الوزير الكبير العلامة ، الصاحب أبو القاسم ، إسماعيل بن عباد بن [ ص: 512 ] عباس الطالقاني الأديب الكاتب ، وزير الملك مؤيد الدولة بويه بن ركن الدولة .
صحب الوزير أبا الفضل بن العميد ، ومن ثم شهر بالصاحب .
وسمع من أبي محمد بن فارس بأصبهان ، ومن ، وطائفة أحمد بن كامل القاضي ببغداد .
روى عنه أبو العلاء محمد بن حسول ، وعبد الملك بن علي الرازي ، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني ، وأبو الطيب الطبري ، وأبو بكر بن المقرئ شيخه .
وله تصانيف منها في اللغة " المحيط " سبعة أسفار ، و " الكافي " في الترسل ، وكتاب " الإمامة " ، وفيه مناقب الإمام علي ، ويثبت فيه إمامة من تقدمه .
وكان شيعيا معتزليا مبتدعا ، تياها صلفا جبارا ، قيل : إنه ذكر له ، فقال : ومن البخاري ؟ ! ! حشوي لا يعول عليه . البخاري
وقد نكب ونفي ، ثم رد إلى الوزارة ، ودام فيها ثماني عشرة سنة .
وافتتح خمسين قلعة لمخدومه فخر الدولة .
وقد طول ابن النجار ترجمته .
وكان فصيحا متقعرا ، يتعانى وحشي الألفاظ في خطابه ، ويمقت التيه ، [ ص: 513 ] ويتيه ويغضب إذا ناظر . قال مرة لفقيه : أنت جاهل بالعلم ، ولذلك سود الله وجهك .
وله كتاب " الوزراء " ، وكتاب " الكشف عن مساوئ شعر المتنبي " ، وكتاب " الأسماء الحسنى " .
وهو القائل
رق الزجاج ورقت الخمر وتشابها فتشاكل الأمر فكأنما خمر ولا قدح
وكأنما قدح ولا خمر
ومرض بالإسهال ، فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جنبه عشرة دنانير للغلام . ولما عوفي تصدق بخمسين ألف دينار .
وقيل : إن صاحب ما وراء النهر نوح بن منصور كتب إليه يستدعيه ليوليه وزارته ، فاعتل بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة أربعمائة جمل ، فما الظن بما يليق به من التجمل .
وكان قد لقب كافي الكفاة .
مات بالري ، ونقل إلى أصبهان ، ولما أبرز تابوته ضج الخلق بالبكاء .
[ ص: 514 ] يقال : إنه قال : ثلاثة خجلوني : البندهي حضر المجلس ، فقدمت فواكه ، منها مشمش فائق ، فأكل وأمعن ، فقلت : إنه ملطخ المعدة ، فقال : لا يعجبني الرئيس إذا تطبب . والفرندي قال - وقد جئت من دار السلطنة وأنا ضجر - : من أين أقبل مولانا ؟ قلت : من لعنة الله ، قال : رد الله غربة مولانا .
والثالث المافروخي أيام حسنه داعبته ، فقلت : رأيتك تحتي ، قال : مع ثلاثة مثلي .
وللبستي في الصاحب :
يا من أعاد رميم الملك منشورا وضم بالرأي أمرا كان منشورا
أنت الوزير وإن لم تؤت منشورا والملك بعدك إن لم يؤتمن شورى
ووزر أبوه لركن الدولة .