الإمام ، شيخ الإسلام ، فقيه العراقين أبو العباس ، أحمد بن عمر بن سريج البغدادي ، القاضي الشافعي ، صاحب المصنفات .
ولد سنة بضع وأربعين ومائتين وسمع في الحداثة ، ولحق أصحاب سفيان بن عيينة ، . فسمع من : ووكيع تلميذ الحسن بن محمد الزعفراني ، ومن الشافعي علي بن إشكاب ، ، وأحمد بن منصور الرمادي وعباس بن محمد الدوري ، وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ، وعباس بن عبد الله الترقفي ، ، وأبي داود السجستاني ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، والحسن بن مكرم وحمدان بن علي الوراق ، ومحمد بن عمران الصائغ ، وأبي عوف البزوري ، وعبيد بن شريك البزار ، وطبقتهم .
وتفقه بأبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي الشافعي ، صاحب المزني ، وبه انتشر مذهب ، الشافعي ببغداد ، وتخرج به الأصحاب .
وحدث عنه : ، أبو القاسم الطبراني وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه ، وأبو أحمد بن الغطريف الجرجاني ، وغيرهم .
[ ص: 202 ] يقع لي من عالي روايته في الغطريفي .
أخبرنا عمر بن عبد المنعم : أنبأنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا علي بن عبد السلام ، أخبرنا الإمام أبو إسحاق في " طبقات الفقهاء " قال : كان يقال : لابن سريج الباز الأشهب . ولي القضاء بشيراز ، وكان يفضل على جميع أصحاب ، حتى على الشافعي المزني . وإن فهرست كتبه كان يشتمل على أربع مائة مصنف ، وكان الشيخ يقول : نحن نجري مع أبو حامد الإسفراييني أبي العباس في ظواهر الفقه دون دقائقه تفقه على أبى القاسم الأنماطي ، وأخذ عنه خلق ، ومنه انتشر المذهب .
وقال أبو علي بن خيران : سمعت أبا العباس بن سريج يقول : رأيت كأنما مطرنا كبريتا أحمر ، فملأت أكمامي وحجري ، فعبر لي : أن أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر .
وقال أبو الوليد الفقيه : سمعت ابن سريج يقول : قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح ، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام .
وقال سمعت الحاكم حسان بن محمد يقول : كنا في مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة ، فقام إليه شيخ من أهل العلم فقال : أبشر أيها القاضي ، فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد -يعني للأمة- أمر دينها وإن الله تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز ، وبعث [ ص: 203 ] على رأس المائتين وبعثك على رأس الثلاثمائة ، ثم أنشأ يقول : محمد بن إدريس الشافعي ،
اثنان قد ذهبا فبورك فيهما عمر الخليفة ثم حلف السؤدد الشافعي الألمعي محمد
إرث النبوة وابن عم محمد أبشر أبا العباس إنك ثالث
من بعدهم سقيا لتربة أحمد
قلت : وقد كان على رأس الأربعمائة الشيخ ، وعلى رأس الخمسمائة أبو حامد الإسفراييني ، وعلى رأس الستمائة أبو حامد الغزالي الحافظ عبد الغني ، وعلى رأس السبعمائة شيخنا أبو الفتح ابن دقيق العيد .
وإن جعلت " من يجدد " لفظا يصدق على جماعة -وهو أقوى- فيكون على رأس المائة عمر بن عبد العزيز خليفة الوقت ، ، والقاسم بن محمد والحسن البصري ، ، ومحمد بن سيرين وأبو قلابة ، وطائفة . وعلى رأس المائتين مع الشافعي ، يزيد بن هارون ، وأبو داود الطيالسي وأشهب الفقيه ، وعدة . وعلى رأس الثلاثمائة مع ابن سريج ، أبو عبد الرحمن النسائي ، وطائفة . والحسن بن سفيان
وممن مات في سنة ست مسند بغداد أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، وشيخ الصوفية أبو عبد الله بن الجلاء أحمد بن يحيى [ ص: 204 ] بالشام ، والمحدث حاجب بن أركين الفرغاني ، والحافظ عبدان بن أحمد بن موسى الأهوازي ، والمحدث علي بن إسحاق بن زاطيا المخرمي ، والقاضي محمد بن خلف وكيع الأخباري ، ومحدث قزوين أبو عبد الله محمد بن مسعود بن الحارث الأسدي ، ومفتي الشافعية بمصر أبو الحسن منصور بن إسماعيل الضرير .
أخبرنا أبو محمد بن أبي عمر إذنا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا أحمد بن محمد ، ومحمد بن عبد الباقي ، قالا : أخبرنا ، أخبرنا طاهر بن عبد الله أبو أحمد محمد بن أحمد ، حدثنا أبو العباس بن سريج ، حدثنا علي بن إشكاب ، حدثنا أبو بدر ; حدثنا عمر بن ذر ، حدثنا أبو الرصافة الباهلي من أهل الشام : أن أبا أمامة حدث عن رسول الله قال : . ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيتوضأ عندها ، فيحسن الوضوء ، ثم يصلي فيحسن الصلاة إلا غفر الله له بها ما كان بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه .
وبه : حدثنا ابن سريج : حدثنا الزعفراني ، حدثنا ، حدثنا وكيع الثوري ، عن ربيعة الرأي ، عن يزيد مولى المنبعث ، عن زيد بن خالد ، قال : . سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة ؟ فقال : عرفها سنة ، فإن جاء صاحبها وإلا فاستنفقها