
حدث عن : ، عيسى بن طهمان ، ومالك بن مغول وعاصم بن محمد العمري ، ، ويونس بن أبي إسحاق ومسعر ، وشعبة ، وورقاء ، وحمزة الزيات ، وإسرائيل ، فأكثر عنه ، وسفيان الثوري وصفوان بن أبي الصهباء ، ووهب بن إسماعيل ، وأبي الأشهب العطاردي ، وخلق .
وما أظنه ارتحل في الحديث ، وكان من أوعية العلم .
حدث عنه : ، أحمد بن حنبل ، وعثمان بن أبي شيبة وهناد ، ، ومحمود بن غيلان وهارون الحمال ، وأبو قدامة السرخسي ، ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن يحيى الذهلي في " صحيحه " ، والبخاري ، وأبو زرعة الرازي وأبو أمية الطرسوسي ، ، وعباس الدوري وأحمد بن سليمان الرهاوي ، وأحمد بن عبيد الله النرسي ، وإسحاق بن سيار النصيبي ، وجعفر بن محمد بن شاكر ، ، والحارث بن أبي أسامة وحفص بن عمر سنجه ، ، وابنه وحنبل بن إسحاق عقبة ، وخلق كثير . وطلب العلم وهو حدث .
قال : هو أصغر مني بسنتين . يحيى بن آدم
قال من طريق يحيى بن معين أحمد بن أبي خيثمة عنه : قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ، فليس بذاك القوي ، فإنه سمع منه وهو صغير .
[ ص: 132 ] وقال الفسوي ، عن : يحيى بن معين قبيصة أكبر من بشهرين ، وسمعت يحيى بن آدم قبيصة يقول : شهدت عند شريك ، فامتحنني في شهادتي ، فذكرت ذلك لسفيان ، فأنكر على شريك ، وقال : لم يكن له أن يمتحنه ، وصليت بسفيان الفريضة .
وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت للفريابي : أرأيت قبيصة عند سفيان ؟ قال : نعم ، رأيته صغيرا . وقال : لو حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قبيصة عن لقبلنا منه . النخعي
وقال ابن أبي حاتم : سئل أبو زرعة ، عن قبيصة وأبي نعيم ، فقال : كان قبيصة أفضل الرجلين ، وأبو نعيم أتقنهما ، ولم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري ، وسوى يحيى الحماني في حديث شريك في حديثه . وعلي بن الجعد
وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود ، عن قبيصة ، ، فقال : وعبيد الله بن موسى قبيصة أسلم من عبيد الله ، كان قبيصة وأبو عامر وأبو حذيفة لا يحفظون ، ثم حفظوا بعد .
وقال إسحاق بن سيار : ما رأيت في الشيوخ أحفظ من قبيصة .
[ ص: 133 ] وقال عبد الرحمن بن خراش : صدوق .
وقال وغيره : ليس به بأس . النسائي
وروى حنبل ، عن أبي عبد الله قال : كان كثير الغلط ، وكان صغيرا لا يضبط . قلت لأبي عبد الله : ففي غير سفيان ؟ قال : كان رجلا صالحا ثقة ، لا بأس به في بدنه ، وأي شيء لم يكن عنده ؟ يعني أنه كثير الحديث .
وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي ذكر قبيصة وأبا حذيفة ، فقال : قبيصة أثبت منه جدا -يعني في حديث سفيان - أبو حذيفة شبه لا شيء ، وقد كتبت عنهما جميعا .
وقال : كان صالح جزرة قبيصة رجلا صالحا تكلموا في سماعه من سفيان .
قلت : الرجل ثقة ، وما هو في سفيان كابن مهدي ، وقد احتج به الجماعة في ووكيع سفيان وغيره ، وكان من العابدين .
قال أحمد بن سلمة النيسابوري : سمعت هنادا يقول غير مرة ، إذا ذكر قبيصة : الرجل الصالح . وتدمع عيناه ، وكان هناد كثير البكاء .
وقال الفضل بن سهل الأعرج : كان قبيصة يحدث بحديث الثوري
[ ص: 134 ] على الولاء درسا درسا حفظا .
قال عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي : سمعت حفص بن عمر قال : ما رأيت مثل قبيصة ما رأيته متبسما قط ، من عباد الله الصالحين .
قلت : كذا كان والله أهل الحديث ، العلم والعبادة ، واليوم فلا علم ولا عبادة ، بل تخبيط ولحن ، وتصحيف كثير ، وحفظ يسير ، وإذا لم يرتكب العظائم ، ولا يخل بالفرائض ، فلله دره .
قال جعفر بن حمدويه : كنا على باب قبيصة ، ومعنا دلف ابن الأمير أبي دلف ومعه الخدم ، يكتب الحديث ، فصار إلى باب قبيصة ، فدق عليه ، فأبطأ قبيصة ، فعاوده الخدم . وقيل له : ابن ملك الجبل على الباب ، وأنت لا تخرج إليه فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخبز ، فقال : رجل قد رضي من الدنيا بهذا ، ما يصنع بابن ملك الجبل ؟ والله لا حدثته . فلم يحدثه .
قال هارون الحمال : سمعت قبيصة يقول : جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين .
ومن تعنت القاضي أبي الحسن بن القطان المغربي الحافظ عبد [ ص: 135 ] الحق ، قوله : يروي في " الأحكام " لقبيصة ، ولا يعرض له ، وهو عندهم كثير الخطأ .
قلت : قد قفز قبيصة القنطرة ، واحتجوا به ، فأرني الحديث المنكر الذي ينقم به على قبيصة .
قال السري بن يحيى التميمي ، وهارون بن حاتم ، ومطين ، وغيرهم : مات قبيصة سنة خمس عشرة ومائتين وشذ معاوية بن صالح الدمشقي ، بل وهم ، فقال : مات سنة ثلاث عشرة .
رووا له في الكتب الستة .
وهو أخو :