الوزير الأديب البليغ ، أبو القاسم ، الحسين بن الوزير علي بن الحسين بن محمد ، المصري ، المعروف بابن المغربي .
قتل أباه وعمه وإخوته ، فهرب هذا ونجا ، فأجاره أمير العرب الحاكم حسان بن مفرج الطائي ، فامتدحه ، وأخذ صلاته .
روى عن الوزير جعفر بن حنزابه .
وعنه : ولده عبد الحميد ، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي . [ ص: 395 ]
ووزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان .
وله نظم في الذروة ورأي ودهاء وشهرة وجلالة ، وكان جدهم يلقب بالمغربي لكونه خدم كاتبا على ديوان المغرب ، وأصله بصري .
وقد قصد أبو القاسم الوزير فخر الملك ، وتوصل إلى أن ولي الوزارة في سنة أربع عشرة وأربعمائة .
وله ترسل فائق وذكاء وقاد .
قال مهيار الشاعر وزر ابن المغربي ببغداد ، وتعظم وتكبر ، ورهبه الناس ، فانقبضت عن لقائه ، ثم عملت فيه قصيدتي البائية ، ودخلت ، فأنشدته ، فرفع طرفه إلي ، وقال : اجلس أيها الشيخ ! . فلما بلغت :
جاء بك الله على فترة بآية من يرها يعجب لم تألف الأبصار من قبلها
أن تطلع الشمس من المغرب
ومن نظم الوزير :
وكل امرئ يدري مواقع رشده ولكنه أعمى أسير هواه
[ ص: 396 ] هوى نفسه يعميه عن قبح عيبه وينظر عن حذق عيوب سواه
أرى الناس في الدنيا كراع تنكرت مراعيه حتى ليس فيهن مرتع
فماء بلا مرعى ومرعى بغير ما وحيث يرى ماء ومرعى فمسبع
وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي لسانا أمام المجد يبني ويهدم
وليس حليما من تقبل كفه فيرضى ، ولكن من تعض فيحلم
قال : ومات بميافارقين سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، فحمل تابوته إلى الكوفة بوصية منه ، فدفن بقرب المشهد . وكان شيعيا .