القعنبي ( خ ، م ، د )
عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، الإمام الثبت القدوة ، شيخ الإسلام [ ص: 258 ] أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني ، نزيل البصرة ، ثم مكة .
مولده بعد سنة ثلاثين ومائة بيسير .
وسمع من : أفلح بن حميد ، ، وابن أبي ذئب ، وشعبة بن الحجاج وأسامة بن زيد بن أسلم ، وداود بن قيس الفراء ، وسلمة بن وردان ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ، ومالك بن أنس ، ونافع بن عمر الجمحي ، والليث بن سعد ، والدراوردي وإبراهيم بن سعد ، وإسحاق بن أبي بكر المدني ، والحكم بن الصلت ، ، وحماد بن سلمة ، وسليمان بن بلال وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر ، وسليمان بن المغيرة ، ، وعدة . وهشام بن سعد
وعنه : ، البخاري ومسلم ، وأبو داود ، والخريبي وهو من شيوخه ، ومحمد بن سنجر الحافظ ، ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو حاتم الرازي ، وعبد بن حميد وعمرو بن منصور النسائي ، ، وأبو زرعة الرازي ومحمد بن غالب تمتام ، ، وإسماعيل القاضي ومحمد بن أيوب بن الضريس ، ، وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن معاذ دران ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، ومعاذ بن المثنى ، ، وأبو مسلم الكجي وأبو خليفة الجمحي ، وخلق كثير .
وروى مسلم أيضا ، ، وأبو عيسى الترمذي حديثه بواسطة . وأبو عبد الرحمن النسائي
قال : ما كتبت عن أحد أجل في عيني من أبو زرعة الرازي القعنبي .
[ ص: 259 ] قال ابن أبي حاتم : قلت لأبي : القعنبي أحب إليك في " الموطأ " أو ؟ قال : بل إسماعيل بن أبي أويس القعنبي ، لم أر أخشع منه .
وروى عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الواهي ، عن الميموني : سمعت القعنبي يقول : اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة ، ما من حديث في " الموطأ " إلا لو شئت قلت : سمعته مرارا .
وعن عبد الصمد بن الفضل : ما رأت عيناي مثل أربعة ، فذكر منهم القعنبي .
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا حنبل ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا الفضل بن الحباب ، حدثنا القعنبي ، حدثنا شعبة ، حدثنا منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : . إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح ، فاصنع ما شئت
[ ص: 260 ] وروى محمد بن علي بن المديني ، عن أبيه قال : لا يقدم أحد من رواة " الموطأ " على القعنبي .
قلت : حد الولي الرسوخ في العلم والعمل مثل القعنبي .
وقال أبو حاتم : ثقة حجة لم أر أخشع منه ، سألناه أن يقرأ علينا " الموطأ " فقال : تعالوا بالغداة ، فقلنا : لنا مجلس عند حجاج بن منهال ، قال : فإذا فرغتم منه . قلنا : نأتي حينئذ مسلم بن إبراهيم . قال فإذا فرغتم . قلنا : نأتي أبا حذيفة النهدي . قال : فبعد العصر . قلنا : نأتي عارما أبا النعمان ، قال : فبعد المغرب . فكان يأتينا بالليل ، فيخرج علينا ، وعليه كبل ما تحته شيء في الصيف ، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ .
[ ص: 261 ] قال : ما رأيت رجلا يحدث لله إلا يحيى بن معين وكيعا . والقعنبي
قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري : سمعت أبي يقول : قلت : ما لك لا تروي عن للقعنبي شعبة غير هذا الحديث ؟ قال : كان شعبة يستثقلني ، فلا يحدثني . يعني حديث : . إذا لم تستح فاصنع ما شئت
والحديث يقع عاليا في جزء الغطريف لابن البخاري .
قال عبد الله الخريبي -وكان كبير القدر- : حدثني القعنبي ، عن مالك ، وهو والله عندي خير من مالك .
