أبو اليمان ( ع ) 
الحكم بن نافع ، الحافظ الإمام الحجة أبو اليمان البهراني الحمصي مولى امرأة بهرانية تدعى أم سلمة ، كانت عند عمر بن روبة التغلبي   . 
ولد في حدود سنة بضع وثلاثين ومائة وطلب العلم سنة بضع وخمسين . 
 [ ص: 320 ] فروى عن :  صفوان بن عمرو  ، وحريز بن عثمان  ، وأبي بكر بن أبي مريم  ،  وشعيب بن أبي حمزة  ، وسعيد بن عبد العزيز  ، وعفير بن معدان  ، وأرطاة بن المنذر  ،  وإسماعيل بن عياش  ، ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان  ، وأبي مهدي سعيد بن سنان  ، وطائفة ، وما علمت له رحلة . 
حدث عنه : أحمد  ،  وابن معين  ، ومحمد بن يحيى  ، وعمرو بن منصور النسائي  ، وعبيد الله بن فضالة  ، وعمران بن بكار  ،  وأبو محمد الدارمي  ، وأبو عبد الله البخاري  ،  وعثمان الدارمي  ، وأبو حاتم  ، ومحمد بن عوف  ،  وأبو زرعة الدمشقي  ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي  ، وموسى بن عيسى بن المنذر  ، وعلي بن محمد الحكاني  ،  وأحمد بن الفرات  ، وخلق سواهم . 
قال  أحمد بن حنبل   : أما حديث أبي اليمان  عن حريز   وصفوان بن عمرو  فصحيح ثم قال أحمد   : هو يقول : أخبرنا شعيب  ، واستحل ذلك بشيء عجيب ، كان أمر شعيب  في الحديث عسرا جدا ، وكان علي بن عباس  سمع منه ، وذكر قصة لأهل حمص   أراها أنهم سألوه أن يأذن لهم في أن يرووا عنه ، فقال لهم : لا ترووا هذه الأحاديث عني - يعني شعيبا   - قال أبو عبد الله   : ثم كلموه ، وحضر ذلك أبو اليمان  ، فقال لهم : ارووا تلك الأحاديث عني . قال الأثرم   : قلت لأبي عبد الله   : مناولة ؟ ، قال : لو كان مناولة ، كان لم يعطهم كتبا ولا شيئا ، إنما سمع هذا فقط ، فكان ولد شعيب  يقول : إن أبا اليمان  جاءني ، فأخذ كتب شعيب  مني بعد ، وهو يقول :  [ ص: 321 ] 
أخبرنا ، فكأنه استحل ذلك ، بأن سمع شعيبا  يقول لقوم : ارووه عني 
قال إبراهيم بن ديزيل   : سمعت أبا اليمان  يقول : قال لي  أحمد بن حنبل   : كيف سمعت الكتب من شعيب  ؟ قلت : قرأت عليه بعضه ، وبعضه قرأه علي ، وبعضه أجاز لي ، وبعضه مناولة ، قال : فقال في كله : أخبرنا شعيب   . 
وقال ابن معين   : سألت أبا اليمان  عن حديث شعيب بن أبي حمزة  ، فقال : ليس هو مناولة ، المناولة لم أخرجها إلى أحد . 
وروى أبو زرعة النصري  عن أبي اليمان  قال : كان شعيب  عسرا في الحديث ، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة ، فقال : هذه كتبي ، وقد صححتها ، فمن أراد أن يأخذها ، فليأخذها ، ومن أراد أن يعرض ، فليعرض ، ومن أراد أن يسمعها من ابني ، فليسمعها ، فإنه قد سمعها مني . 
سعيد بن عمرو البرذعي  ، عن  أبي زرعة الرازي  قال : لم يسمع أبو  [ ص: 322 ] اليمان  من شعيب  إلا حديثا واحدا ، والباقي إجازة . 
قال أبو داود   : سمعت محمد بن عوف  يقول : لم يسمع أبو اليمان  من شعيب بن أبي حمزة  إلا كلمة . 
وقال أبو زرعة الدمشقي   : سألت  أحمد بن حنبل  عن حديث الزهري  ، عن أنس ،  عن أم حبيبة  ، فقال : ليس هذا من حديث الزهري  ، هذا من حديث ابن أبي حسين  ، فسألت  أحمد بن صالح  عنه ، فقال : ليس له أصل عن الزهري  وأنكره . 
