السكن ابن جميع
وكان السكن يكنى أبا محمد . [ ص: 157 ]
روى عن : أبيه ، وعن جده ، وعن جده الآخر المعمر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان ، ويوسف بن القاسم الميانجي ، وأحمد بن عطاء الروذباري ، وجماعة .
وعمر دهرا كأبيه .
حدث عنه : محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري ، وعلي بن بكار الصوري ، وجماعة ، وبالإجازة الفقيه نصر المقدسي ، وأبو الحسن بن الموازيني ، حكى عنه منجى بن سليم الكاتب قال : مكثت ستة أشهر ما شربت الماء .
وقال : سمعت " الموطأ " من جدي سنة سبع وخمسين ، ولي الآن سبع وثمانون سنة ، وقد سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة ، وكذا سرد الصوم أبي وجدي .
مات السكن في يوم عيد الفطر سنة سبع وثلاثين وأربعمائة بصيدا ، وما زال بلد صيدا دار إسلام إلى أن استولى عليه الفرنج في حدود الخمسمائة ، فدام بأيديهم دهرا إلى أن افتتحه السلطان الملك الأشرف صلاح الدين سنة تسعين وستمائة وأخرب حصنه .
ومات مع ابن جميع في سنة اثنتين وأربعمائة شيخ همذان أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تركان التميمي الخفاف وله رحلة سمع فيها من أبي سهل بن زياد ، والوزير البليغ المنشئ أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب اليزيدي الأندلسي والد الفقيه أبي [ ص: 158 ] محمد ، والإمام أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن مسور السوسنجردي البغدادي ومحدث الأندلس أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن شنظير الطليطلي صاحب الحافظ أبي جعفر بن ميمون ، ويقال لهما : الصاحبان . لكونهما في الحفظ والطلب معا كفرسي رهان ، ماتا كهلين ، وكان أبو إسحاق عابدا متبتلا قانتا لله ، داعية إلى السنن . وأبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان مقرئ مصر ، والقدوة الزاهد طاهر بن عبد الله بن عمر بن ماهلة الهمذاني ، حدث عن الكبار ، وقاضي قرطبة العلامة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس المالكي الحافظ ، وزاهد بغداد أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني العابد ، والمحدث علي بن أحمد بن محمد السامري الرفاء صاحب الهاشمي ، وإمام جامع دمشق أبو الحسن علي بن داود الداراني المقرئ الزاهد ، والعلامة ، وطائفة ذكرتهم في هذا الكتاب .
أبو الحسين بن اللبان الفرضي