صفوان بن أمية ( م ، 4 ) 
ابن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب  [ ص: 563 ] بن لؤي بن غالب ، القرشي الجمحي المكي . 
أسلم بعد الفتح ، وروى أحاديث ، وحسن إسلامه ، وشهد اليرموك  أميرا على كردوس   . 
ويقال : إنه وفد على معاوية  ، وأقطعه زقاق صفوان   . 
حدث عنه : ابنه عبد الله  ، وابن أخته حميد   .  وسعيد بن المسيب   .  وطاوس  ،  وعبد الله بن الحارث بن نوفل  ،  وعطاء بن أبي رباح   ; وجماعة . 
وكان من كبراء قريش   . قتل أبوه مع أبي جهل   . 
مالك  ، عن ابن شهاب  ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان   : أن صفوان   - يعني جده- قيل له : من لم يهاجر هلك . فقدم المدينة  ، فنام في المسجد ، وتوسد رداءه ، فجاء سارق ، فأخذه . فأخذ صفوان  السارق ، فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأمر به أن يقطع . فقال صفوان   : إني لم أرد هذا ، هو عليه صدقة ، قال : فهلا قبل أن تأتيني به  .  [ ص: 564 ] 
محمد بن أبي حفصة  ، عن الزهري  ، عن صفوان بن عبد الله  ، عن أبيه ، قال - يعني أباه- : أتيت ، فقلت : يا رسول الله ، من لم يهاجر هلك ؟ قال : لا ، يا أبا وهب ، فارجع إلى أباطح مكة   . 
قلت : ثبت قوله ، صلى الله عليه وسلم : لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية  . 
وخرج الترمذي  من حديث ابن عمر  ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أحد   : اللهم العن أبا سفيان   ! اللهم العن الحارث بن هشام   ! اللهم العن صفوان بن أمية   ! . 
فنزلت : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم  فتاب عليهم ، فأسلموا ، فحسن إسلامهم  . 
قلت : أحسنهم إسلاما الحارث   . 
وروى الزهري  ، عن بعض آل عمر   ، عن عمر   : أنه لما كان يوم الفتح ، أرسل رسول الله إلى صفوان بن أمية  ، وأبي سفيان  ، والحارث بن  [ ص: 565 ] هشام   . قال عمر   : فقلت : لئن أمكنني الله منهم ، لأعرفنهم . حتى قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : مثلي ومثلكم ، كما قال يوسف  لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم  فانفضخت حياء من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم  . 
مالك  ، عن ابن شهاب   : بلغه أن نساء كن أسلمن ، وأزواجهن كفار ، منهن بنت الوليد بن المغيرة  ، وكانت تحت صفوان بن أمية  ، فأسلمت يوم الفتح ، وهرب هو . فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن عمه بردائه أمانا لصفوان  ، ودعاه إلى الإسلام وأن يقدم ، فإن رضي أمرا ; وإلا سيره شهرين . 
فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم- ناداه على رءوس الناس : يا محمد  ، هذا جاءني بردائك ، ودعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت ، وإلا سيرتني شهرين . فقال : انزل أبا وهب   . فقال : لا والله حتى تبين لي . قال : لك تسيير أربعة أشهر . 
فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبل هوازن  بحنين   ; فأرسل إلى صفوان  يستعيره أداة وسلاحا كان عنده . فقال : طوعا أو كرها ؟ قال : لا ، بل طوعا . 
ثم خرج معه كافرا ، فشهد حنينا  والطائف  كافرا ، وامرأته مسلمة ; فلم يفرق بينهما حتى أسلم ، واستقرت عنده بذلك النكاح  . 
وفي " مغازي " ابن عقبة   : فر صفوان  عامدا للبحر ، وأقبل عمير بن وهب بن خلف  ، إلى رسول الله ، فسأله أمانا لصفوان  ، وقال : قد هرب ،  [ ص: 566 ] وأخشى أن يهلك ، وإنك قد أمنت الأحمر والأسود . قال : أدرك ابن عمك فهو آمن  . 
وعن ابن الزبير   : أن صفوان  أعار النبي - صلى الله عليه وسلم- مائة درع بأداتها ، فأمره رسول الله بحملها إلى حنين  ، إلى أن رجع النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى الجعرانة   . 
فبينا هو يسير ينظر إلى الغنائم ، ومعه صفوان  ، فجعل ينظر إلى شعب ملأى نعما وشاء ورعاء ; فأدام النظر ، ورسول الله يرمقه ، فقال : أبا وهب  ، يعجبك هذا ؟ قال : نعم . قال : هو لك . فقال : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  عبده ورسوله  . 
وروى الواقدي  ، عن رجاله : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- استقرض من صفوان بن أمية  بمكة  خمسين ألفا فأقرضه  . 
شريك  ، عن عبد العزيز بن رفيع  ، عن  ابن أبي مليكة  ، عن أمية بن صفوان  ، عن أبيه ، أن النبي استعار منه أدرعا ، فهلك بعضها . فقال : إن شئت ، غرمتها لك ؟ قال : لا ، أنا أرغب في الإسلام من ذلك  .  [ ص: 567 ] 
الزهري  ، عن ابن المسيب  ، عن صفوان  ، قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فأعطاني ، فما زال يعطيني ، حتى إنه لأحب الخلق إلي  . 
وعن  أبي الزناد  ، قال : اصطف سبعة يطعمون الطعام ، وينادون إليه كل يوم : عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة  ، وآباؤه . 
وقيل : كان إلى صفوان  الأزلام في الجاهلية ، وكان سيد بني جمح   . 
وقال أبو عبيدة   : قالوا : إن صفوان بن أمية  قنطر في الجاهلية ، إلى أن صار له قنطار من الذهب ، وكذلك أبوه . 
قال الهيثم  ، والمدائني   : توفي سنة إحدى وأربعين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					