يحيى بن حماد ( خ ، م ، ت ، س ، ق ) 
ابن أبي زياد ، الإمام الحافظ أبو محمد ، وأبو بكر الشيباني ، مولاهم البصري ، ختن أبي عوانة   . 
حدث عن : شعبة  ،  وجرير بن حازم  ،  وحماد بن سلمة  ،  وعكرمة بن عمار  ،  وهمام بن يحيى  ،  وجويرية بن أسماء  ،  والليث بن سعد  ، وعبد العزيز بن المختار  ، وأكثر عن أبي عوانة   . 
روى عنه :  البخاري  ،  وإسحاق بن راهويه  ،  وبندار  ،  ومحمد بن المثنى  ،  وحميد بن زنجويه  ، وإسحاق الكوسج  ، وأبو إسحاق الجوزجاني  ، وأحمد بن إسحاق السرماري  وبكار بن قتيبة  ، والحسن  [ ص: 140 ] بن مدرك الطحان  ،  وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي  ،  ومحمد بن مسلم بن وارة  ، ويعقوب الفسوي  ، والكديمي  ، وعبيد الله بن حجاج بن منهال  ، وولده حماد بن يحيى بن حماد  ،  وأبو مسلم الكجي  ، وخلق كثير . 
وثقه أبو حاتم  وجماعة . 
وقال ابن سعد   : كان ثقة كثير الحديث . 
وقال محمد بن النعمان بن عبد السلام   : لم أر أعبد من يحيى بن حماد  ، وأظنه لم يضحك  . 
قلت : الضحك اليسير والتبسم أفضل ، وعدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين : 
أحدهما : يكون فاضلا لمن تركه أدبا وخوفا من الله ، وحزنا على نفسه المسكينة . 
والثاني : مذموم لمن فعله حمقا وكبرا وتصنعا ، كما أن من أكثر الضحك استخف به ، ولا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه وأعذر منه في الشيوخ . 
وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : تبسمك في وجه أخيك صدقة وقال جرير   : ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  [ ص: 141 ] إلا تبسم فهذا هو خلق الإسلام ، فأعلى المقامات من كان بكاء بالليل ، بساما بالنهار . وقال -عليه السلام- : لن تسعوا الناس بأموالكم ، فليسعهم منكم بسط الوجه  . 
بقي هنا شيء : ينبغي لمن كان ضحوكا بساما أن يقصر من ذلك ، ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس ، وينبغي لمن كان عبوسا منقبضا أن يتبسم ، ويحسن خلقه ، ويمقت نفسه على رداءة خلقه ، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم ، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب . 
روى  البخاري  عن الحسن بن مدرك  أن يحيى بن حماد   -رحمه الله- مات في سنة خمس عشرة ومائتين . 
				
						
						
