[ ص: 240 ] الحجاجي 
الإمام الحافظ الناقد المقرئ المجود شيخ خراسان  أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج الحجاجي النيسابوري ، صدر المقرئين والمحدثين . 
مولده في سنة خمس وثمانين ومائتين . 
وسمع ببغداد  من عمر بن أبي غيلان  ، ومحمد بن جرير  ، والباغندي  ، والبغوي  ، وطبقتهم . وبنيسابور  أبا بكر بن خزيمة  ، وأبا العباس الثقفي  ، وأقرانهما ، وبالري   أحمد بن جعفر  وطبقته ، وبمصر  علان بن الصيقل  ، ونحوه ، وبالشام  أبا الجهم بن طلاب  ، وأبا الحسن بن جوصا  ، ومحمد بن يوسف الهروي  ، وبالجزيرة  أبا عروبة الحراني  ، وبالكوفة  علي بن العباس المقانعي  والموجودين . 
وجمع وصنف ، وصحح وعلل ، وبعد صيته . 
حدث عنه : أبو علي الحافظ  ، وأبو بكر بن المقرئ  ، وهما أكبر منه قليلا ،  وأبو عبد الله بن منده  ،  وأبو عبد الله الحاكم  ، وأبو حازم العبدوي  ،  وأبو بكر البرقاني  ، وطائفة سواهم . 
قال  الحاكم   : هو أبو الحسين الحجاجي  ، ذكرت في " تاريخ النيسابوريين " مناقب جدهم إسماعيل بن الحجاج  ، وكان من أصحاب إسحاق الحنظلي  ، وذكرت مناقب يعقوب بن إسماعيل  ، وكان من أصحاب محمد بن يحيى الذهلي  ، واسم جدهم الحجاج بن الجراح   . 
 [ ص: 241 ] قال : فأما أبو الحسين  فإنه كان من الصالحين المجتهدين بالعبادة ، قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد  ، ثم سرد شيوخه ، ثم قال : صنف العلل والشيوخ والأبواب ، وكان يمتنع وهو كهل عن الرواية ، فلما بلغ الثمانين لازمه أصحابنا الليل والنهار ، حتى سمعوا كتاب " العلل " وهو نيف وثمانون جزءا ، والشيوخ وسائر المصنفات ، صحبته نيفا وعشرين سنة بالليل والنهار ، فما أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة ، وكنت أسمع أبا علي الحافظ  غير مرة ، يقول : " لم يجئ عفان   " و " قلت لعفان   " " وقال لي عفان   " يريد به أبا الحسين  ، يلقبه بذلك لحفظه وإتقانه وفهمه ، ولعمري إنه عفان  ، فإن فهمه كان يزيد على حفظه . 
وحدثنا أبو علي الحافظ  في مجلس إملائه قال : حدثني أبو الحسين بن يعقوب  وهو أثبت من حدثتكم عنه اليوم ، أخبرنا الأصبغ بن خالد القرقساني  أن عثمان بن يحيى القرقساني  حدثهم ، حدثنا مؤمل  ، حدثنا إبراهيم بن يزيد  ، أخبرنا  عمرو بن دينار  ، عن عمرو بن شعيب  ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ما غبطت نفسي بمجلس ساعة كمجلس جلسته إلى حجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتظر لصلاة الصبح ، ورهط بناحية يمترون في القرآن ، حتى علت أصواتهم ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مغضبا ، فقال في طرف ثوبه على وجهه : يا أيها الناس إنما هلكت الأمم قبلكم على مثل هذا ، وإنما نزل الكتاب يصدق بعضه بعضا ، ولم ينزل يكذب بعضه بعضا ، فما استنص لكم منه فاعرفوه ، وما اشتبه عليكم فردوا علمه إلى الله عز وجل  . 
 [ ص: 242 ] قال  الحاكم   : ثم سألت أبا الحسين  عنه ، فحدثني به . وقال  الحاكم  أيضا في " تاريخه " : أبو الحسين الحجاجي  ، العبد الصالح الصدوق الثبت ، كان يمتنع عن الرواية وهو كهل ، وسمعت أبا علي الحافظ  يقول : ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين   . 
قال  الحاكم   : توفي في خامس ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة . 
أخبرنا الحسن بن علي  ، أخبرنا عبد الله بن اللتي  ، أخبرنا أبو الوقت  ، أخبرنا أبو إسماعيل  ، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ  ، أخبرنا محمد بن محمد الحجاجي  ، أخبرنا سعيد بن هاشم  ، حدثنا  دحيم  ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة  ، حدثنا صدقة  ، عن الأوزاعي  ، عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم  . 
أخبرنا بلال المغيثي  بمصر  ، أخبرنا عبد الوهاب بن رواج  ، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ  ، أخبرنا القاسم بن الفضل  ، حدثنا محمد بن الحسين السلمي  إملاء ، حدثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ  ، حدثنا أيوب  [ ص: 243 ] بن سليمان البزاز  ، حدثنا جعفر بن نوح  ، حدثنا محمد بن عيسى ابن الطباع  ، حدثنا عبثر بن القاسم  ، عن العلاء بن ثعلبة  ، عن طاوس  ، عن واثلة بن الأسقع  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك  . 
هذا حديث غريب تفرد به العلاء  هذا ، وهو مجهول . 
وممن مات معه في سنة ثمان وستين مسند الوقت أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي  ببغداد  ، وشيخ النحو أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي  ، ومسند دمشق  أبو علي الحسين بن أبي الزمزام الفرضي  ، والحافظ أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني ، الآبندوني   . 
ومقرئ بغداد  أبو القاسم عبد الله بن الحسن ابن النخاس  بمعجمة ، والقاضي عيسى بن حامد الرخجي  ، ببغداد  ، والمعمر محمد بن عبيدون الأندلسي  آخر من روى عن  محمد بن وضاح  ، وراوي صحيح مسلم  أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي  ، بنيسابور  ، والمسند أبو حاتم محمد بن يعقوب بن إسحاق الهروي  ، وصاحب الموصل  أبو تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة بن حمدان التغلبي   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					