فصل عدي بن عميرة الكندي خرج له مسلم ، ما روى عنه غير . وخرج قيس بن أبي حازم مسلم لقطبة بن مالك ، وما حدث عنه سوى . وخرج زياد بن علاقة مسلم لطارق بن أشيم ، وما روى عنه سوى ولده . وخرج أبي مالك الأشجعي لنبيشة الخير ، وما روى عنه إلا أبو المليح الهذلي .
ذكرنا هؤلاء نقضا على ما ادعاه الحاكم من أن الشيخين ما خرجا إلا لمن روى عنه اثنان فصاعدا . [ ص: 579 ]
نقل أن أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الوهاب الفراء قال : كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس ، ومن أوعية العلم .
: سمعت الحاكم أبا الفضل محمد بن إبراهيم ، سمعت أحمد بن سلمة يقول : رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما . ثم ذكر مصنفات إمام أهل الحديث مسلم -رحمه الله- : كتاب " المسند الكبير " على الرجال ، وما أرى أنه سمعه منه أحد ، كتاب " الجامع على الأبواب " ، رأيت بعضه بخطه ، كتاب " الأسامي والكنى " ، كتاب " المسند الصحيح " ، كتاب " التمييز " ، كتاب " العلل " ، كتاب " الوحدان " ، كتاب " الأفراد " ، كتاب " الأقران " ، كتاب " سؤالاته " ، كتاب " أحمد بن حنبل عمرو بن شعيب " ، كتاب " الانتفاع بأهب السباع " ، كتاب " مشايخ مالك " ، كتاب " مشايخ الثوري " ، كتاب " مشايخ شعبة " ، كتاب " من ليس له إلا راو واحد " ، كتاب " المخضرمين " ، كتاب " أولاد الصحابة " ، كتاب " أوهام المحدثين " ، كتاب " الطبقات " ، كتاب " أفراد الشاميين " . ثم سرد تصانيف له لم أذكرها . الحاكم
قال أحمد بن سلمة : سمعت مسلما يقول : إذا قال حدثنا وأخبرنا وسمعت ، فليس في الدنيا شيء أثبت من هذا . ابن جريج :
قال مكي بن عبدان : سمعت مسلما يقول : لو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة ، فمدارهم على هذا " المسند " . [ ص: 580 ]
قلت : عنى به " مسنده الكبير " .
وعن ابن الشرقي ، عن مسلم قال : ما وضعت في هذا " المسند " شيئا إلا بحجة ، ولا أسقطت شيئا منه إلا بحجة .
توفي مسلم في شهر رجب سنة إحدى وستين ومائتين . بنيسابور ، عن بضع وخمسين سنة ، وقبره يزار .