[ ص: 443 ] الأبار
الحافظ ، المتقن ، الإمام الرباني ، أبو العباس ، أحمد بن علي بن مسلم الأبار ، من علماء الأثر ببغداد .
حدث عن : مسدد بن مسرهد ، ومحمد بن المنهال ، ، وعلي بن الجعد ، وأمية بن بسطام ، وهدبة وإبراهيم بن هشام الغساني ، ويحيى الحماني ، وعلي بن عثمان اللاحقي ، ، وشيبان بن فروخ ، ودحيم ، وطبقتهم وهشام بن عمار بالشام والعراق وخراسان . وجمع وصنف وأرخ
حدث عنه : يحيى بن صاعد ، وأبو بكر النجاد ، ودعلج السجزي ، وأبو سهل بن زياد ، أبو بكر القطيعي ، وجعفر الخلدي ، وخلق . قال الخطيب : كان ثقة حافظا متقنا ، حسن المذهب .
وقال : كان جعفر الخلدي الأبار من أزهد الناس ، استأذن أمه في الرحلة إلى قتيبة ، فلم تأذن له ، ثم ماتت ، فخرج إلى خراسان ، ثم وصل إلى بلخ وقد مات قتيبة ، فكانوا يعزونه على هذا ، فقال : هذا ثمرة العلم ، إني اخترت رضى الوالدة .
[ ص: 444 ] وقال أبو سهل بن زياد : سمعت أحمد الأبار يقول : بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
وقال أحمد بن جعفر بن سلم : سمعت الأبار يقول : كنت بالأهواز ، فرأيت رجلا قد حف شاربه -وأظنه قال : قد اشترى كتبا وتعين للفتيا- فذكر له أصحاب الحديث ، فقال : ليسوا بشيء ، وليس يسوون شيئا . فقلت : أنت لا تحسن تصلي . قال : أنا ؟ قلت : نعم ، أيش تحفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا افتتحت ورفعت يديك ؟ فسكت قلت : فما تحفظ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سجدت ؟ فسكت ، فقلت ألم أقل : إنك لا تحسن تصلي ؟ فلا تذكر أصحاب الحديث .
قال الخطيب : توفي الأبار يوم النصف من شعبان ، سنة تسعين ومائتين .
قلت : عاش نيفا وثمانين سنة . وله تاريخ مفيد رأيته . وقد وثقه ، وجمع حديث الدارقطني الزهري .