العالي بالله
إدريس بن يحيى بن علي بن حمود ، العلوي الإدريسي . أخرجته البربر من السجن ، وملكوه بعد مصرع نجا الخادم ، وبعد موت أخيه الحسن بن يحيى .
وكان العالي فيه رقة ورحمة ، لكنه قليل العقل ، يقرب السفهاء ، ولا يحجب عنهم خطاياه ، وكان سيئ التدبير ، فمالت البربر إلى محمد بن القاسم الإدريسي ، فملكوه بالجزيرة الخضراء ، ولقبوه بالمهدي ، وصارت الأندلس ضحكة ، بها أربعة كل واحد يدعى أمير المؤمنين في مسيرة أربع ليال ، ثم لم يتم أمر المهدي ، وفجأه الموت عن ثمان بنين . وقام بالجزيرة [ ص: 658 ] ابنه ، ولم يتلقب بالخلافة . وقام بعد القاسم بن محمد العالي ولده محمد ، ثم مات بمالقة سنة خمس وأربعين وأربعمائة في حياة أبيه ، ثم ردوا أباه إلى مالقة وغرناطة ، ثم قهرهم ملك إشبيلية المعتضد بن عباد ، وزالت دولة الإدريسية .