قال عمرو بن علي الفلاس : كان القعنبي مجاب الدعوة .
وقال عثمان بن سعيد : سمعت وذكر أصحاب علي بن المديني مالك ، فقيل له : معن ثم القعنبي ، قال : لا بل القعنبي ثم معن .
ويروى عن أبي سبرة المديني قال : قلت : حدثت ولم تكن [ ص: 262 ] تحدث ! قال : إني أريت كأن القيامة قد قامت ، فصيح بأهل العلم ، فقاموا ، وقمت معهم ، فنودي بي : اجلس . فقلت : إلهي ألم أكن أطلب ؟ قال : بلى ، ولكنهم نشروا ، وأخفيته . قال : فحدثت . للقعنبي
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء : سمعتهم بالبصرة يقولون : عبد الله بن مسلمة من الأبدال .
وقال إسماعيل القاضي : كان القعنبي من المجتهدين في العبادة .
وقال الإمام : سمعت ابن خزيمة نصر بن مرزوق يقول : أثبت الناس في " الموطأ " القعنبي ، وعبد الله بن يوسف بعده .
قال إسماعيل القاضي : كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب ، فما زال حتى قرأ لنفسه " الموطأ " على مالك .
قال محمد بن سعد الكاتب : كان القعنبي عابدا فاضلا ، قرأ على مالك كتبه .
قال أبو بكر الشيرازي في كتاب " الألقاب " له : سمعت أبا إسحاق المستملي ، سمعت أحمد بن منير البلخي ، سمعت حمدان بن سهل البلخي الفقيه يقول : ما رأيت أحدا إذا روئي ذكر الله تعالى إلا القعنبي [ ص: 263 ] رحمه الله ، فإنه كان إذا مر بمجلس يقولون : لا إله إلا الله . وقيل : كان يسمى الراهب لعبادته وفضله .
وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم ، عن جده قال : كنا إذا أتينا القعنبي ، خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم .
قال محمد بن عبد الله الزهيري ، عن الجنيني قال : كنا عند مالك ، فقدم ابن قعنب من سفر ، فقال مالك : قوموا بنا إلى خير أهل الأرض .
وقال : قال أبو عبد الله الحاكم : يقدم في " الموطأ " الدارقطني ، معن بن عيسى ، وابن وهب ، ثم قال : والقعنبي وأبو مصعب ثقة في " الموطأ " .
وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لا تصح ، وأنه هجم عليه بيته ، فوجده يبول في بلوعة ، فقال : حدثني ، فلامه ، وعنفه ، وقال : تهجم على داري ، ثم تقول : حدثني وأنا على هذه الحالة ؟ ! قال : إني أخشى الفوت ، فروى له الحديث في قلة الحياء ، وحلف أن لا يحدثه بسواه .
وفي الجملة لم يدرك القعنبي شعبة إلا في آخر أيامه ، فلم يكثر عنه . وقد حدثه أفلح عن ، القاسم بن محمد وأفلح أكبر من شعبة قليلا .
وقد سمعت " الموطأ " بحلب وبعلبك من رواية القعنبي ، عن مالك .
[ ص: 264 ] وهو أكبر شيخ لمسلم ، سمع منه في أيام الموسم في ذي الحجة سنة عشرين ، ولم يكثر عنه .
ومات القعنبي في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين .
قال محمد بن عمر بن لبابة الأندلسي : حدثنا مالك بن علي القرشي ، حدثنا القعنبي ، قال : دخلت على مالك ، فوجدته باكيا ، فقلت : يا أبا عبد الله ، ما الذي يبكيك ؟ قال : يا ابن قعنب على ما فرط مني ، ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي ، وهذه المسائل قد كان لي سعة فيما سبقت إليه .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا القعنبي ، حدثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة قالت : . طيبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحرمه حين أحرم ، ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت
هذا حديث حسن عال ، أخرجه مسلم عن القعنبي ، وهو من أعلى شيء في " صحيحه " .