[ ص: 266 ] التميمي
مفتي سبتة القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حسن التميمي المغربي السبتي المالكي .
أخذ عن أبي محمد المسيلي ، ولازمه ، وعن أبي عبد الله بن العجوز .
وسمع " صحيح " البخاري بالمرية على ، وأخذ ابن المرابط بقرطبة عن عبد الملك بن سراج ، ومحمد بن فرج الطلاعي ، وأبي علي الغساني .
وكان حسن العقل ، مليح السمت ، متجملا نبيلا ، تفقه به أهل بلده ، وكان يسمى الفقيه العاقل ، تفقه به أبو محمد بن شبونة ، ، والقاضي عياض وأبو بكر بن صلاح .
رحل إليه الناس من النواحي ، وبعد صيته ، واشتهر ذكره ، وتخرج به أئمة ، وكان دينا ، سريع الدمعة ، مؤثرا للطلبة ، بني جامع سبتة ، وعزل نفسه من القضاء بأخرة ، ثم طلبوه ، وولوه قضاء فاس ، فلم تعجبه الغربة ، فرجع إلى وطنه ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة قال ذلك تلميذه أبو عبد الله محمد بن حمادة الفقيه ، وبالغ في تعظيمه ، بحيث إنه قال : كان إمام المغرب في وقته ، ولم يكن في قطر من الأقطار منذ يحيى بن يحيى الأندلسي من حمل الناس عنه أكثر منه ، ولا أكثر نجابة من أصحابه .
قلت : عاش سبعا وسبعين سنة ، ضبط القاضي مولده في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وأخرج عنه في " الشفاء " .