بحشل ( م ) 
الحافظ العالم المحدث ، أبو عبيد الله ، أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري ، ويعرف ب : بحشل ، ابن أخي عالم مصر  عبد الله بن وهب . 
أكثر عن عمه جدا ، وعن  الشافعي  ، وبشر بن بكر التنيسي  ، وجماعة .  [ ص: 318 ] 
حدث عنه : مسلم  محتجا به ، وأبو زرعة  ، وأبو حاتم  ،  ومحمد بن جرير الطبري  ،  والطحاوي  ، وأبو بكر بن زياد  ، وعبدان  ، وابن خزيمة  ،  وعبد الرحمن بن أبي حاتم  ، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة . 
قال  أبو أحمد بن عدي   : رأيت شيوخ مصر  مجمعين على ضعفه ، والغرباء لا يمتنعون من الأخذ عنه : أبو زرعة  ، وأبو حاتم  ، فمن دونهما . 
وقال لي عبدان   : كان في أيامنا مستقيم الأمر ، ومن لم يلحق حرملة اعتمده ، وكل من تفرد عن ابن وهب  بشيء وجدوه عند أبي عبيد الله  ، من ذلك كتاب الدجال . 
ثم قال  ابن عدي   : وسمعت محمد بن محمد بن الأشعث  يقول : كنا عند أحمد بن أخي بن وهب  ، فمر عليه هارون بن سعيد الأيلي  راكبا ، فسلم عليه ، وقال : ألا أطرفك بشيء ؟ جاءني أصحاب الحديث ، فسألوني عنك ، فقلت : إنما يسأل أبو عبيد الله  عنا ، ليس نحن نسأل عنه . هو الذي كان يستملي لنا عند عمه ، وهو الذي كان يقرأ لنا . 
قال  ابن عدي   : كل ما أنكروه عليه فيحتمل ، وإن لم يروه غيره ، لعل عمه خصه به . 
قال  الحاكم   : سمعت محمد بن يعقوب الحافظ   : سمعت أبا بكر بن خزيمة  ، وقيل له : لم رويت عن  أحمد بن عبد الرحمن بن وهب  ، وتركت  [ ص: 319 ] سفيان بن وكيع  ؟ قال : لأن أحمد  لما أنكروا عليه تلك الأحاديث ، وعرضوها عليه ، رجع عنها عن آخرها إلا حديث مالك  عن الزهري  ، عن أنس   " إذا حضر العشاء " وأما ابن وكيع  ، فكان وراقه أدخل عليه أحاديث ، فرواها ، وكلمناه فيها ، فلم يرجع عنها . 
وقال أبو سعيد بن يونس   : أبو عبيد الله  لا تقوم به حجة . 
وقال  ابن حبان  في " الضعفاء " : جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له ، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها . روى عن عمه ، عن مالك  ، عن نافع  ، عن ابن عمر  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم ، وهي الوتر  .  [ ص: 320 ] 
قلت : لا يحتمل مالك  ، بل ولا ابن وهب  هذا . وهكذا ذكره  ابن حبان  تعليقا . 
 ابن عدي   : حدثنا عيسى بن أحمد  ، حدثنا أبو عبيد الله  ، حدثنا ابن وهب  ، حدثنا عيسى بن يونس  ، عن  صفوان بن عمرو  ، عن عبد الرحمن بن جبير  ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام ، ويحرمون الحلال ، ويقيسون الأمور برأيهم  . 
فهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد  ، عن عيسى   . وسرقه منه سويد  ، وعبد الوهاب العرضي  ، والحكم بن المبارك الخاستي   . أنكروه على أبي عبيد الله  عن عمه . 
ثم قال : وله عن عمه ، عن مخرمة بن بكير  ، عن أبيه ، عن نافع  ،  [ ص: 321 ] عن ابن عمر  مرفوعا : إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه  . 
 ابن عدي   : حدثنا موسى بن العباس  ، حدثنا أحمد  ، حدثنا عمي ، حدثنا حيوة  ، عن أبي صخر  ، عن أبي حازم  ، عن أبي صالح  ، عن  أبي هريرة  مرفوعا : يأتي على الناس زمان ، يرسل إلى القرآن ، فيرفع من الأرض فهذا تفرد برفعه . 
أحمد بن أخي بن وهب   : حدثنا عمي ، حدثني يحيى بن أيوب  ، عن  ابن جريج  ، عن عطاء  ، عن ابن عباس  ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن المؤنثين أولاد الجن قيل  لابن عباس   : كيف ذاك؟ قال : نهى  [ ص: 322 ] الله أن يأتي الرجل حائضا ، فإذا أتاها سبقه بها الشيطان ، فحملت منه ، فأنث المؤنث  . 
قال  ابن عدي   : تفرد به أحمد   . 
قال خالد بن سعد الأندلسي   : سمعت سعيد بن عثمان الأعناقي  ،  وسعد بن معاذ  ، ومحمد بن فطيس  يحسنون الثناء على أحمد ابن أخي ابن وهب  ، ويوثقونه ، فقال الأعناقي   : قدمنا مصر  ، فوجدنا يونس  أمره صعبا ، ووجدنا أحمد  أسهل ، فجمعنا له دنانير ، وأعطيناه ، وقرأنا عليه " موطأ " عمه وجامعه . وسمعت ابن فطيس  يقول : فصار في نفسي ، فأردت أن أسأل محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، فقلت : أصلحك الله ، العالم يأخذ على قراءة العلم ؟ فشعر فيما ظهر لي أني إنما سألته عن ابن أخي ابن وهب  ، فقال لي : جائز ، عافاك الله ، حلال أن لا أقرأ لك ورقة إلا بدرهم ، ومن أخذني أن أقعد معك طول النهار ، وأدع ما يلزمني من أسبابي ، ونفقة عيالي ؟ ! . 
هذا الذي قاله ابن عبد الحكم  متوجه في حق متسبب يفوته الكسب والاحتراف لتعوقه بالرواية لما قال علي بن بيان الرزاز  الذي تفرد به بعلو جزء بن عرفة  ، فكان يطلب على تسميعه دينارا ، أنتم إنما تطلبون مني  [ ص: 323 ] العلو ، وإلا فاسمعوا الجزء من أصحابي ، ففي الدرب جماعة سمعوه مني . فإن كان الشيخ عسرا ثقيلا لا شغل له ، وهو غني ، فلا يعطى شيئا . والله الموفق . 
قال ابن يونس   : مات أحمد بن عبد الرحمن  في ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين . 
قلت : كان من أبناء التسعين رحمه الله . وقد روى ألوفا من الحديث على الصحة ، فخمسة أحاديث منكرة في جنب ذلك ليست بموجبة لتركه . نعم ، ولا هو في القوة كيونس بن عبد الأعلى   وبندار   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					