أحمد بن مهدي
ابن رستم ، الإمام القدوة العابد الحافظ المتقن ، أبو جعفر الأصبهاني .
سمع أبا نعيم ، وأبا اليمان ، ، وسعيد بن أبي مريم ومسلم بن إبراهيم ، ، وقبيصة بن عقبة وعبد الله بن صالح ، وأبا سلمة ، وطبقتهم ، وجمع وصنف .
حدث عنه : الحافظ محمد بن يحيى بن منده ، وأحمد بن إبراهيم بن أفرجة ، وأحمد بن جعفر السمسار ، وعدة .
قال : لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه . صنف " المسند " ، ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة ، صاحب عبادة -رحمه الله . محمد بن يحيى بن منده
وقال : كان صاحب ضياع وثروة ، أنفق على أهل [ ص: 598 ] العلم ثلاثمائة ألف درهم . أبو نعيم الحافظ
وقال ابن النجار : كان من الأئمة الثقات ، وذوي المروءات ، رحل إلى الشام ومصر والعراق .
أنبئت عن أبي المكارم اللبان ، أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، سمعت أبا محمد بن حيان ، سمعت أبا علي أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول : قال أحمد بن مهدي : جاءتني امرأة ببغداد ليلة ، فذكرت أنها من بنات الناس ، وأنها امتحنت بمحنة ، وأسألك بالله أن تسترني ، فقد أكرهت على نفسي ، وأنا حبلى ، وقلت : إنك زوجي فلا تفضحني . فنكبت عنها ، ومضيت . فلم أشعر حتى جاء إمام المحلة والجيران يهنئوني بالولد الميمون ، فأظهرت التهليل ، ووزنت في اليوم الثاني للإمام دينارين ، وقلت : أعطها نفقة ، فقد فارقتها ، وكنت أعطيها في كل شهر دينارين ، حتى أتى على ذلك سنتان ، فمات الطفل ، وجاءني الناس يعزونني ، فكنت أظهر لهم التسليم والرضى ، فجاءتني بعد أيام بالدنانير فردتها ودعت لي ، فقلت : هذا الذهب كان صلة للولد ، وقد ورثتيه ، وهو لك .
توفي في سنة اثنتين وسبعين ومائتين .