أبو حذافة ( ق )
الإمام المحدث الفقيه المعمر أبو حذافة ، أحمد بن إسماعيل بن [ ص: 25 ] محمد بن نبيه ، السهمي القرشي المدني ، نزيل بغداد ، وبقية المسندين .
حدث عن : مالك بن أنس " الموطأ " ، فكان خاتمة من روى عن مالك ، وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وحاتم بن إسماعيل ، وطائفة . انفرد بالرواية عنهم ، وعاش مائة عام .
حدث عنه : ابن ماجه ، ويحيى بن صاعد ، وعبد الوهاب بن أبي عصمة ، وإسماعيل بن العباس الوراق ، وابن خزيمة ، ثم تركه ، وأبو عبد الله المحاملي ، ومحمد بن مخلد وآخرون .
قال المحاملي سمعت أبي يقول : سألت أبا مصعب عن أبي حذافة ، فقال : كان يحضر معنا العرض على مالك .
وقال الدارقطني : هو قوي السماع عن مالك . [ ص: 26 ]
وقال البرقاني كان الدارقطني حسن الرأي في أبي حذافة ، وأمرني أن أخرج حديثه في " الصحيح " .
وقال الخطيب : قرأت بخط الدارقطني : أحمد بن إسماعيل ، أبو حذافة ، ضعيف الحديث ، كان مغفلا . روى " الموطأ " عن مالك مستقيما ، وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير " الموطأ " ، فقبلها ، لا يحتج به .
قال الخطيب : لم يكن ممن يتعمد الباطل .
قلت : مما نقموا عليه روايته عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : أفطر الحاجم وبهذا السند حديث : " قضى باليمين مع الشاهد " . فهذا إسناد مركب ، ولم يأت أبو حذافة بمتن باطل . [ ص: 27 ] وقد رماه بالكذب الفضل بن سهل الأعرج . مات يوم الفطر سنة تسع وخمسين . وقع لنا من عواليه .


