حارثة بن النعمان 
ابن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري . ويقال : ابن رافع ، بدل : ابن نفع . 
وله من الولد : عبد الله  ، وعبد الرحمن   .  وسودة ،   وعمرة  ، وأم كلثوم   . يكنى : أبا عبد الله . 
شهد بدرا  ، والمشاهد ، ولا نعلم له رواية ، وكان دينا خيرا ، برا بأمه . 
وعنه قال : رأيت جبريل  من الدهر مرتين : يوم الصورين حين  [ ص: 379 ] خرج رسول الله إلى بني قريظة  ، مر بنا في صورة دحية  ، فأمرنا بلبس السلاح ; ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين  ، مررت وهو يكلم النبي - صلى الله عليه وسلم- فلم أسلم . فقال جبريل   : من هذا يا محمد  ؟ قال :  حارثة بن النعمان   . فقال : أما إنه من المائة الصابرة يوم حنين  الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة ، ولو سلم لرددنا عليه  . 
وروي بإسناد منقطع : أن حارثة  كف ، فجعل خيطا من مصلاه إلى حجرته ، ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغيره ; فكان إذا سلم مسكين ، أعطاه منه ، ثم أخذ على الخيط حتى يأتي إلى باب الحجرة ، فيناول المسكين . فيقول أهله : نحن نكفيك . فيقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مناولة المسكين تقي ميتة السوء  .  [ ص: 380 ] 
قال الواقدي   : كانت له منازل قرب منازل النبي - صلى الله عليه وسلم- فكان كلما أحدث رسول الله أهلا تحول له حارثة  عن منزل ، حتى قال : لقد استحييت من حارثة  ، مما يتحول لنا عن منازله  . 
وبقي إلى خلافة معاوية   . 
ومن ذريته : المحدث أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري  ، ولد عمرة الفقيهة   . 
وهو- أعني حارثة -  الذي يقول فيه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة ، فسمعت قراءة ، فقلت : من هذا ؟ قيل : حارثة   . فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : كذاكم البر وكان برا بأمه ، رضي الله عنه . 
				
						
						
