الثقفي
الشيخ العالم المعمر ، مسند الوقت ، رئيس أصبهان ومعتمدها أبو [ ص: 9 ] عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود ، الثقفي ، الأصبهاني ، صاحب " الأربعين " و " الفوائد العشرة " .
ولد سنة سبع وتسعين وثلاث مائة .
وأول سماعه في سنة ثلاث وأربعمائة ، ورحله أبوه في صباه إلى خراسان ، والعراق ، والحجاز ، ولقي الكبار .
سمع أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش ، ، وأبا عبد الرحمن السلمي وأبا زكريا المزكي ، وعبد الرحمن بن بالويه ، وعلي بن أحمد بن عبدان ، والقاضي أبا بكر الحيري ، ومحمد بن موسى الصيرفي ، وأبا عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي وعلي بن محمد بن خلف ، وأبا حازم العبدوي ، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب ، وطائفة بنيسابور ، وأبا الفرج عثمان بن أحمد البرجي ، وعبد الله بن أحمد بن جولة ، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني ، وأبا بكر بن مردويه ، وعلي بن ماشاذه الفرضي ، وأحمد بن عبد الرحمن الأزدي ، وعدة ببلده ، وهلال بن محمد الحفار ، وأبا الحسين بن بشران ، وابن يعقوب الإيادي ، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان ، وأبا عبد الله الغضائري ، وعدة ببغداد ، وأبا عبد الله بن نظيف المصري بمكة .
وروى الكثير ، وتفرد في زمانه ، وكان صدرا معظما .
[ ص: 10 ] حدث عنه : ابن طاهر ، وإسماعيل التيمي ، وأبو نصر الغازي ، وأبو سعد البغدادي ، وأبو المطهر الصيدلاني قاسم ، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ، وأبو رشيد محمد بن علي بن الباغبان والحسن بن العباس الرستمي وحفيده مسعود بن الحسن الثقفي ، وأبو رشيد عبد الله بن عمر الأصبهاني ، والحافظ أبو طاهر السلفي ، وآخرون .
قال السمعاني : كان ذا رأي وكفاية وشهامة ، وكان أسند أهل عصره ، وأكثرهم ثروة ونعمة وبضاعة ونقدا ، وكان منفقا ، كثير الصدقة ، دائم الإحسان إلى الطارئين والمقيمين والمحدثين ، وإلى العلوية خصوصا ، كثير البذل لهم ، عزل في آخر عمره عن رئاسة البلد ، وصودر ، فوزن مائة ألف دينار حمر لم يبع لها ملكا ، ولا أظهر انكسارا .
وكان من رجال الدنيا ، عمر ، ورحلت إليه الطلبة من الأمصار ، وكان صحيح السماع ، غير أنه كان يميل إلى التشيع على ما سمعت جماعة أهل أصبهان .
قال يحيى بن منده : لم يحدث في وقت أبي عبد الله الرئيس أوثق منه في الحديث ، وأكثر سماعا ، وأعلى إسنادا ، كان فيما قيل : يميل إلى الرفض ، سمع " تاريخ يعقوب الفسوي " من ابن الفضل القطان ، وسمع " تاريخ " من يحيى بن معين . أبي عبد الرحمن السلمي
قال السلفي : كان الرئيس الثقفي عظيما ، كبيرا في أعين الناس ، على مجلسه هيبة ووقار ، وكان له ثروة وأملاك كثيرة .
[ ص: 11 ] وقال السمعاني : كان محمود السيرة في ولايته ، مشفقا على الرعية ، سمعت أن السلطان ملكشاه أراد أن يأخذ من الرعية مالا بأصبهان ، فقال الرئيس : أنا أعطي النصف ، ويعطي الوزير - يعني نظام الملك - وأبو سعد المستوفي النصف . فما قام حتى وزن ما قال ، فظني أن المال كان أكثر من مائة ألف دينار أحمر .
وكان يبر المحدثين بمال كثير ; رحلوا إليه من الأقطار .
مات الرئيس في رجب سنة تسع وثمانين وأربعمائة وهو في عشر المائة .