العجلي 
الإمام الحافظ الأوحد الزاهد ، أبو الحسن ، أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم ، العجلي الكوفي ، نزيل مدينة أطرابلس  المغرب ، وهي أول مدائن المغرب  ، بينها وبين الإسكندرية  مسيرة شهر ، ثم منها يسير غربا إلى مدينة تونس  التي هي اليوم قاعدة إقليم إفريقية   . 
مولده بالكوفة  في سنة اثنتين وثمانين ومائة . 
سمع من :  حسين الجعفي  ،  وشبابة بن سوار  ، وأبي داود الحفري  ، ويعلى بن عبيد  ، وأخيه محمد بن عبيد  ،  ومحمد بن يوسف الفريابي  ، ووالده الإمام عبد الله بن صالح المقرئ  ، وعفان  ، وطبقتهم . 
حدث عنه : ولده صالح بن أحمد  ، وسعيد بن عثمان الأعناقي  ، ومحمد بن فطيس  ، وعثمان بن حديد الإلبيري  ، وسعيد بن إسحاق   . ولم أظفر بحديث من روايته .  [ ص: 506 ] 
وله مصنف مفيد في " الجرح والتعديل " ، طالعته ، وعلقت منه فوائد تدل على تبحره بالصنعة ، وسعة حفظه . 
وقد ذكر لعباس بن محمد الدوري  ، فقال : ذلك كنا نعده مثل  أحمد بن حنبل  ويحيى بن معين . 
ومن كلام أحمد بن عبد الله  ، قال : من آمن برجعة علي   -رضي الله عنه- فهو كافر ، ومن قال : القرآن مخلوق فهو كافر . 
وقيل : إنه فر إلى المغرب  لما ظهر الامتحان بخلق القرآن ، فاستوطنها وولد له بها . 
وقال بعض العلماء : لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله  عندنا بالمغرب  شبيه ، ولا نظير في زمانه في معرفة الغريب وإتقانه ، وفي زهده وورعه . 
وقال المؤرخ العالم أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني   : سألت مالك بن عيسى العفصي الحافظ   : من أعلم من رأيت بالحديث ؟ 
قال : أما في الشيوخ فأحمد بن عبد الله العجلي   . 
وقال محمد بن أحمد بن غانم  الحافظ : سمعت أحمد بن معتب   -مغربي ثقة - يقول : سئل  يحيى بن معين  عن أحمد بن عبد الله بن صالح  ، فقال : هو ثقة ابن ثقة . 
وقال بعضهم : إنما سكن أحمد بن عبد الله  بأطرابلس  للتفرد  [ ص: 507 ] والعبادة ، وقبره هناك على الساحل ، وقبر ولده صالح إلى جنبه . 
وقال أحمد العجلي   : رحلت إلى  أبي داود الطيالسي  ، فمات قبل قدومي البصرة  بيوم . 
مات أحمد سنة إحدى وستين ومائتين ، ومات ابنه صالح  في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة . 
أخبرنا الحسن بن علي  ، أخبرنا عبد الله بن عمر  ، أخبرنا عبد الأول بن عيسى  ، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري  ، أخبرنا الحسن بن علي  أخبرنا الوليد بن بكر  ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا  ، حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله  ، حدثني أبي ، حدثني أبي ، قال : جاء رجل إلى  سفيان الثوري  ، فقال له : اكتب لي إلى الأوزاعي  يحدثني ، فقال : أما إني أكتب لك ، ولا أراك تجده إلا ميتا ، لأني رأيت ريحانة رفعت من قبل المغرب ، ولا أراه إلا موت الأوزاعي   . فأتاه ، فإذا هو قد مات . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					