المعتضد
صاحب إشبيلية أبو عمرو ، عباد بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي الأندلسي ، ابن القاضي أبي القاسم .
حكم أبوه على إشبيلية مدة ، ومات في سنة 433 فقام عباد بعده ، وتلقب بالمعتضد بالله .
وكان شهما ، مهيبا ، شجاعا ، صارما ، جرى على قاعدة أبيه مدة ، ثم خوطب بأمير المؤمنين . قتل جماعة صبرا ، وصادر الكبار ، وتمكن . اتخذ في قصره خشبا جللها برءوس أمراء وكبار وكانوا يشبهونه بالمنصور ، لكن مملكة هذا سعة ستة أيام ، ومملكة أبي جعفر مسيرة ثمانية أشهر في عرض أشهر ، وقد هم ابنه بقتله فما تم له ، وسجنه أبوه ثم قتله ، ثم عهد بالملك إلى ابنه المعتمد محمد وكان جبارا عسوفا .
مات سنة أربع وستين وأربعمائة وقام بعده ابنه . [ ص: 257 ]
قيل : لما رأى ميل الكبار إلى خليفة مرواني أخبرهم بأن المؤيد بالله الذي زال ملكه سنة أربعمائة عنده ، وأحضر جماعة شهدوا له ، وقال : أنا حاجبه . وأمر بذكره على المنابر ، واستمر ذلك مدة إلى أن نعاه إلى الناس في سنة خمس وخمسين وأربعمائة . وزعم أنه عهد إليه بالخلافة . وهذا محال لا يروج أصلا ، ولو كان المؤيد حيا إلى حين نعاه ، لكان ابن مائة عام وزيادة .
وقيل : إن طاغية الفرنج سم المعتضد في ثياب أهداها له .