أبو الهذيل العلاف
ورأس المعتزلة أبو الهذيل ، محمد بن الهذيل البصري العلاف ، صاحب التصانيف الذي زعم أن نعيم الجنة وعذاب النار ينتهي بحيث إن حركات أهل الجنة تسكن ، حتى لا ينطقون بكلمة ، وأنكر الصفات المقدسة حتى العلم والقدرة ، وقال : هما الله ، وأن لما يقدر الله عليه نهاية وآخرا ، وأن للقدرة نهاية لو خرجت إلى الفعل ، فإن خرجت لم تقدر على [ ص: 543 ] خلق ذرة أصلا . وهذا كفر وإلحاد .
وقيل : إن المأمون قال لحاجبه : من بالباب ؟ قال : أبو الهذيل ، وعبد الله بن أبان الخارجي ، ، فقال : ما بقي من رءوس جهنم إلا من حضر . وهشام بن الكلبي
ولم يكن أبو الهذيل بالتقي ، حتى لنقل أنه سكر مرة عند صديقه ، فراود غلاما له ، فرماه بتور ، فدخل في رقبته ، وصار كالطوق ، فاحتاج إلى حداد يفكه .
وكان أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل تلميذ واصل بن عطاء الغزال .
وطال عمر أبي الهذيل ، وجاوز التسعين ، وانقلع في سنة سبع وعشرين ومائتين ويقال : بقي إلى سنة خمس وثلاثين .
أخذ عنه علي بن ياسين وغيره من المعتزلة .