قلت : قرئ هذا على إبراهيم بن الدرجي  ، وأجازه لي عن أبي جعفر الصيدلاني  ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله  ، أخبرنا ابن ريذة  ، أخبرنا  أبو القاسم الطبراني  ، حدثنا أبو زرعة  ، حدثنا أبو اليمان  ، أخبرنا شعيب  ، عن الزهري  ، عن أنس ،  عن أم حبيبة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أريت ما تلقى أمتي من بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض ، وكان ذلك سابقا من الله ، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم ، ففعل  . 
رواه عبد الله بن أحمد  ، عن أبيه ، عن أبي اليمان  ، فقال : عن شعيب ،  عن ابن أبي حسين  ، عن أنس  ثم قال عبد الله   : فقلت : هاهنا  [ ص: 323 ] قوم يحدثون به عن أبي اليمان  ، عن شعيب  ، عن الزهري  ، فقال : ليس ذا من حديث الزهري   . 
قال أبو زرعة   : قال لي  أحمد بن حنبل   : كتاب شعيب  عن ابن أبي حسين  ملصق بكتاب الزهري  ، فبلغني أن أبا اليمان  حدثهم به عن شعيب  ، عن الزهري  ، وليس له أصل ، كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري  ، فرأيته كأنه يعذر أبا اليمان  ولا يحمل عليه فيه . 
وقال مكحول البيروتي  عن جعفر بن محمد بن أبان الحراني   : سألت  يحيى بن معين  عن حديث أبي اليمان   - يعني المذكور - فقال : أنا سألت أبا اليمان  ، فقال : الحديث حديث الزهري  ، فمن كتبه عني ، فقد أصاب ، ومن كتبه عني من حديث ابن أبي حسين  ، فهو خطأ ، إنما كتب في آخر حديث ابن أبي حسين  ، فغلطت ، فحدثت به من حديث ابن أبي حسين  ، وهو صحيح من حديث الزهري   . 
وروى ابن صاعد  ، عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري  ، قال لنا أبو اليمان   : الحديث حديث الزهري  ، والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين  غلطت فيه بورقة قلبتها . 
قلت : تعين أن الحديث وهم فيه أبو اليمان  ، وصمم على الوهم ، لأن الكبار حكموا بأن الحديث ما هو عند الزهري  ، والله أعلم . 
 [ ص: 324 ] عباس الدوري   : سمعت يحيى  يقول في حديث أبي اليمان  ، عن شعيب  ، عن الزهري  ، عن عقبة بن سويد  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :  " يغزو جيش الكعبة " فقال يحيى   : إنما هو عن سحيم مولى أبي هريرة  ، عن  أبي هريرة .  
قال أبو حاتم   : كان أبو اليمان  يسمى كاتب إسماعيل بن عياش  ، كما يسمى أبو صالح  كاتب الليث  ، وهو ثقة نبيل صدوق . 
وقال العجلي   : لا بأس به . 
وقال ابن عمار الموصلي   : كان ثقة ، وكان بسلمية وكان إذا جاءه أهل الحديث قال لهم : القطوا لي الزعفران ، وثمت ينبت الزعفران ، فكانوا يلقطون ، ثم يحدثهم . 
وقال محمد بن عيسى الطرسوسي   : سمعت أبا اليمان  يقول : صرت إلى مالك  ، فرأيت ثم من الحجاب والفرش شيئا عجيبا ، فقلت : ليس ذا من أخلاق العلماء ، فمضيت وتركته ، ثم ندمت بعد  . 
 [ ص: 325 ] وبلغنا أن أبا اليمان  كتب كتب إسماعيل بن عياش  ، ولم يدع منها شيئا في القراطيس . وفي " الصحيحين " نحو من أربعين حديثا عند  البخاري  ، عن أبي اليمان  قد أخرجها مسلم  عن الدارمي  ، عن أبي اليمان  ، وجميعها يقول فيها : أخبرنا شعيب  ، ما قال قط : حدثنا ، فهذا يوضح لك أنها بالإجازة ، وهي منقولة جزما من خط شعيب  ، وكان من أثبت أصحاب الزهري   . والمقصود من الرواية إنما هو العلم الحاصل بأن هذا الخبر حدث به فلان على أي صفة كان من صفات الأداء . وقد كان أبو اليمان  عالم وقته بحمص  ، استقدمه المأمون  ليوليه قضاء حمص   . 
وروينا بإسناد قوي عن أبي اليمان  أنه قال : ولدت سنة ثمان وثلاثين ومائة . 
قال محمد بن مصفى  ، وأبو زرعة النصري  ، والفسوي   : مات أبو اليمان  سنة إحدى وعشرين ومائتين . 
وقال ابن سعد   والبخاري  ومطين   : سنة اثنتين وعشرين . زاد ابن سعد   : في ذي الحجة بحمص   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					