وهب بن مسرة
ابن مفرج بن بكر أبو الحزم ، التميمي الأندلسي الحجاري المالكي الحافظ ، صاحب التصانيف .
ولد في حدود الستين ومائتين .
وسمع بقرطبة من محمد بن وضاح الحافظ ، ومن عبيد الله بن يحيى بن يحيى ، وأحمد بن الراضي ، وأبي عثمان الأعناقي ، وقد سمع بوادي الحجارة -مدينة صارت للعدو- من محمد بن عزرة ، وأبي وهب بن أبي نخيلة .
وقد حدث بمسند ابن أبي شيبة ، عن ابن وضاح .
وكان رأسا في الفقه ، بصيرا بالحديث ورجاله مع ورع وتقوى ، دارت الفتيا عليه ببلده ، وله تواليف وأوضاع ، أحضروه إلى قرطبة ، وأخرجت إليه [ ص: 557 ] أصول ابن وضاح التي سمعها منه ، فسمعت عليه ، وسمع منه عالم عظيم ، وازدحموا عليه .
أخذ عنه : أبو محمد القلعي ، وأبو عبد الرحيم أحمد بن العجوز ومحمد بن علي بن الشيخ ، وأبو عمر أحمد بن الجسور ، وأحمد بن القاسم التاهرتي ، وحمل الحافظان ابن عبد البر ، وابن حزم عن أصحابه ، وقد كان منه هفوة في القول بالقدر ، نسأل الله السلامة .
وقال أبو الوليد بن الفرضي : ترك لأنه كان يدعو إلى بدعة وهب بن مسرة .
ومما نقل عن ابن مسرة أنه كان يقول : ليست الجنة التي أخرج منها أبونا آدم بجنة الخلد ، بل جنة في الأرض .
فهذا تنطع وتعمق مرذول .
[ ص: 558 ] قال الطلمنكي في رده على الباطنية : ابن مسرة ادعى النبوة ، وزعم أنه سمع الكلام ، فثبت في نفسه أنه من عند الله .
قلت : ليس هذا من قبيل ادعاء النبوة ; بل من قبيل الغلط والجهل .
توفي ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة .