تمتام
الإمام ، المحدث ، الحافظ ، المتقن أبو جعفر ، محمد بن غالب [ ص: 391 ] ابن حرب ، الضبي البصري ، التمار التمتام ، نزيل بغداد .
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة .
وسمع : أبا نعيم ، ومسلم بن إبراهيم ، ، والقعنبي ، وعفان بن مسلم وعبد الصمد بن النعمان ، وأبا حذيفة النهدي ، وعمرو بن مرزوق ، ، ومسددا ، وطبقتهم . والحوضي
حدث عنه : أبو جعفر بن البختري ، وإسماعيل الصفار ، وعثمان بن السماك ، وأبو سهل القطان ، وابن كوثر البربهاري ، وأبو بكر الشافعي ، وخلق كثير .
قال : ثقة مأمون ، إلا أنه كان يخطئ . وقال في موضع آخر : ثقة ، مجود ، سمعت الدارقطني أبا سهل بن زياد ، سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب ، عن الوركاني ، عن حماد الأبح ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن عمران بن حصين : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : شيبتني هود وأخواتها إنه حديث موضوع .
قلت : يريد : موضوع السند لا المتن .
[ ص: 392 ] قال أبو سهل : فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي - موسى عنده- والمجلس غاص بأهله ، فدخل محمد بن غالب ، فلما بصر به إسماعيل ، قال : إلي يا أبا جعفر إلي ، ووسع له معه على السرير .
فلما جلس ، أخرج كتابا ، فقال أيها القاضي ! تأمله ، وعرض عليه الحديث ، وقال : أليس الجزء كله بخط واحد ؟ قال : نعم . قال : هل ترى شيئا على الحاشية ؟ قال : لا . قال : فترضى هذا الأصل ؟ قال : إي والله . قال : فلم أوذى وينكر علي ؟ فصاح موسى بن هارون ، وقال : الحديث موضوع .
قال : فحدث به محمد بن غالب بحضرة القاضي ، وهو ساكت ، وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه .
وفي رواية أخرى قال : فقال الدارقطني إسماعيل القاضي : ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة ، فلو تركته لم يضرك . قال : لا أرجع عما في أصلي .
قال : كان يتقى لسان الدارقطني تمتام .
والصواب : أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين مرفوعا : لا طاعة لمخلوق . . . وحدث على أثره الأبح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس : . شيبتني هود
قلت : مات في شهر رمضان ، سنة ثلاث وثمانين ومائتين وله تسعون عاما .
[ ص: 393 ] وقع لنا حديثه كثيرا ، وبالإجازة في " الغيلانيات " .