[ ص: 392 ] القرميسيني
شيخ الصوفية أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان ، القرميسيني زاهد الجبل .
صحب
إبراهيم الخواص ،
ومحمد بن إسماعيل المغربي .
وحدث عن :
علي بن الحسن بن أبي العنبر .
روى عنه : الفقيه
أبو زيد المروزي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14333ومحمد بن عبد الله الرازي ،
ومحمد بن محمد بن ثوابة ، وغيرهم ، وساح
بالشام وغيرها .
سئل
عبد الله بن منازل الزاهد عنه ، فقال : هو حجة الله على الفقراء وأهل المعاملات والآداب .
وعن
إبراهيم ، قال : من أراد أن يتعطل ويتبطل ، فليلزم الرخص .
[ ص: 393 ] وقال : علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية ، وصحة العبودية ، وما كان غير هذا فهو من المغالطة والزندقة .
قلت : صدقت والله ; فإن الفناء والبقاء من ترهات الصوفية ، أطلقه بعضهم ، فدخل من بابه كل إلحادي وكل زنديق ، وقالوا : ما سوى الله باطل فان ، والله -تعالى- هو الباقي ، وهو هذه الكائنات ، وما ثم شيء غيره .
ويقول شاعرهم : وما أنت غير الكون بل أنت عينه ويقول الآخر : وما ثم إلا الله ليس سواه . فانظر إلى هذا المروق والضلال ; بل كل ما سوى الله محدث موجود . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام .
وإنما أراد قدماء الصوفية بالفناء نسيان المخلوقات وتركها ، وفناء النفس عن التشاغل بما سوى الله ، ولا يسلم إليهم هذا أيضا ، بل أمرنا الله ورسوله بالتشاغل بالمخلوقات ورؤيتها والإقبال عليها ، وتعظيم خالقها ، وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=101قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني .
[ ص: 394 ] وقال عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881337حبب إلي النساء والطيب .
وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881338كأنك علمت حبنا للحم .
وكان يحب
عائشة ، ويحب أباها ، ويحب
أسامة ، ويحب سبطيه ويحب الحلواء والعسل ، ويحب
جبل أحد ، ويحب وطنه ، ويحب
الأنصار ، إلى أشياء لا تحصى مما لا يغني المؤمن عنها قط .
توفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة .
[ ص: 392 ] الْقِرْمِيسِينِيُّ
شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ ، الْقِرْمِيسِينِيُّ زَاهِدُ الْجَبَلِ .
صَحِبَ
إِبْرَاهِيمَ الْخَوَاصَّ ،
وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمَغْرِبِيَّ .
وَحَدَّثَ عَنْ :
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْعَنْبَرِ .
رَوَى عَنْهُ : الْفَقِيهُ
أَبُو زَيْدٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14333وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابَةَ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَسَاحَ
بِالشَّامِ وَغَيْرِهَا .
سُئِلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنَازِلَ الزَّاهِدُ عَنْهُ ، فَقَالَ : هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمُعَامَلَاتِ وَالْآدَابِ .
وَعَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَعَطَّلَ وَيَتَبَطَّلَ ، فَلْيَلْزَمِ الرُّخَصَ .
[ ص: 393 ] وَقَالَ : عِلْمُ الْفَنَاءِ وَالْبَقَاءِ يَدُورُ عَلَى إِخْلَاصِ الْوَحْدَانِيَّةِ ، وَصِحَّةِ الْعُبُودِيَّةِ ، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مِنَ الْمُغَالَطَةِ وَالزَّنْدَقَةِ .
قُلْتُ : صَدَقْتُ وَاللَّهِ ; فَإِنَّ الْفَنَاءَ وَالْبَقَاءَ مِنْ تُرَّهَاتِ الصُّوفِيَّةِ ، أَطْلَقَهُ بَعْضُهُمْ ، فَدَخَلَ مِنْ بَابِهِ كُلُّ إِلْحَادِيٍّ وَكُلُّ زِنْدِيقٍ ، وَقَالُوا : مَا سِوَى اللَّهِ بَاطِلٌ فَانٍ ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- هُوَ الْبَاقِي ، وَهُوَ هَذِهِ الْكَائِنَاتُ ، وَمَا ثَمَّ شَيْءٌ غَيْرُهُ .
وَيَقُولُ شَاعِرُهُمْ : وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الْكَوْنِ بَلْ أَنْتَ عَيْنُهُ وَيَقُولُ الْآخَرُ : وَمَا ثَمَّ إِلَّا اللَّهُ لَيْسَ سِوَاهُ . فَانْظُرْ إِلَى هَذَا الْمُرُوقِ وَالضَّلَالِ ; بَلْ كُلُّ مَا سِوَى اللَّهِ مُحْدَثٌ مَوْجُودٌ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ .
وَإِنَّمَا أَرَادَ قُدَمَاءُ الصُّوفِيَّةِ بِالْفَنَاءِ نِسْيَانَ الْمَخْلُوقَاتِ وَتَرْكَهَا ، وَفَنَاءَ النَّفْسِ عَنِ التَّشَاغُلِ بِمَا سِوَى اللَّهِ ، وَلَا يُسَلَّمُ إِلَيْهِمْ هَذَا أَيْضًا ، بَلْ أَمَرَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالتَّشَاغُلِ بِالْمَخْلُوقَاتِ وَرُؤْيَتِهَا وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهَا ، وَتَعْظِيمِ خَالِقِهَا ، وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=101قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي .
[ ص: 394 ] وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881337حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ .
وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881338كَأَنَّكَ عَلِمْتَ حُبَّنَا لِلَّحْمِ .
وَكَانَ يُحِبُّ
عَائِشَةَ ، وَيُحِبُّ أَبَاهَا ، وَيُحِبُّ
أُسَامَةَ ، وَيُحِبُّ سِبْطَيْهِ وَيُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ ، وَيُحِبُّ
جَبَلَ أُحُدٍ ، وَيُحِبُّ وَطَنَهُ ، وَيُحِبُّ
الْأَنْصَارَ ، إِلَى أَشْيَاءَ لَا تُحْصَى مِمَّا لَا يُغْنِي الْمُؤْمِنُ عَنْهَا قَطُّ .
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ .