مسروق ( ع )
ابن الأجدع ، الإمام ، القدوة ، العلم ، أبو عائشة الوادعي ، الهمداني ، الكوفي . وهو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان بن معمر ، ويقال : سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله [ ص: 64 ] بن وادعة بن عمر بن عامر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان .
قال أبو بكر الخطيب : يقال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا . وأسلم أبوه الأجدع .
حدث هو عن أبي بن كعب ، وعمر ، وعن -إن صح- وعن أبي بكر الصديق أم رومان ، ، ومعاذ بن جبل وخباب ، ، وعائشة ، وابن مسعود وعثمان وعلي ، ، وعبد الله بن عمرو وابن عمر وسبيعة ، ، ومعقل بن سنان ، والمغيرة بن شعبة وزيد حتى إنه روى عن ، قاص عبيد بن عمير مكة .
وعنه : الشعبي ، ، وإبراهيم النخعي ويحيى بن وثاب ، وعبد الله بن مرة ، ، وأبو وائل ويحيى بن الجزار ، وأبو الضحى ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، وعبيد بن نضيلة ، ومكحول الشامي -وما أراه لقيه- وأبو إسحاق ، ومحمد بن المنتشر ، ومحمد بن نشر الهمداني ، وأبو الأحوص الجشمي ، وأيوب بن هانئ ، وعمارة بن عمير ، وحبال ابن رفيدة ، ، وأنس بن سيرين وأبو الشعثاء المحاربي ، وآخرون .
وعداده في كبار التابعين وفي المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو داود : كان أبو الأجدع أفرس فارس باليمن . قال أبو داود أيضا : ومسروق هو ابن أخت عمرو بن معد يكرب .
[ ص: 65 ] مجالد : عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : لقيت عمر فقال : ما اسمك؟ فقلت : مسروق بن الأجدع . قال : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : الأجدع شيطان أنت . قال مسروق بن عبد الرحمن الشعبي : فرأيته في الديوان . مسروق بن عبد الرحمن
وقال : سمعت مالك بن مغول أبا السفر ، عن مرة ، قال : ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال أيوب الطائي ، عن الشعبي ، قال : ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم -في أفق من الآفاق- من مسروق .
وقال منصور عن إبراهيم ، قال : كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس ويعلمونهم السنة : علقمة ، والأسود وعبيدة ، ومسروقا ، والحارث بن قيس ، . وعمرو بن شرحبيل
وروى عبد الملك بن أبجر ، عن الشعبي ، كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح ، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق ، وكان شريح يستشير مسروقا ، وكان مسروق لا يستشير شريحا .
وروى شعبة عن أبي إسحاق ، حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع .
وروى ، عن امرأة أنس بن سيرين مسروق قالت : كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه ، فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه .
المثنى القصير : عن محمد بن المنتشر ، عن مسروق ، قال : كنت مع أبي موسى أيام الحكمين ، فسطاطي إلى جانبه ، فأصبح الناس ذات يوم قد [ ص: 66 ] لحقوا بمعاوية ، فرفع أبو موسى رفرف فسطاطه وقال : يا مسروق ، قلت : لبيك ، قال : إن الإمارة ما ائتمر فيها ، وإن الملك ما غلب عليه بالسيف .
مجالد : عن الشعبي ، عن مسروق ، قالت عائشة : يا مسروق إنك من ولدي ، وإنك لمن أحبهم إلي ، فهل لك علم بالمخدج .
قال أبو السفر : ما ولدت همدانية مثل مسروق .
وقال الشعبي : لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة ، قال : من أفضل الناس؟ قالوا له : مسروق . وقال ابن المديني : أنا ما أقدم على مسروق أحدا صلى خلف أبي بكر .
مجالد : عن الشعبي ، قال مسروق : لأن أفتي يوما بعدل وحق ، أحب إلي من أن أغزو سنة .
قال إبراهيم بن محمد بن المنتشر : أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفا ، وهو يومئذ محتاج فلم يقبلها : وقال : زوج أبو إسحاق السبيعي مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه يجعلها في المجاهدين والمساكين .
الأعمش : عن أبي الضحى قال : غاب مسروق عاملا على السلسلة سنتين ، ثم قدم ، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا ، فقالوا : غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود ، قال : إنا لله ، استعرناها ، نسينا نردها .
قال سعيد بن جبير ، قال لي مسروق : ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب ، وما آسى على شيء إلا السجود لله تعالى .
[ ص: 67 ] وقال الكلبي : شلت يد مسروق يوم القادسية ، وأصابته آمة .
قال : تخلف عن وكيع علي مسروق ، والأسود ، والربيع بن خثيم . ويقال : شهد وأبو عبد الرحمن السلمي صفين ، فوعظ وخوف ولم يقاتل ، وقيل : شهد قتال الحرورية مع علي ، واستغفر الله من تأخره عن علي . وقيل : إن قبره بالسلسلة بواسط .
قال ، قال أحمد بن حنبل ابن عيينة : بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد .
وقال : يحيى بن معين مسروق ثقة ، لا يسأل عن مثله . وسأل عثمان بن سعيد يحيى عن مسروق وعروة في عائشة ، فلم يخير .
وقال : ما أقدم على علي بن المديني مسروق أحدا من أصحاب عبد الله صلى خلف أبي بكر ولقي عمر وعليا ، ولم يرو عن عثمان شيئا .
وقال العجلي : تابعي ثقة ، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون . وكان يصلي حتى ترم قدماه .
وقال ابن سعد كان ثقة له أحاديث صالحة .
روى سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي ، حدثنا علي بن الحسن السامي ، حدثنا الثوري عن فطر بن خليفة ، عن الشعبي ، قال : غشي على مسروق في يوم صائف ، وكانت عائشة قد تبنته ، فسمى بنته عائشة ، وكان [ ص: 68 ] لا يعصي ابنته شيئا . قال : فنزلت إليه فقالت : يا أبتاه أفطر واشرب . قال : ما أردت بي يا بنية؟ قالت : الرفق ، قال : يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
قال أبو نعيم : مات سنة اثنتين وستين . وقال يحيى بن بكير وابن سعد وابن نمير : مات سنة ثلاث وستين .
قال علي بن الجعد : حدثنا شعبة ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، أن مسروقا كان لا يأخذ على القضاء أجرا ، ويتأول هذه الآية : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية .
الأعمش : عن مسلم ، عن مسروق ، قال : كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى ، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله .
منصور : عن هلال بن يساف ، قال : قال مسروق : من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين ، وعلم الدنيا والآخرة ، فليقرأ سورة الواقعة .
قلت : هذا قاله مسروق على المبالغة ، لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين . ومعنى قوله : فليقرأ الواقعة -أي : يقرأها بتدبر وتفكر وحضور ، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفارا .
عمرو بن مرة : عن الشعبي ، قال : كان مسروق إذا قيل له : أبطأت عن علي وعن مشاهده ، فيقول : أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال : ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما أكان ذلك حاجزا لكم؟ قالوا : نعم . قال : فوالله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم ، وإنها لمحكمة ما نسخها شيء .
قرأت على أبي المعالي ، أحمد بن إسحاق بمصر : أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب ، [ ص: 69 ] أنبأنا محمد بن عمر القاضي ، وأبو غالب محمد بن علي ، ومحمد بن أحمد الطرائفي ، قالوا : أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة ، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، حدثنا ، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا ، حدثنا عبد الله بن نمير الأعمش ( ح ) قال الفريابي : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : زاد أربع من كن فيه كان منافقا عثمان : خالصا ثم اتفقا أخرجه ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر مسلم عن أبي بكر به .
قال مجالد ، عن الشعبي : إن مسروقا قال : لأن أقضي بقضية وفق الحق أحب إلي من رباط سنة في سبيل الله . أو قال : من غزو سنة .
قال أبو الضحى : سئل مسروق عن بيت شعر فقال : أكره أن أجد في صحيفتي شعرا .
، عن حماد بن أبي سليمان أبي الضحى ، عن مسروق قال : صليت خلف أبي بكر .