عميد الجيوش
الأمير الوزير ، أبو علي ، الحسين بن أبي جعفر . كان أبوه الأمير أبو
[ ص: 231 ] جعفر حاجبا
لعضد الدولة .
وخدم
أبو علي بهاء الدولة فاستنابه على
العراق ، فقدمها في سنة 396 والفتن ثائرة بها ، فضبط
العراق بأتم سياسة ، وأباد
الحرامية ، وقتل عدة ، وأبطل مآتم عاشوراء ، وأمر مملوكا له بالمسير في محال
بغداد وعلى يده صينية مملوءة دنانير ، ففعل ، فما تعرض له أحد لا في الليل ولا في النهار . ومات نصراني تاجر من
مصر ، وخلف أموالا ، فأمر بحفظها حتى جاء الورثة من مصر ، فتسلموها .
وكان مع فرط هيبته ذا عدل وإنصاف ، ولي
العراق تسع سنين سوى أشهر .
وفيه يقول
الببغا :
سألت زماني : بمن أستغيث فقال : استغث بعميد الجيوش .
. . القصيدة .
توفي سنة إحدى وأربعمائة ، وولي بعده
فخر الملك .
عَمِيدُ الْجُيُوشِ
الْأَمِيرُ الْوَزِيرُ ، أَبُو عَلِيٍّ ، الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ . كَانَ أَبُوهُ الْأَمِيرُ أَبُو
[ ص: 231 ] جَعْفَرٍ حَاجِبًا
لِعَضُدِ الدَّوْلَةِ .
وَخَدَمَ
أَبُو عَلِيٍّ بَهَاءَ الدَّوْلَةِ فَاسْتَنَابَهُ عَلَى
الْعِرَاقِ ، فَقَدِمَهَا فِي سَنَةِ 396 وَالْفِتَنُ ثَائِرَةٌ بِهَا ، فَضَبَطَ
الْعِرَاقَ بِأَتَمِّ سِيَاسَةٍ ، وَأَبَادَ
الْحَرَامِيَّةَ ، وَقَتَلَ عِدَّةً ، وَأَبْطَلَ مَآتِمَ عَاشُورَاءَ ، وَأَمَرَ مَمْلُوكًا لَهُ بِالْمَسِيرِ فِي مَحَالِّ
بَغْدَادَ وَعَلَى يَدِهِ صِينِيَّةٌ مَمْلُوءَةٌ دَنَانِيرَ ، فَفَعَلَ ، فَمَا تَعَرَّضَ لَهُ أَحَدٌ لَا فِي اللَّيْلِ وَلَا فِي النَّهَارِ . وَمَاتَ نَصْرَانِيٌّ تَاجِرٌ مِنْ
مِصْرَ ، وَخَلَّفَ أَمْوَالًا ، فَأَمَرَ بِحِفْظِهَا حَتَّى جَاءَ الْوَرَثَةُ مِنْ مِصْرَ ، فَتَسَلَّمُوهَا .
وَكَانَ مَعَ فَرْطِ هَيْبَتِهِ ذَا عَدْلٍ وَإِنْصَافٍ ، وَلِيَ
الْعِرَاقَ تِسْعَ سِنِينَ سِوَى أَشْهُرٍ .
وَفِيهِ يَقُولُ
الْبَبَّغَا :
سَأَلْتُ زَمَانِي : بِمَنْ أَسْتَغِيثُ فَقَالَ : اسْتَغِثْ بِعَمِيدِ الْجُيُوشِ .
. . الْقَصِيدَةَ .
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ
فَخْرُ الْمُلْكِ .